153
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

البضاعة المزجاة المجلد الثالث
152

متن الحديث الستّين والمائتين

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام مِثْلَهُ، وَزَادَ فِيهِ :«أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ جَوْهَرا ، وَجَوْهَرُ وُلْدِ آدَمَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله وَنَحْنُ وَشِيعَتُنَا بَعْدَنَا ، حَبَّذَا شِيعَتُنَا مَا أَقْرَبَهُمْ مِنْ عَرْشِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَحْسَنَ صُنْعَ اللّهِ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَاللّهِ لَوْ لَا أَنْ يَتَعَاظَمَ النَّاسُ ذلِكَ أَوْ يَدْخُلَهُمْ زَهْوٌ لَسَلَّمَتْ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ قُبُلًا .
وَاللّهِ مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ شِيعَتِنَا يَتْلُو الْقُرْآنَ فِي صَلَاتِهِ قَائِما إِلَا وَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِائَةُ حَسَنَةٍ ، وَلَا قَرَأَ فِي صَلَاتِهِ ۱ جَالِسا إِلَا وَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ خَمْسُونَ حَسَنَةً ، وَلَا فِي غَيْرِ صَلَاةٍ ۲ إِلَا وَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، وَإِنَّ لِلصَّامِتِ مِنْ شِيعَتِنَا لَأَجْرَ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ مِمَّنْ خَالَفَهُ ، أَنْتُمْ وَاللّهِ عَلى فُرُشِكُمْ نِيَامٌ لَكُمْ أَجْرُ الْمُجَاهِدِينَ ، وَأَنْتُمْ وَاللّهِ فِي صَلَاتِكُمْ لَكُمْ أَجْرُ الصَّافِّينَ ۳ فِي سَبِيلِهِ ، أَنْتُمْ وَاللّهِ الَّذِينَ قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «وَنَزَعْنا ما فِى صُدُورِهِمْ مِنْ غِلًّ إِخْوانا عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ» . ۴
إِنَّمَا شِيعَتُنَا أَصْحَابُ الْأَرْبَعَةِ الْأَعْيُنِ : عَيْنَانِ فِي الرَّأْسِ ، وَعَيْنَانِ فِي الْقَلْبِ ، أَلَا وَالْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ كَذلِكَ إِلَا أَنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَتَحَ أَبْصَارَكُمْ وَأَعْمى أَبْصَارَهُمْ» .

