31
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

شرح

السند ضعيف.
قوله: (الريح الشابكة) بالباء الموحّدة في النسخ التي رأيناه.
قال الجوهري: «الشبك: الخلط، والتداخل، ومنه تشبيك الأصابع». ۱
وقال في المغرب: «شبكتهم الريح، أي جعلتهم كالشبكة في تداخل الأعضاء او انقباضها» انتهى. ۲
فلعلّ المراد التي تحدث في الجلد فتشبك اللّحم والجلد.
وبعض الشارحين ضبطهما بالياء المثنّاة التحتانيّة، وفسّرها بالشديدة الحديدة، وقال: «إنّها من الشوكة، وهي الشدّة والحدّة، وهو داء معروف، وحمرة تعلو الوجه والجسد» ۳ انتهى.
و«الحام» كأنّه بتخفيف الميم: الدّوار، وهو بالضمّ والفتح شبه الدوران يأخذ في الرأس، من قولهم حام الطاير وغيره حول الشيء يحوم حوما: إذا دار. قال الفيروزآبادي: «الحوم: التي تدور في الرأس». ۴
ويحتمل كونه من حَمِي النهار كرضي، وحِمى التنّور، أي شدّة حرّه، والمصدر فيهما الكِمى بالكسر.
وقيل: الحامّ ـ بتشديد الميم ـ الحارّ، كالريح الحارّة من الحمّة وهي الحرارة». ۵
و(الإبردة) في المفاصل. قال في النهاية: «الإبردة ـ بكسر الهمزة والراء ـ : علّة معروفة من غلبة البرد والرطوبة يفتر عن الجماع» انتهى. ۶
و(المفاصل): جمع مفصل، وهو كلّ ملتقى عظمين من الجسد.
وقوله: (حُلبة) بالضمّ: نبت نافع للصدر والسعاد والربو والبلغم والبواسير والظهر والكبد والمثانة والباه. كذا في القاموس. ۷
ونقل عن طريق العامّة: «لو يعلم الناس ما في الحُلبة لاشتروها ولو بوزنها ذهبا».
واعلم أنّ المراد بالحُلبة هنا ما يسمّيه أهل الفرس: شنبليلة». ۸ وأمّا الحُلبة بمعنى العرقج، أو ثمرة العضاة، فليست بمقصودة هنا.
(ثمّ تشربه يوما، وتَغبّ يوما).
قال الجوهري:
الغبّ: أن ترد الإبل الماء يوما وتدعه يوما، تقول: غبّ الإبل تغبّ غبّا. قال الكسائي: أغببت القوم، وغببت عنهم أيضا: إذا جئت يوما وتركت. ۹
(حتّى تشرب منه تمام أيّامك قدر قدح).
القَدح ـ بالتحريك ـ : الآنية تروى الرجلين، أو اسم لجميع الصغار والكبار.
وقال [الفيروزآبادي]: «مآء روي وروى وروا كغني وإلى وسماء: كثير مُروٍ» ۱۰ ؛ أي دافع للعطش.
ولعلّ وصف القدح بالروي كناية عن تملّئه، أو عن كبره. ويحتمل أن يكون المشروب في كلّ مرّة قدحا، أو تفريق قدح على الأيّام.
وقيل: الظاهر أنّ أيّام الشرب ثلاثة؛ لأنّها أقلّ الجمع، ۱۱ وعندي فيه تأمّل.

1.الصحاح، ج ۴، ص ۱۵۹۳ (شبك).

2.المغرب، ص ۲۴۴ (شبك).

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۴۹.

4.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۰۲ (حوم).

5.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۴۹.

6.النهاية، ج ۱، ص ۱۴ (برد).

7.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۵۸ (حلب).

8.اُنظر: لسان العرب، ج ۱، ص ۳۳۳ (حلب).

9.الصحاح، ج ۱، ص ۱۹۰ (غبب).

10.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۳۷ (روي).

11.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۲۵۰.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
30

متن الحديث العشرين والمائتين

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ :سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام ، وَشَكَوْتُ إِلَيْهِ ضَعْفَ مَعِدَتِي ، فَقَالَ : «اشْرَبِ الْحَزَاءَ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ» فَفَعَلْتُ ، فَوَجَدْتُ مِنْهُ مَا أُحِبُّ .

شرح

السند مجهول.
وفي القاموس:
الحزاء ـ بالحاء المهملة والزاء المعجمة، يمدّ ويقصّر ـ : منبت. الواحدة: حزاة، و حزاءة. وغلط الجوهري فذكره بالخاء. ۱
وقال الجزري: «الحزاة: نبت بالبادية يشبه الكرفس إلّا أنّه أعرض ورقا منه، والحزاء جنس لها». ۲
وأقول: هو نبت يسمّى بزوفرا، وله نور أصفر، وأكثر ما يكون في همدان وما والاها، وأهلها يسمّونه گل «ش ماست» به، ۳ ويوضع في الخلّ.

متن الحديث الواحد والعشرين والمائتين

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ عليه السلام يَقُولُ : «مِنَ ۴ الرِّيحِ الشَّابِكَةِ ۵ وَالْحَامِ وَالْاءِبْرِدَةِ فِي الْمَفَاصِلِ تَأْخُذُ كَفَّ حُلْبَةٍ وَكَفَّ تِينٍ يَابِسٍ تَغْمُرُهُمَا ۶ بِالْمَاءِ ، وَتَطْبُخُهُمَا فِي قِدْرٍ نَظِيفَةٍ ، ثُمَّ تُصَفِّي ، ثُمَّ تُبَرِّدُ ، ثُمَّ تَشْرَبُهُ يَوْما وَتَغِبُّ يَوْما حَتّى تَشْرَبَ مِنْهُ تَمَامَ أَيَّامِكَ قَدْرَ قَدَحٍ رَوِيٍّ» .

1.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۱۷ (حزي).

2.النهاية، ج ۱، ص ۳۸۱ (حزي).

3.كذا في النسخة.

4.في بعض نسخ الكافي والوافي: «مَن به».

5.في بعض نسخ الكافي: «الشاكية». وفي بعضها وشرح المازندراني: «الشايكة».

6.في بعض نسخ الكافي: «تغمزها». وفي بعضها: «تغمرها».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238560
صفحه از 607
پرینت  ارسال به