163
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

البضاعة المزجاة المجلد الثالث
162

متن الحديث الرابع والستّين والمائتين

۰.سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ۱، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «لَمَّا حَفَرَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله الْخَنْدَقَ مَرُّوا بِكُدْيَةٍ ، فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله الْمِعْوَلَ مِنْ يَدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، أَوْ مِنْ يَدِ سَلْمَانَ ـ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ ـ فَضَرَبَ بِهَا ضَرْبَةً ، فَتَفَرَّقَتْ بِثَلَاثِ فِرَقٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لَقَدْ فُتِحَ عَلَيَّ فِي ضَرْبَتِي هذِهِ كُنُوزُ كِسْرى وَقَيْصَرَ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : يَعِدُنَا بِكُنُوزِ كِسْرى وَقَيْصَرَ وَمَا يَقْدِرُ أَحَدُنَا أَنْ يَخْرُجَ يَتَخَلّى» .

شرح

السند ضعيف.
قوله: (لمّا حفر رسول اللّه صلى الله عليه و آله الخندق).
في القاموس: «خندق ـ كجعفر ـ : حفير حول أسوار المدن، معرّب كَنْده». ۲
(مرّوا بكدية).
في القاموس: «الكدية: قطعة غليظة صلبة لا يعمل فيها الفأس». ۳
(فتبادل رسول اللّه صلى الله عليه و آله المعول).
في القاموس: المِعوَل ـ كمنبر ـ : الحديدة ينقر بها الجبال». ۴
(من يد أمير المؤمنين عليه السلام ، أو من يد سلمان رضى الله عنه).
الترديد من الراوي. وقيل: يحتمل أن يكون الإمام عليه السلام أشار بذلك إلى اختلاف روايات العامّة، ۵ وهو بعيد.
(فضرب بها) أي بتلك الكدية، والباء للتقوية. أو بذلك المِعْوَل، والباء للدلالة، والتأنيث باعتبار الحديدة، أو الآلة ضربة.
(فتفرّقت) الكدية.
(بثلاث فرق) كعنب، جمع فرقة، وهي الطائفة من الشيء.
(فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لقد فتح) على البناء للمفعول.
(عليَّ في ضربتي هذه كنوز كسرى وقيصر).
قال في القاموس: كِسرى ـ ويفتح ـ : ملك الفرس، معرّب خسرو، أي واسع الملك». ۶ وقال: «قيصر: لقب [من] ملك الروم». ۷
(فقال أحدهما)؛ يعني أبا بكر.
(لصاحبه)؛ يعني لعمر، ويحتمل العكس.
(يَعِدُنا بكنوز كسرى وقيصر).
في القاموس: «وعده الأمر وبه [يعد] عدة ووعدا وموعدا». ۸
وقال الجوهري:
الوعد: مستعمل في الخير والشرّ. يُقال: وعده خيرا ووعده شرّا. وإذا اُسقط الخير والشرّ، قالوا: في الخير وعد وعدة، وفي الشرّ إيعاد ووعيد. ۹
(وما يقدر أحدنا يخرج يتخلّى).
أصل التخلّي: التفرّغ. والمراد هنا الدخول إلى الخلاء، وهو المتوضّأ. وهذا الكلام كناية عن غاية الخوف.
واعلم أنّ مضمون هذا الحديث مشهور في روايات العامّة والخاصّة باختلاف الألفاظ والزيادة والنقصان. روى الصدوق رحمه اللهبإسناده عن البراء بن عازب، قال: لمّا أمر رسول اللّه صلى الله عليه و آله بحفر الخندق، عرضت له صخرة عظيمة شديدة في عرض الخندق، لا تأخذ منها المعاول، فجاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فلمّا رآها وضع ثوبه وأخذ المِعْول وقال: «بسم اللّه »، وضربه ضربةً فكسر ثلثها. وقال: «اللّه أكبر، اُعطيت مفاتيح الشام، واللّه إنّي لأبصر قصورها الحمراء الساعة. ثمّ ضرب الثانية وقال: «بسم اللّه »، ففلق ثلثا الآخر، فقال: «اللّه أكبر اُعطيت مفاتيح فارس، واللّه إنّي لأبصر قصور المدائن الأبيض». ثمّ ضرب الثالثة، ففلق بقيّة الحجر، وقال: «اللّه أكبر، اُعطيت مفاتيح اليمن، واللّه إنّي لأبصر أبواب الصنعاء مكاني هذا». ۱۰
وروى عليّ بن إبراهيم في تفسيره، قال: فلمّا كان في اليوم الثاني بكّروا إلى الحفر، وقعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله في مسجد الفتح، فبينا المهاجرون [والأنصار] يحفرون إذ عرض لهم جبل لم يعمل المعاول فيه، فبعثوا جابر بن عبداللّه الأنصاري إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله يُعلمه ذلك. قال جابر: فجئت إلى المسجد، ورسول اللّه صلى الله عليه و آله مستلق على قفاه، ورداءه تحت رأسه، وقد شدّ على بطنه حجرا، فقلت: يا رسول اللّه ، إنّه قد عرض لنا جبلٌ لا يعمل المعاول فيه. فقام مسرعا حتّى جاءه، ثمّ دعا بماء في إناء، وغسل وجهه وذراعيه، ومسح على [رأسه و ]رجليه، ثمّ شرب، ومجَّ ذلك الماء في فيه، ثمّ صبّه على ذلك الحجر، ثمّ أخذ معولاً، فضرب ضربةً، فبرقت برقة نظرنا فيها إلى قصور الشام، ثمّ ضرب اُخرى فبرقت برقة نظرنا فيها إلى قصور المدائن، ثمّ ضرب اُخرى فبرقت برقة نظرنا فيها إلى قصور اليمن، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «أما إنّه سيفتح عليكم هذه المواطن التي برقت فيها البرق» ثمّ انهال الجبل علينا كما ينهال الرمل. ۱۱

1.السند معلّق، ويروي سهل عن العدّة.

2.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۲۹ (خندق).

3.لم نعثر عليه في القاموس، وورد بعينه في النهاية لابن الأثير، ج ۴، ص ۱۵۶ (كدا).

4.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۳ (عول).

5.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۱۳۹ (مع اختلاف يسير في اللفظ).

6.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۲۷ (كسر).

7.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۱۸ (قصر).

8.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۳۴۶ (وعد).

9.الصحاح، ج ۲، ص ۵۵۱ (وعد) مع التلخيص واختلاف يسير في اللفظ.

10.الخصال، ج۱، ص ۱۶۲، باب الثلاثة، ح ۲۱۲؛ الأمالي للصدوق، ص ۳۱۳، المجلس ۵۱، ح ۱۳ مع اختلاف يسير في اللفظ.

11.تفسير القمّي، ج ۲، ص ۱۷۸.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238575
صفحه از 607
پرینت  ارسال به