579
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

تطهيرا ، أنا من أهل بيتٍ افترض مودّتهم في كتابه ، فقال : «قُلْ لَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلَا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنا»۱ فالحسنة مودّتنا أهل البيت» .
ثمّ جلس ، فقام عبد اللّه بن عبّاس بين يديه ، فقال : معاشر الناس ، هذا ابن نبيّكم ووصيّ إمامكم فبايعوه، فتبادر الناس إلى البيعة بالخلافة . فلابدّ أن يكون محقّا في دعوته ، مستحقّا للإمامة مع شهادة النبيّ صلى الله عليه و آله له ولأخيه بالإمامة والسيادة في قوله : «ابناي هذان إمامان ، قاما أو قعدا» ، وقوله : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» ، وشهادة القرآن بعصمتهما في قوله تعالى : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا»۲ على ما تقدّم القول فيه . ۳
وسادسها : أن يستدلّ على إمامته بما أظهر اللّه على يديه من العلم المعجز ، ومن جملته حديث حبابة الوالبيّة . ۴
انتهى ما أردنا نقله من كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى .
قوله : (ثمّ قال : الحمد للّه ) إلى آخره .] ح ۶ / ۷۸۰]
بعض أجزاء هذا الحديث مذكور في نهج البلاغة في باب المختار من خطبه عليه السلام ، وعُنْوِن بأنّه «و من كلامه عليه السلام قبل موته» وهو من قوله عليه السلام : «أيّها الناس» إلى قوله : «قيام غيري مقامي» ۵ . والظاهر أنّ ما في الكافي بدل قوله : «قيام غيري مقامي» تصحيف من النسّاخ .
وبعضٌ آخر في باب المختار من كتبه ، و عنوانه : «ومن كلامه لمّا ضربه ابن ملجم» وهو من قوله : «أمّا وصيّتي» إلى قوله : «أن يغفر اللّه لكم» وأنا اُبيّن مواضع اختلاف بين ما في الكافي وموضعَي النهج ؛ ففي موضعي النهج بدون «إليه» بعد «مساق النفس» فعلى ذلك فالمساق اسم مكان كالمرجع والمآل ، وعلى ما في الكافي مصدر ميميّ. ويراد

1.الشورى (۴۲) : ۲۳ .

2.الأحزاب (۳۳) : ۳۳ .

3.الإرشاد ، ج ۲ ، ص ۷ ـ ۸ ؛ إعلام الورى ، ص ۲۰۸ ـ ۲۰۹ ؛ كشف الغمّة ، ج ۱ ، ص ۵۳۲ .

4.إعلام الورى، ص ۲۰۷ ـ ۲۰۹، مع اختلاف يسير.

5.راجع : نهج البلاغة ، ص ۲۰۷ ، الخطبة ۱۴۹ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
578

ابنه الحسن ، وأشهد على وصيّته الحسين ومحمّدا و جميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ، ثمّ دفع إليه الكتاب والسلاح وقال : «يا بُنيَّ أمرني رسول اللّه عليه السلام أن اُوصي إليك ، وأدفع إليك كتبي وسلاحي كما اُوصى إليّ ، ودفع إليّ كتبه وسلاحه ، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين» . ثمّ أقبل على ابنه الحسين ، فقال : «وأمرك رسول اللّه أن تدفعها إلى ابنك هذا» ـ وأخذ بيد عليّ بن الحسين ـ «وأمرك رسول اللّه صلى الله عليه و آله أن تدفعها إلى ابنك محمّد بن عليّ ، فاقرأه من رسول اللّه ومنّي السلام» ۱ .
وعن جابر ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام مثل ذلك سواءً .
وعن أبي جعفر عليه السلام قال : «إنّ أمير المؤمنين لمّا حضره الوفاة قال لابنه الحسن : اُدنُ منّي حتّى اُسرّ إليك ما أسرّ إليّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وأئمنك على ما ائمنني عليه» ۲ .
وبإسناده رفعه إلى شهر بن حوشب أنّ عليّا عليه السلام لمّا سار إلى الكوفة استودع اُمّ سلمة ـ رضي اللّه عنها ـ كتبه والوصيّة ، فلمّا رجع الحسن دفعتها إليه ۳ .
وخامسها : أنّا وجدنا الحسن بن عليّ عليهماالسلام قد دعا إلى نفسه وادّعى الأمر بعد أبيه ، وبايعه الناس على أنّه الخليفة والإمام . فقد روى جماعة أهل التاريخ أنّه عليه السلام خطب صبيحة الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنين عليه السلام ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، وصلّى على النبيّ ، ثمّ قال : «لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأوّلون ، ولا يدركه الآخِرون ، لقد كان يجاهد مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله فيقيه بنفسه ، وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوجّهه برايته ، فيكتنفه جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، فلا يرجع حتّى يفتح اللّه تعالى على يديه ، ولقد توفّي عليه السلام في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم ، وفيها قبض يوشع بن نون ، ولا خلّف بيضاء ولا صفراء إلّا سبعمائة درهم فضلت عن عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله» ۴ .
ثمّ خنقته العبرة ، فبكى وبكى الناس ، ثمّ قال : «أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، أنا ابن الداعي إلى اللّه بإذنه ، أنا ابن السراج المنير ، أنا ابن من أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم

1.راجع: الكافى، ج ۱، ص ۲۹۷، ح ۱؛ الفقيه، ج ۴، ص ۱۸۹، ح ۵۴۳۳؛ تهذيب الأحكام، ج ۹، ص ۱۷۶، ح ۴.

2.الكافى، ج ۱، ص ۲۹۸، ح ۲.

3.الكافي، ج ۱، ص ۲۹۸، ح ۳؛ إعلام الورى، ص ۲۰۸؛ كشف الغمّة، ج ۱، ص ۵۳۲.

4.الكافى، ج ۱، ص ۴۵۷، ح ۸ ؛ الخرائج، ج ۲، ص ۸۸۸؛ كشف الغمّة، ج ۱، ص ۵۳۲.

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 105489
صفحه از 637
پرینت  ارسال به