137
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

شرح

السند ضعيف.
قوله: (داود بن عليّ).
هو داود بن عليّ بن عبداللّه بن عبد المطّلب عمّ الدوانيقي.
(وسليمان بن خالد).
في بعض النسخ: «بن مجالد» هنا وفي المواضع الآتية.
(وأبو جعفر عبداللّه بن محمّد).
ابنُ عليّ بن عبداللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب، ثاني خلفاء العبّاسيّة.
وقيل: لُقِّبَ بأبي الدوانيق لنجله. ۱
و(الجبّار): المتمرّد، والعاتي. والمراد به هنا أبو الدوانيق.
وقوله: (فعذّروه عنده).
في القاموس:
العذر: معروف. عَذِرَه يعذِره عذرا، وأعذره. والاسم: المعذرة، مثلّثة الذال. وأعذر: أبدى عذرا، وأحدث، وثبت له عذر. وقوله تعالى: «وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ»۲ بتشديد الذالّ المكسورة، أي المعتذرون الذين لهم عذر، وقد يكون المعذر غير محقّ، فالمعنى المقصّرون بغير عذر، انتهى. ۳
وأقول: يحتمل أن يكون «عذروه» هنا بالتخفيف، أي جعلوه معذورا عنده، أو بالتشديد بكلّ من المعنيين اللّذين ذكرهما في القاموس، وتخصيصه بالمعنى الثاني لا وجه له؛ لاحتمال أن يكون له عذر في الواقع.
(أما واللّه ، لا تذهب الليالي والأيّام) كناية عن القرب.
(حتّى يملك ما بين قطريها).
القطر ـ بالضمّ ـ : الناحية، والجانب.
والمستتر في «يملك» راجع إلى أبي الدوانيق. والبارز في «قطريها» إلى الأرض. ولعلّ مالكيّته كناية عن غاية التسلّط على أهل الأرض، فتأمّل.
(ثمّ ليطأنّ الرِّجال عقبه). أي يمشون خلفه.
والوطأ: وضع القدم على الأرض. والعقب ـ ككتف ـ : مؤخّر القدم، وهو كناية عن كثرة الأتباع والأشياع.
(ثمّ ليذلّنّ له رقاب الرجال).
في بعض النسخ: «ثمّ يتذلّلن». وهذا كناية عن نفاذ أمره عليهم بحيث لا يتمكّنون من الامتناع عن حكمه.
(لا يملك بنو اُميّة يوما إلّا ملكتم مثليه، ولا سنة إلّا ملكتم مثليها).
قال الجوهري: «المثل: كلمة تسوية. يقال: هذا مِثْلُهُ ومَثَلُهُ، كما يُقال: شِبْهُهُ وشَبَهَهُ بمعنى». ۴ ولعلّ المراد هنا إثبات أصل الكثرة والزيادة، لا الضعيف الحقيقي، كما قيل في لبّيك وفي قوله تعالى: «ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ»۵ .
والحاصل: أنّ إثبات زيادة المثل لا ينافي ثبوت زيادة الأكثر منه إلّا بمفهوم اللقب، وهو ليس بحجّة اتّفاقا، فلا يرد أنّ عدّة ملك بني اُميّة ثلاثة وثمانون سنة وأربعة أشهر، أو ثمانون سنة وأربعة أشهر، أو ثمانون سنة ـ أو أحد وتسعون سنة على اختلاف الأقوال، والقول الأوّل موافق لكثير من الأخبار ـ ومدّة ملك بني عبّاس خمسمائة سنة، أو خمسمائة وثلاثة وعشرون سنة.
وقيل: لعلّ النكتة في الاقتصار على المثلين بيان أصل الزيادة، لا قدرها، أو التنبيه على سرعة زوال ملكهم، ۶ فتأمّل.
وفي هذا الإبهام فوائد كثيرة، منها عدم اغترارهم وطغيانهم، ومنها عدم يأس أهل الحقّ.
(وليتلقّفها الصبيان منكم كما تلقّف الصبيان الكرة).
عند اللقب، أي يسهل لكم تناول السلطنة والخلافة بحيث يتيسّر لصبيانكم بلا معارض ولا منازع.
قال الجوهري: «لقفت الشيء ـ بالكسر ـ ألقفه لقفا، وتلقّفته أيضا، أي تناولته بسرعة». ۷
وقال: «الكرة: التي تضرب بالصَوْلجان، وأصلها: كروٌ، والهاء عوض». ۸
(لا يزال القوم في فُسحة من ملكهم).
في القاموس: «الفسحة ـ بالضمّ ـ : السّعة». ۹
(ما لم يصيبوا) أي لم يجدوا، ولم يصلوا ولم، يبلغوا.
(منّا دما حراما).
