247
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث الواحد والثلاثمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ عَجْلَانَ بْنِ صَالِحٍ۱، قَالَ :دَخَلَ رَجُلٌ عَلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذِهِ قُبَّةُ آدَمَ عليه السلام ؟
قَالَ : «نَعَمْ ، وَلِلّهِ قِبَابٌ كَثِيرَةٌ ، أَلَا إِنَّ خَلْفَ مَغْرِبِكُمْ هذَا تِسْعَةً وَثَلَاثُونَ ۲ مَغْرِبا أَرْضا بَيْضَاءَ مَمْلُوَّةً خَلْقا ، يَسْتَضِيئُونَ بِنُورِهِ ، لَمْ يَعْصُوا اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، مَا يَدْرُونَ خُلِقَ آدَمُ أَمْ لَمْ يُخْلَقْ ، يَبْرَؤُونَ مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ» .

شرح

السند ضعيف.
قوله: (عجلان بن صالح).
كذا في النسخ التي رأيناها، والمذكور في كتب الرجال: «عجلان أبو صالح». ۳
(ألا إنّ خلف مغربكم هذا) إشارة إلى المغرب المعهود.
(تسعة وثلاثون).
وفي بعض النسخ: «وثلاثين»، وهو أظهر.
(مغربا).
يُقال: غربت الشمس ـ من باب نصر ـ غروبا، وغرب الرجل أيضا: أي بعُد. واسم المكان منهما: مغرب، بكسر الراء.
وفي القاموس: «المغرب ـ بفتح الراء ـ : الصبح، وكلّ شيء أبيض». ۴
وإن اُريد بالمغرب هنا المعنى الأوّل، فلعلّ المراد به المشرق والمغرب كناية أو مشاكلة. وأوّله بعضهم بالمشارق والمغارب باعتبار البقاع والآفاق، وهو تكلّف بعيد مع عدم الحاجة إليه.
(أرضا) بدل، أو صفة لقوله: «مغربا». ويحتمل كونه منصوبا بتقدير «أعني».
(بيضاء).
الظاهر أنّه من البياض ضدّ السواد. وقيل: الأرض البيضاء: الملساء. ۵
(مملوّة خلقا، يستضيؤون بنوره).
لعلّ الضمير راجع إلى «المغرب» باعتبار المكان، أي استضاءتهم في ذلك المكان بنور يختفى به من نور الشمس والقمر المختفَين به غير شمسنا وقمرنا. ويؤيّده الحديث الأوّل الذي نقلناه من كتاب البصائر. ۶
وإرجاعها إلى الأرض، وجعل التذكير باعتبار كونها مؤنّثا غير حقيقي بعيد. لكن يؤيّده ما نقلناه من الكتاب المذكور في الحديث الرابع من قوله عليه السلام : «إنّ من وراء أرضكم هذه أرضا بيضاء ضؤها منها». ۷
وقيل: الظاهر إرجاعه إلى اللّه ، والمراد به العلم الفائض عليهم من الأنوار المعنويّة والاهتداء بالأئمّة عليهم السلام ». ۸
(يَبْرَؤُون من فلان وفلان)؛ يعني أبا بكر وعمر. قيل: براءتهم منهما باعتبار أنّه تعالى ألهمهم خبث ذواتهما وقبح صفاتهما، ولا يتوقّف ذلك على علمهم بنسبهما، وأنّهما من ولد آدم، فلا ينافي قوله: «ما يدرون خُلِق آدم أم لم يخلق» ۹ .
وقيل: إنّما يتبرّؤون منهما؛ لأنّهم مجبولون على الخير، فلا محالة يبرؤون من منبع الشرّ. ۱۰
واعلم أنّ التصديق بظواهر أمثال تلك الأحاديث والأخبار المنقولة في الكتب المعتبرة عن أهل البيت الأطهار من أعظم سير الديّانين بالأخبار، وتأويلها بمجرّد الاستبعادات الواهية، والاستناد إلى اُصول الفلاسفة والمتصوّفة من غير ضرورة، دعت إليه من أطوار الأشرار المنتحلين بالدِّين المتّصفين المحرّفين للكلم عن مواضعه.
قال بعضهم في شرح هذا الحديث: كان ذلك إشارة إلى عالم المثال؛ فإنّه عالم نورانيّ نوره من [نور] نفسه، ولذا قال: «يستضيئون بنوره» أي بنور ذلك العالم. ۱۱
قال: ونقل عن الحكماء الأقدمين أنّ في الوجود عالما مقداريّا غير العالم الحسّي، لا تتناهى عجائبه، ولا تحصى مدُنُه، من جملة تلك المُدن جابلقا وجابرصا، وهما مدينتان عظيمتان، لكلّ منهما ألف باب، لا يحصى ما فيهما من الحدائق ۱۲ .
قال: وقال بعض أهل العلم: في كلّ نفس خلق اللّه عوالم «يُسَبِّحُونَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ»۱۳ وخلق اللّه من جملة عوالمها عالما على صورتا إذا أبصرها العارف يشاهد نفسه فيها.
ثمّ قال: وكلّ ما فيها حيّ ناطق، وهي باقية لا تُفنى ولا تتبدّل، وإذا دخلها العارفون إنّما يدخلون بأرواحهم لا بأجسامهم، فيتركون هياكلهم في هذه الأرض الدُّنيا ويجرّدون، وفيها مدائن لا تُحصى، بعضها يسمّى «مدائن النور» لا يدخلها من العارفين إلّا كلّ مصطفىً مختار، وكلّ حديث وآية وردت عندنا، فصرفها العقل عن ظاهرها وجدناها على ظاهرها في هذه الأرض، وكلّ جسدٍ يتشكّل فيه الروحاني من مَلكٍ وجنّ في كلّ صورة يرى الإنسان فيها نفسه في النوم، فمن أجساد هذه الأرض، انتهى. ۱۴

1.هكذا أيضا في أكثر نسخ الكافي. لكن في بعض نسخ الكافي وكلتا الطبعتين: «عجلان أبي صالح»، وهو الظاهر. اُنظر: رجال البرقي، ص ۴۳؛ رجال الكشّي، ص ۴۱۱، الرقم ۷۷۲.

2.في كلتا الطبعتين وبعض نسخ الكافي: «وثلاثين».

3.اُنظر: رجال البرقي، ص ۴۳؛ رجال الكشّي، ص ۴۱۱، الرقم ۷۷۲.

4.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۱۱ (صبح).

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۱۱.

6.بصائر الدرجات، ص ۵۱۰، الباب ۱۴، ح ۳.

7.بصائر الدرجات، ص ۵۱۰، الباب ۱۴، ح ۲.

8.ذهب إليه المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۱۱.

9.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۱۱.

10.قاله المحقّق الفيض رحمه الله في الوافي، ج ۲۶، ص ۴۸۰، ذيل ح ۲۵۵۵۷.

11.قاله المحقّق الفيض رحمه الله في الوافي، ج ۲۶، ص ۴۸۰، ذيل ح ۲۵۵۵۷.

12.في المصدر: «الخلائق».

13.الأنبياء (۲۱): ۲۰.

14.الوافي، ج ۲۶، ص ۴۸۰، ذيل ح ۲۵۵۵۷.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
246
  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 264253
صفحه از 607
پرینت  ارسال به