تطهيرا ، أنا من أهل بيتٍ افترض مودّتهم في كتابه ، فقال : «قُلْ لَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلَا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنا»۱ فالحسنة مودّتنا أهل البيت» .
ثمّ جلس ، فقام عبد اللّه بن عبّاس بين يديه ، فقال : معاشر الناس ، هذا ابن نبيّكم ووصيّ إمامكم فبايعوه، فتبادر الناس إلى البيعة بالخلافة . فلابدّ أن يكون محقّا في دعوته ، مستحقّا للإمامة مع شهادة النبيّ صلى الله عليه و آله له ولأخيه بالإمامة والسيادة في قوله : «ابناي هذان إمامان ، قاما أو قعدا» ، وقوله : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» ، وشهادة القرآن بعصمتهما في قوله تعالى : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا»۲ على ما تقدّم القول فيه . ۳
وسادسها : أن يستدلّ على إمامته بما أظهر اللّه على يديه من العلم المعجز ، ومن جملته حديث حبابة الوالبيّة . ۴
انتهى ما أردنا نقله من كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى .
قوله : (ثمّ قال : الحمد للّه ) إلى آخره .] ح ۶ / ۷۸۰]
بعض أجزاء هذا الحديث مذكور في نهج البلاغة في باب المختار من خطبه عليه السلام ، وعُنْوِن بأنّه «و من كلامه عليه السلام قبل موته» وهو من قوله عليه السلام : «أيّها الناس» إلى قوله : «قيام غيري مقامي» ۵ . والظاهر أنّ ما في الكافي بدل قوله : «قيام غيري مقامي» تصحيف من النسّاخ .
وبعضٌ آخر في باب المختار من كتبه ، و عنوانه : «ومن كلامه لمّا ضربه ابن ملجم» وهو من قوله : «أمّا وصيّتي» إلى قوله : «أن يغفر اللّه لكم» وأنا اُبيّن مواضع اختلاف بين ما في الكافي وموضعَي النهج ؛ ففي موضعي النهج بدون «إليه» بعد «مساق النفس» فعلى ذلك فالمساق اسم مكان كالمرجع والمآل ، وعلى ما في الكافي مصدر ميميّ. ويراد
1.الشورى (۴۲) : ۲۳ .
2.الأحزاب (۳۳) : ۳۳ .
3.الإرشاد ، ج ۲ ، ص ۷ ـ ۸ ؛ إعلام الورى ، ص ۲۰۸ ـ ۲۰۹ ؛ كشف الغمّة ، ج ۱ ، ص ۵۳۲ .
4.إعلام الورى، ص ۲۰۷ ـ ۲۰۹، مع اختلاف يسير.
5.راجع : نهج البلاغة ، ص ۲۰۷ ، الخطبة ۱۴۹ .