قال الفاضل الإسترآبادي: يمكن أن يكون المراد ما فعله هارون قتل في ليلة واحدة كثيرا من السادات. ويمكن أن يكون المراد قتلهم بالمقتولين بفخ، وهو موضع قرب مكّة. ۱۰
أقول: ظاهر قوله: (وأومأ بيده على صدره) يأبى عن هذا التوجيه، ولعلّ المراد بإصابة الدم الحرام ارتكاب قتلهم عليهم السلام كيف كان.
(فإذا أصابوا ذلك الدّم).
في بعض النسخ: «ذلك اليوم».
(فبطن الأرض خيرٌ لهم من ظهرها)؛ يعني موتهم خيرٌ من حياتهم.
(فيومئذٍ لا يكون لهم في الأرض ناصرٌ، ولا في السماء عاذر) أي ناصر، أو من يعذرهم ويعفو عنهم، ويدفع عنهم اللؤم والعذاب، وهو اللّه تعالى، فيكون من قبيل قوله تعالى: «وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ»۱۱ قال الفيروزآبادي: «العذير: العاذر، والحال التي تحاولها تُعْذَر عليها، والنصير». ۱۲
وفي بعض النسخ: «عاذر» بتقديم الزاي المعجمة على المهملة. قال الفيروزآبادي: «التعزير: الإعانة، كالعزر، والتقوية، والنصر». ۱۳
(ثمّ قال: لا يزالون). ۱۴
كذا في النسخ التي رأيناه، والظاهر: «لا تزالون» بالتاء؛ بقرينة ما بعده، وارتكاب الالتفات هنا ممّا لا يلتفت إليه.
(في عنفوان الملك).
في القاموس: «عنفوان الشيء ـ بالضمّ ـ وعنفوهّ، مشدّدة: أوّله، أو أوّل بهجته». ۱۵
(ترغدون فيه) أي تتوسّعون في الملك والسلطان.
وفي القاموس: «عيشه رَغدٌ ويحرّك: واسعة طيّبة. والفعل كسمع وكرم». ۱۶
(وذهب بريحكم).
قال الجوهري: «وقد تكون الريح بمعنى الغلبة والقوّة، ومنه قوله تعالى: «وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ»۱۷ . ۱۸
(وسلّط عليكم عبدا من عبيده أعور).
قيل: أي الدنيء الأصل سيّء الخُلق، وهو إشارة إلى هلاكو خان، وكان رديئا في المذهب والسيرة والأخلاق. ۱۹
قال في النهاية فيه:
لمّا اعترض أبو لهب على النبيّ صلى الله عليه و آله عند إظهاره الدعوة، قال له أبو طالب: يا أعور، ما أنت وهذا، لم يكن أبو لهب أعور، ولكن العرب تقول للذي ليس له أخ من أبيه واُمّه أعور. وقيل: إنّهم يقولون للرديء من كلّ شيء من الاُمور والأخلاق أعور، وللمؤنّث عوراء. ۲۰
(وليس بأعور من آل أبي سفيان)؛ يعني ليس ذلك الأعور من آل أبي سفيان، بل من طائفة الترك.

1.اُنظر: مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۲۹.

2.. التوبة (۹): ۹۰.

3.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۸۷ (عذر).

4.الصحاح، ج ۵، ص ۱۸۱۶ (مثل).

5.. الملك (۶۷): ۴.

6.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۸۰.

7.الصحاح، ج ۴، ص ۱۴۲۸ (لقف).

8.القاموس المحيط، ج ۶، ص ۲۴۷۳ (كري).

9.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۴۰ (فسح).

10.حكاه عنه المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۱۹.

11.. الزخرف (۴۳): ۸۴ .

12.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۸۶ (عذر).

13.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۸۸ (عزر).

14.في المتن الذي ضبطه المؤلّف رحمه الله سابقا: «لاتزالون».

15.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۷۸ (عنف).

16.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۹۵ (رغد).

17.. الأنفال (۸): ۴۶.

18.الصحاح، ج ۱، ص ۳۶۸ (روح).

19.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۸۰.

20.النهاية، ج ۳، ص ۳۱۹ (عور).


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
136
  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 264443
صفحه از 607
پرینت  ارسال به