131
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث الثالث والخمسين والمائتين

۰.عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ وَالْحَجَّالِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، قَالَ :سَمِعَ رَجُلٌ مِنَ الْعِجْلِيَّةِ هذَا الْحَدِيثَ قَوْلَهُ : «يُنَادِي مُنَادٍ : أَلَا إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ وَشِيعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ أَوَّلَ النَّهَارِ ، وَيُنَادِي آخِرَ النَّهَارِ : أَلَا إِنَّ عُثْمَانَ وَشِيعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ». قَالَ : «وَيُنَادِي أَوَّلَ النَّهَارِ ۱ مُنَادِي آخِرِ النَّهَارِ».
فَقَالَ الرَّجُلُ : فَمَا يُدْرِينَا أَيُّمَا الصَّادِقُ مِنَ الْكَاذِبَ؟
فَقَالَ : «يُصَدِّقُهُ عَلَيْهَا مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِهَا قَبْلَ أَنْ يُنَادِيَ ، إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : «أَ فَمَنْ يَهْدِى إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّى إِلّا أَنْ يُهْدى»۲ الْايَةَ» .

شرح

السند صحيح، وضمير «عنه» راجع إلى أبي عليّ الأشعري.
قوله: (العجليّة).
كان منسوب إلى طائفة من بني عجل. قال الجوهري: «عجل: قبيلة من ربيعة، وهو عجل بن لجيم بن صعب علي بن بكر بن وائل». ۳
وما قيل من أنّه يحتمل أن يكون كناية عمّن قدّم عجل هذه الاُمّة، وسامريّها على أمير المؤمنين عليه السلام ، ۴ فبعيد جدّا.
قوله: (هذا الحديث قوله: ينادي مناد).
الظاهر أنّ «قوله» بالنصب بيان أو بدل ل«هذا الحديث»، وأنّ الضمير راجع إلى المعصوم وأنّه أبو عبداللّه عليه السلام .
(ألّا إنّ فلان بن فلان وشيعته هم الفائزون).
يظهر من بعض الأخبار أنّ المراد بفلان بن فلان القائم عليه السلام . روى الصدوق رحمه الله في كتاب كمال الدِّين بإسناده عن زرارة، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال: «ينادي مناد باسم القائم عليه السلام ». قلت: خاصّ أو عامّ؟ قال: «عامّ يسمع كلّ قوم بلسانهم». قلت: فمن يخالف القائم عليه السلام وقد نودي باسمه؟ قال: «لا يدعهم إبليس ينادي في آخر الليل ليشكّك ۵ الناس». ۶
(قال: وينادي أوّل النهار منادي آخر النهار).
الظاهر أنّ القائل هو الإمام عليه السلام ، وهذا بظاهره يدلّ على اتّحاد المناديين، وهو مخالف لما رواه في كتاب كمال الدِّين وتمام النعمة بإسناده عن المعلّى بن خنيس، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال: «صوت جبرئيل من السماء، وصوت إبليس من الأرض، فاتّبعوا الصوت الأوّل، وإيّاكم [والأخير] أن تفتتنوا به»، ۷ وما رويناه سابقا من ذلك الكتاب أيضا يوهم المخالفة. ويمكن أن يقال: إنّ ما رواه الصدوق من الخبرين لا يدلّان إلّا على اختلاف المناديين في الجملة، لا على اختلافهما في أوّل النهار وآخره، فلا منافاة.
وقال بعض الأفاضل في وجه التوفيق: لعلّ المراد أنّ منادي النهار ومنادي آخره شبيهان بحسب الصوت. أو المراد أنّ منادي آخر النهار ينادي أوّل النهار أيضا، إمّا موافقا للمنادي الأوّل، أو كما ينادي آخر النهار.
قال: ويحتمل أن يقرأ على البناء للمجهول، أي يخبر منادي أوّل النهار عن منادي آخر النهار، ويقول: إنّه شيطان، فلا تتّبعوه كما اُفيد، انتهى. ۸
وقيل: هذا الخبر يعني الخبر المذكور في الكتاب من باب الاستفهام الإنكاري، والتقدير: ولا ينادي، كما في قول الهذلي: «تاللّه يبقى على الأيّام ذو حياة». قال الجواهري: أي لا يبقى، انتهى. ۹
ولا يخفى عليك ما في هذه التوجيهات من التكلّفات البعيدة، والظاهر ما قلناه أوّلاً، واللّه تعالى أعلم.
(فقال) أي الإمام، أو الراوي الذي يناظر العجلي، والأوّل أنسب.
(يصدّقه) أي الصادق، أو المنادي.
(عليها) أي على الصيحة الاُولى.
وقوله: (من كان يؤمن بها) فاعل «يصدّق».

1.في الوافي + «غير».

2.يونس (۱۰): ۳۵.

3.الصحاح، ج ۵، ص ۱۷۵۹ (عجل).

4.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۲۷.

5.في المصدر: «ويشكّك».

6.كمال الدين، ص ۶۵، ح ۸. وعنه في بحار الأنوار، ج ۵۲، ص ۲۰۵، ح ۳۵.

7.كمال الدين، ص ۶۵۲، ح ۱۳.

8.القائل هو العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۲۷.

9.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۷۸.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
130
  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 240693
صفحه از 607
پرینت  ارسال به