245
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث الثلاثمائة (حَدِيثُ الْقِبَابِ)

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام لَيْلَةً وَ أَنَا عِنْدَهُ ، وَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ ۱ : «يَا أَبَا حَمْزَةَ ، هذِهِ قُبَّةُ أَبِينَا آدَمَ عليه السلام ، وَإِنَّ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ سِوَاهَا تِسْعَةً وَثَلَاثِينَ قُبَّةً ، فِيهَا خَلْقٌ مَا عَصَوُا اللّهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ» .

شرح

السند صحيح.
قوله: (القباب). مِن القُبّة ـ بالضمّ ـ من البناء، والجمع: قُبب كصُرَد، وقِباب ككتاب.
وقوله: (ونظر إلى السماء، فقال: يا أبا حمزة، هذه قبّة أبينا آدم عليه السلام ).
قيل: كأنّه أشار بهذه إلى السماء الدُّنيا، وعندها قبّة آدم باعتبار أنّها خلقت له ولذرّيّته، كما نطقت به الآيات والروايات، أو باعتبار أنّه لم تكن له عليه السلام قبّة سواها. أو أشار إلى قبّته عليه السلام في الجنّة، وأراد بتسعة وثلاثين قبّة القباب التي فيها. والجنّة موجودة في السماء، كما ذهب إليه أهل الحقّ، انتهى. ۲
(وإنّ للّه ـ عزّ وجلّ ـ سواها) أي سوى هذه القبّة.
(تسعة وثلاثين قبّة).
قيل: أراد بها ما فوق السماء الدُّنيا من السماوات، ولا دليل عقلاً ولا نقلاً على انحصار السماوات في تسع، بل يجوّز العقل الأقلّ والأكثر. ۳
أقول: روى محمّد بن الحسن الصفّار في كتاب بصائر الدرجات بإسناده عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال: «إنّ [من] وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس فيها خلقٌ كثير، وأنّ [من] وراء قمركم أربعين قمرا، فيها خلقٌ كثير لا يدرون أنّ اللّه خلق آدم أم لم يخلقه إليهم، ألهموا إلهاما لعنة فلان وفلان». ۴
وروى بإسناده عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام، قال: «إنّ للّه مدينتين: إحداهما بالمشرق، والاُخرى بالمغرب، عليهما سور من حديد، وعلى كلّ مدينة منهما سبعون ألف ألف مصراع من ذهب، وفيها سبعون ألف ألف لغة يتكلّم كلّ لغة بخلاف لغة صاحبها، وأنا أعرف جميع اللّغات وما فيهما وما بينهما وما عليهما حجّةٌ غيري وغير الحسين أخي». ۵
وروى بإسناده عن أبي عبداللّه ، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أمير المؤمنين عليهم السلام ، قال: «إنّ للّه بلدة خلف المغرب يُقال لها: جابلقا، وفي جابلقا سبعون ألف اُمّة ليس منها اُمّة إلّا مثل هذه الاُمّة، فما عصوا اللّه طرفة عين، فما يعملون من عمل ولا يقولون قولاً إلّا الدّعاء على الأوّلين، والبراءة منهما. والولاية لأهل بيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ». ۶
وبإسناده عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال: «[إنّ] من وراء أرضكم هذه أرضا بيضاء ضوءها منها، فيها خلقٌ يعبدون اللّه لا يشركون به شيئا، يتبرّؤون من فلان وفلان». ۷
وبإسناده عن أبي جعفر عليه السلام ، قال: «إنّ اللّه خلق جبلاً محيطا بالدُّنيا من زبرجد أخضر، وإنّ خضرة السماء من خضرة ذلك الجبل، وخلق خلفه خلقا لم يفترض عليهم شيئا ممّا افترض على خلقه من صلاة وزكاة، وكلّهم يلعن رجلين من هذه الاُمّة وسمّاهما». ۸
وأنت إذا أعطيت النظر حقّه، يظهر لك من فحوى هذه الأخبار، وكذا من الخبر الآتي أنّ تلك القباب لا يحيط بعضها ببعضه، كما يظهر من كلام القائل، وأنّ قوله: «أو أشار إلى قبّته عليه السلام في الجنّة» لا وجه له، كما لا يخفى.
(فيها خلقٌ).
قيل: أراد بالخلق الملائكة، أو الأعمّ الشامل للأنبياء والأوصياء أيضا». ۹
أقول: يظهر من الخبر الآتي وكذا من الأخبار السابقة أنّ هذا الخلق ليس من جنس بني آدم، بل ربّما يفهم منها عدم كونه من جنس الملائكة أيضا.
(ما عصوا اللّه طرفة عين).
قال الجوهري:
طَرَفَ بصره يطرف طرفا: إذا أطبق أحد جفنيه على الآخر. الواحدة من ذلك: طَرْفة. يُقال: أسرع من طرفة عين. ۱۰

1.في الطبعة القديمة: «قال».

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۱۱ مع التلخيص.

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۱۱ مع التلخيص.

4.بصائر الدرجات، ص ۵۱۰، الباب ۱۴، ح ۳.

5.بصائر الدرجات، ص ۵۱۴، الباب ۱۵، ح ۱۱.

6.بصائر الدرجات، ص ۵۱۰، الباب ۱۴، ح ۱.

7.بصائر الدرجات، ص ۵۱۰، الباب ۱۴، ح ۲.

8.بصائر الدرجات، ص ۵۱۰، الباب ۱۴، ح ۶ (مع اختلاف يسير في اللفظ).

9.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۱۱.

10.الصحاح، ج ۴، ص ۱۳۹۵ (طرف).


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
244

متن الحديث التاسع والتسعين والمائتين

۰.وَعَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهَرا حَافَتَاهُ حُورٌ نَابِتَاتٌ ، فَإِذَا مَرَّ ۱ الْمُؤْمِنُ بِإِحْدَاهُنَّ فَأَعْجَبَتْهُ اقْتَلَعَهَا ، فَأَنْبَتَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَكَانَهَا» .

شرح

السند صحيح.
قوله عليه السلام : (إنّ في الجنّة نهرا حافتاه) بتخفيف الفاء، أي جانباه.
(حُورٌ).
هو بالضمّ، جمع حوراء، كما مرّ. وهي من نساء أهل الجنّة، من الحَور ـ بالتحريك ـ وهي شدّة بياض العين في شدّة سوادها.
(نابتات) صفة «حور».
(فإذا مرّ المؤمن بإحداهنّ) من تلك الحور.
(فأعجبته).
يُقال: أعجبني هذا الشيء لحسنه، أي أدخلني وأوقعني في العجب، وهو ـ بالتحريك ـ أمرٌ يُستغرَب، أو يستحسن، أو يسرّ.
(اقتلعها) جواب «إذا». يقال: قلعه ـ كمنعه ـ واقتلعه، أي انتزعه من أصله.
(فأنبت اللّه ـ عزّ وجلّ ـ مكانها).
الفاء فصيحة، أو عاطفة، والأوّل أنسب.

1.في بعض نسخ الكافي: «أمرّ».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 264308
صفحه از 607
پرینت  ارسال به