381
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

شرح

السند حسن.
قوله: (فإنّ اللّه عزّ وجلّ قال) في سورة الأنفال: «وَمَا كَانَ اللّه ُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ» . ۱
قال البيضاوي: «اللّام لتأكيد النفي، والدلالة على أنّ تعذيبهم عذاب استئصال، والنبيّ بين أظهرهم خارج عن عادته غير مستقيم في قضائه». ۲
(وأمّا في مماتي، فيعرض عليَّ أعمالكم، فأستغفر لكم).
قيل: عرض الأعمال عليه صلى الله عليه و آله متّفقٌ عليه بين الاُمّة، لكن في وقت العرض وتفصيله خلاف. ۳

متن الحديث الواحد والستّين والثلاثمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «إِنَّ مِمَّنْ يَنْتَحِلُ هذَا الْأَمْرَ لَيَكْذِبُ حَتّى إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَحْتَاجُ إِلى كَذِبِهِ» .

شرح

السند حسن.
قوله: (إنّ ممّن ينتحل) أي يدّعي من غير أن يتّصف في الواقع.
(هذا الأمر) أي أمر التشيّع. ويحتمل أن يُراد به ادّعاء الإمامة بغير حقّ.
(ليكذب) بتخفيف الذال.
(حتّى إنّ الشيطان ليحتاج إلى كذبه) أي هو من أعوان الشيطان، بل أشدّ ضلالاً منه.

1.. الأنفال (۸): ۳۳.

2.تفسير البيضاوي، ج ۳، ص ۱۰۵.

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۵۰.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
380

شرح

السند حسن.
قوله: (يواخذه اللّه به).
الأخذ: التساؤل، والعقوبة. يُقال: أخذه بذنبه مؤاخذة.
(فقال: اللّه أكرم من أن يستغلق عبده).
بالغين المعجمة، أي يجبره فيما لم يكن له فيه اختيار، ويكلّفه به، أو يشكل عليه أمره.
وقال الفيروزآبادي: «استغلقني في بيعته: لم يجعل لى خيارا في ردّه. وعليه الكلام: ارتجّ. وكلام غلق ـ ككتف ـ : مشكل». ۱
وقال الجزري: «فيه ۲ : شفاعة النبيّ صلى الله عليه و آله لمَن أوثق نفسه، وأغلق ظهره. يُقال: غلق ظهر البعير: إذا دبّر. وأغلقه صاحبه: إذا أثقل حمله حتّى يدبر». ۳
وفي بعض النسخ: «يستقلق» بالقافين، وهو من القلق ـ بالتحريك ـ بمعنى الانزعاج والانقلاع، والظاهر أنّه تصحيف؛ لعدم المغايرة حينئذٍ بينه وبين ما سيجيء، فتأمّل.
وضبط بعضهم بالعين المهملة، وقال: «إنّه من العلق ـ محرّكة ـ وهو الخصومة، أي يخاصمه بزلّاته، ولم يجعل له بابا لنجاته، وهو التوبة». ۴
وفي نسخة: «أبي الحسن [الأوّل]»؛ «يستقلق عبده» بالقافين، والمآل واحد.
ولعلّ الحديث كان في بعض كتب الاُصول مرويّا عن أبي الحسن عليه السلام ، ولذا نسب النسخة إليه.

متن الحديث الستّين والثلاثمائة

۰.عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ وَغَيْرِ وَاحِدٍ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إِنَّ لَكُمْ فِي حَيَاتِي خَيْرا ، وَفِي مَمَاتِي خَيْرا».
قَالَ : «فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللّهِ ، أَمَّا حَيَاتَكَ فَقَدْ عَلِمْنَا ، فَمَا لَنَا فِي وَفَاتِكَ؟ ۵
فَقَالَ : أَمَّا فِي حَيَاتِي ، فَإِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَالَ : «وَما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ»۶ وَأَمَّا فِي مَمَاتِي ، فَتُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ ، فَأَسْتَغْفِرُ لَكُمْ» .

1.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۷۳ (غلق) مع التلخيص.

2.في المصدر: «في حديث جابر».

3.النهاية، ج ۳، ص ۳۸ (غلق).

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۵۰ مع التقديم و التأخير في العبارة.

5.في بعض نسخ الكافي: «مماتك».

6.الأنفال (۸): ۳۳.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 238541
صفحه از 607
پرینت  ارسال به