شرح

السند ضعيف.
قوله: (شمّون) بالشين والميم المشدّدة. كذا في الإيضاح، ۵ وزاد فيه.
(ألا وأنّ لكلّ شيء جوهرا).
في القاموس: «الجوهر: كلّ حجر يستخرج منه شيء ينتفع به. ومن الشيء: ما وضعت عليه جبلّته». ۶
وقال الجوهري: «معرّب الواحدة جوهرة». ۷
وقال بعض الشارحين:
الجوهر من كلّ شيء: ما له فضيلة كاملة، ومزيّة زائدة، وخصلة راجحة واضحة، بها يمتاز ويصطفى من غيره من أفراد ذلك الشيء، كالياقوت في الأحجار مثلاً. ۸
(وجوهر ولد آدم محمّد صلى الله عليه و آله ، ونحن وشيعتنا بعدنا).
لعلّ المراد أنّ جبلّة الإنسانيّة الحقيقيّة فيهم ومن سواهم أشباه الناس، وليسوا بإنسان حقيقةً.
وقيل: أي كما أنّ الجواهر ممتازة من سائر أجزاء الأرض بالحسن والبهاء والنفاسة والندرة، فكذا هم بالنسبة إلى سائر ولد آدم. ۹ وعلى التقديرين يدخل في شيعتهم سائر الأنبياء والأوصياء وتابعيهم.
(حبّذا شيعتنا).
في بعض النسخ: «نحن وشيعتنا» بعد «يا حبّذا شيعتنا».
قال الجوهري:
الأصمعي: قولهم حبّ بفلان، معناه: ما أحبّه إليّ. وقال الفرّاء: معناه حَبُبَ بضمّ الباء، ثمّ اُسكنت واُدغمت في الثانية، ومنه قولهم: حبّذا زيد، ف «حبّ» فعل ماض لا يتصرّف، وأصله: حَبُبَ على ما قال الفرّاء، و«ذا» فاعله، وهو اسم مبهم من أسماء الإشارة، جُعِلا شيئا واحدا، فصارا بمنزلة اسم يرفع ما بعده، وموضعه رفع بالابتداء، وزيد خبره، ولا يجوز أن يكون بدلاً من ذا؛ لأنّك تقول: حبّذا امرأة، ولو كان بدلاً لقلت: حبّذه المرأة. ۱۰
(ما أقربهم من عرش اللّه عزّ وجلّ).
كلمة «ما» للتعجّب. و«من» للصلة بمعنى الباء.
(وأحسن) عطف على «أقرب».
(صنعَ اللّه إليهم يوم القيامة).
قال الجوهري: «الصنع ـ بالضمّ ـ : مصدر قولك صنع إليه معروفا». ۱۱
(واللّه لولا أن يتعاظم الناس ذلك).
في القاموس: «تعاظمه: عظم عليه. وأمر لا يتعاظمه شيء: لا يعظم، بالإضافة إليه». ۱۲
وقيل: المراد بتعاظمهم اتّخاذهم الشيعة أنبياء ورسلاً. ۱۳
(أو يدخلهم زَهو).
ضمير الجمع للشيعة على الظاهر. ويحتمل بعيدا عوده إلى الناس.
قال في القاموس: «الزُّهاء: الباطل، والكذب، والاستخفاف، كالزُّهُوّ، والكِبر والتيه، والفخر. وقد زُهيَ كعُتِيَ، وكدعا قليلة» انتهى. ۱۴
وقوله: «وذلك» إشارة إلى قوله: (لَسلّمت عليهم الملائكة قبلاً).
في القاموس: «رايته قَبُلاً ـ محرّكة، وبضمّتين، وكصُرد وعنب ـ وقَبَليّا ـ محرّكة ـ وقبيلاً، كأمير: أي عيانا ومقابلة». ۱۵
(وإنّ للصامت من شيعتنا لأجر من قرأ القرآن ممّن خالفه).
لعلّ المراد أنّ الأصل قراءة القرآن أجرا مع قطع النظر عن القارئ، فإذا قرأه المخالف يكتب ذلك الأجر للشيعة.
ويحتمل أن يكون المراد أنّه لو فرض أنّ لهذا المخالف القارئ أجرا في قراءته، كان مثله للشيعة الساكت. أو أنّ له في حال سكوته أجر قراءة المخالف بأحد الوجهين، مع قطع النظر عن وقوع تلك القراءة؛ فإنّه لو فرض عدم صدور قراءة عن مخالف أصلاً كان للشيعة أجر قراءته بتقدير صدورها منه.
(أنتم واللّه على فُرُشكم).
الفُرُش ـ بضمّتين ـ جمع الفرش، بالكسر، وهو ما يفرش.
(نيام).
هو ككتاب. وقيل: بتشديد الياء أيضا جمع نائم. ۱۶ وهو خبر لقوله: «وعلى فرشكم» متعلّق به.
والظاهر أنّ قوله عليه السلام : (لكم أجر المجاهدين) صفة «نيام».
وقيل: سرّ ذلك أنّهم ينامون على نيّة أن يتقوّوا به على الطاعة، فإذا هم حال النوم في [عين] الطاعة». ۱۷
(وأنتم واللّه في صلاتكم).
الظرف متعلّق بقوله: (لكم أجر الصافيّن في سبيله).
أي المصطفين القائمين صفوفا في الجهاد، أو أعمّ منه.
(أنتم واللّه الذين قال اللّه عزّ وجلّ).
في سورة الحجر: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ* وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ* لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ»۱۸ .
قال الجوهري: «الغلّ ـ بالكسر ـ : الغشّ، والحقد أيضا. وقد غلّ صدره يغلّ ـ بالكسر ـ غلّاً: إذا كان ذا غشّ، أو ضغن وحقد». ۱۹
وقال البيضاوي:
«وَنَزَعْنَا» أي في الدُّنيا بما ألّف بين قلوبهم، أو في الجنّة، بتطييب نفوسهم «مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ» من حقد كان في الدُّنيا. أو من التحاسد على درجات الجنّة ومراتب القُرب «إِخْوَانا» حال من ضمير «فِي جَنَّاتٍ» ، أو فاعل «ادْخُلُوهَا» ، أو الضمير في «آمِنِينَ» ، أو الضمير المضاف إليه، والعامل فيها معنى الإضافة. وكذا قوله: «عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ» .
ويجوز أن يكون صفتين لإخوانا، أو حالين من ضميره؛ لأنّه بمعنى متصافّين، وأن يكون «مُتَقَابِلِينَ» حالاً من المستتر في «عَلَى سُرُرٍ» . ۲۰
(إنّما شيعتنا أصحاب الأربعة الأعين) وهي (عينان في الرأس).
يرون بهما ظواهر المصنوعات.
(وعينان في القلب) يرون بهما حقائق الموجودات والمعارف المتعلِّقة بالمعقولات، ويميّزون بهما بين الصحيح والسقيم من النظريّات، ويدركون بهما طريق العلم بقواعد العمليّات.
(ألا والخلائق كلّهم كذلك) أي لكلّ منهم تلك الأربعة الأعين.
(إلّا أنّ اللّه عزّ وجلّ) استثناء متّصل. ويحتمل كونه منقطعا، أي لكنّ اللّه عزّ وجلّ.
(فتح أبصاركم) الأربعة، معاشر الشيعة تنتفعون بها جميعا.
(وأعمى أبصارهم) أي أبصار مخالفيكم، فلا ينتفعون بها أصلاً؛ لعدم صرفها فيما هو الغرض الأصلي من خلقها. وبعض الأفاضل خصّ فتح الأبصار وعماها بإبصار القلوب، ۲۱ ولا وجه له.

1.في الطبعة القديمة: «صلواته».

2.في بعض نسخ الكافي: «صلاته».

3.في بعض نسخ الكافي: «الصادقين».

4.الحجر (۱۵): ۴۷.

5.إيضاح الاشتباه للعلّامة الحلّي، ص ۲۶۲، الرقم ۵۴۷.

6.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۳۹۵ (جهر).

7.الصحاح، ج ۲، ص ۶۱۹ (جهر).

8.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۸۵ مع اختلاف يسير في اللفظ.

9.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۳۴.

10.الصحاح، ج ۱، ص ۱۰۵ (حبب) مع التلخيص.

11.الصحاح، ج ۳، ص ۱۲۴۵ (صنع).

12.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۵۲ (عظم).

13.ذهب إليه المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۸۵.

14.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۴۰ (زهو) مع التلخيص.

15.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۴ (قبل).

16.ذكره في القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۸۳ (نوم).

17.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۸۵ مع اختلاف يسير في اللفظ.

18.. الحجر (۱۵): ۴۵ ـ ۴۸.

19.الصحاح، ج ۵، ص ۱۷۸۳ (غلل).

20.تفسير البيضاوي، ج ۳، ص ۳۷۲ مع التلخيص و اختلاف يسير في اللفظ.

21.ذهب إليه العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۳۶.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 264599
صفحه از 607
پرینت  ارسال به