نصب أعلاما واضحة ومنائر ساطعة «يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ»۱ واستحفظهم دينه وشريعته ، وأنزل اللّه جميع ما يحتاج إليه الاُمّة يوم القيامة على رسوله صلى الله عليه و آله ، وأمرهم أن يستودع كلّها الخلفاء الاُمناء المعصومين عن الخطأ والزلل ، وأمر سائر الاُمّة بالرجوع إليهم والسؤال منهم لكيلا يستطيع أحدٌ أن يقول : إنّ فقدان النصّ في الواقعات الحادثة اضطرّنا إلى العمل بالقياس والاستحسان والرأي ، ولا يشكّ من بلغ أدنى مرتبة التمييز أنّ الموافق للحكمة الكاملة الإلهيّة هو هذا المذهب ، ولقد أجرى روح القدس على لسان من قال (شعر) :
إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهباينجيك يوم الحشر من لهب النار
فدع عنك قول الشافعي ومالكوأحمد والنعمان بل كعب الأحبار
وآت اُناسا قولهم وحديثهمروى جدّنا عن جبرئيل عن الباري
الحمد للّه الذي هدانا لهذا وماكنّا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه .
[باب الإشارة و النّص على أبي جعفر عليه السلام ]
قوله : (إلى زيد بن الحسن وكان أكبرهم) . [ح ۳ / ۷۹۱]
هو زيد بن الحسن بن عليّ عليهماالسلام ، وفي كتاب إعلام الورى في فصل فيه ذكر أولاد الحسن عليه السلام : «وكان زيد بن الحسن يلي صدقات رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وكان جليل القدر ، مات وله تسعون سنة ، وخرج من الدنيا ولم يدّع الإمامة ، ولا ادّعاها له مدّع من الشيعة ولا غيرهم» ۲ انتهى .
باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن موسى عليه السلام
قوله : (لم يُؤذَنْ لنا في أوَّلَ منك) . [ح ۹ / ۸۰۹]
أوّل هذا اسم تفضيل ، ولذا استعملت مع «من» أي لم يؤذن لنا أن نخبر بإمامته من كان أقدم منك .