425
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

البضاعة المزجاة المجلد الثالث
424

متن الحديث الخامس والسبعين والثلاثمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ حَدِيدٍ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أَصْبَحَ فَقَعَدَ فَحَدَّثَهُمْ بِذلِكَ ، فَقَالُوا لَهُ : صِفْ لَنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ».
قَالَ : «فَوَصَفَ ۱ لَهُمْ ، وَإِنَّمَا دَخَلَهُ لَيْلًا فَاشْتَبَهَ عَلَيْهِ النَّعْتُ ، فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام ، فَقَالَ : انْظُرْ هاهُنَا ، فَنَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ ، فَوَصَفَهُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ نَعَتَ لَهُمْ مَا كَانَ مِنْ عِيرٍ لَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الشَّامِ ، ثُمَّ قَالَ : هذِهِ ۲ عِيرُ بَنِي فُلَانٍ تَقْدَمُ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، يَتَقَدَّمُهَا جَمَلٌ أَوْرَقُ أَوْ أَحْمَرُ» .
قَالَ : «وَبَعَثَ قُرَيْشٌ رَجُلًا عَلى فَرَسٍ لِيَرُدَّهَا» قَالَ : «وَبَلَغَ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، قَالَ قُرْطَةُ بْنُ عَبْدِ ۳ عَمْرٍو : يَا لَهْفا ۴ أَلَا أَكُونَ لَكَ جَدَعا ۵ حِينَ تَزْعُمُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، وَرَجَعْتَ مِنْ لَيْلَتِكَ» .

شرح

السند موثّق.
قوله: (عن حديد).
هو حديد بن حكيم الأزدي الثقة.
وقوله: (لمّا اُسري برسول اللّه صلى الله عليه و آله ).
الباء للتعدية. قال الجوهري: «سريت سُرَى ومَسْرَىً وَأَسْرَيتُ بمعنى: إذا سرت ليلاً. وبالألف لغة أهل الحجاز». ۶
(فقالوا [له]: صِفْ لنا بيت المقدس).
في القاموس: «بيت المقدس، كمجلس ومعظّم». ۷
(فوصف وهو ينظر إليه).
قيل: يحتمل أن يكون ذلك بخلق اللّه تعالى مثله قريبا منه، أو بنقله إلى قريب، أو بإزالة الحجاب بينه وبينه. ۸
(ثمّ نعت لهم) أي وصف للناس.
(ما كان من عير لهم فيما بينهم وبين الشام).
في القاموس: «العير ـ بالكسر ـ : القافلة، مؤنّثة، أو الإبل تحمل الميرة بلا واحد من لفظها، أو كلّ ما امتير عليه، إبلاً كانت أو حميرا» ۹ انتهى.
وقيل: العير اسم للإبل التي عليها الأحمال؛ لأنّها تعير، أي تردّد. فقيل لأصحابها، ثمّ تجوّز به لقافلة الحمير، ثمّ استعير لكلّ قافلة. ۱۰
(ثمّ قال: هذه عير بني فلان تقدّم) بصيغة المضارع، وفاعله «العير». يُقال: قدم من سفره ـ كعلم ـ أي ورد. وقدم ـ كنصر ـ أي تقدّم.
(مع طلوع الشمس) أي حين طلوعها.
(يتقدّمها) أي العير.
(جمل أورق) في بعض النسخ: «أزرق».
قال الجوهري:
قال الأصمعي: الأورق من الإبل الذي في لونه بياض إلى سواد، وهو أطيب الإبل لحما، وليس بمحمود عندهم في عمله وسيره. وقال أبو زيد: هو الذي يضرب لونه إلى الخضرة. ۱۱
(أو أحمر) الترديد من الراوي.
(قال) أبو عبداللّه عليه السلام : (وبعث قريش رجلاً على فرس). أي راكبا عليه.
(ليردّها) أي ليردّ ذلك الرجل العير، ويمنعها من القدوم حين طلوع الشمس، لئلّا يظهر معجزة رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
(قال) أبو عبداللّه عليه السلام : (وبلغ مع طلوع الشمس).
لعلّ المراد أنّه بلغ ذلك الرجل العير حين قدموا مع طلوع الشمس فلم يمكنه ردّها، أو بلغ العير مع طلوع الشمس قبل بلوغ ذلك الرجل إليها، والتذكير باعتبار اللفظ، وعلى التقديرين يكون معجزة اُخرى.
(قال قرطة بن عبد عمرو).
ويحتمل أن يكون «قرطة» كهمزة، أو كعنبة.
(يا لهفا ألّا أكون لك جدعا).
قال الجوهري: «قولهم: يا لهف فلان، كلمة يتحسّر بها على ما فات». ۱۲
وقال الفيروزآبادي: «يُقال: يا لهفي عليك، ويا لَهْف ويا لَهفا ويا لهفاه» انتهى. ۱۳
وقيل: يا لهفا، أصله: يا لهفي، ۱۴ ولم يثبت.
وقوله: «أن لا أكون» بتقدير «لأن لا أكون» أو «على أن لا أكون».
و«جدعا» بالدال المهملة على ما رأيناه من النسخ، ولعلّه هنا بكسر الدال، على أن يكون صفة مشبّهة، أو بسكونها على أن يكون مصدرا. والحمل على المبالغة. وعلى الثاني يحتمل كونه صفة مشبّهة أيضا. ولعلّه كناية عن الإذلال، وعن القتل.
وقيل: هو من المجادعة، بمعنى المخاصمة. ۱۵
قال الفيروزآبادي:
الجدع ـ كالمنع ـ : الحبس، والسّجن، وقطع الأنف أو الاُذن أو اليد أو الشفة. جدعه فهو أجدع، بيِّن الجدع ـ محرّكة ـ وكلأ جداع كغراب: فيه جدع لمن رعاه، أي وبيل وخم، ومنه الجداع للموت. وصبيّ جدع ـ ككتف ـ : سيّئ الغذاء. وقد جدع كفرح، وجدعته اُمّه ـ كمنع ـ : أساءت [غذاءه]، وكسحاب: السنة الشديدة تجدع بالمال وتُذهِب به. وجدعا له: ألزمه اللّه الجدع. وجادع مجادعة: شاتم وخاصم، انتهى. ۱۶
وقرأه بعض الأفاضل بالذال المعجمة، وقال: يحتمل أن يكون كلامه ـ لعنه اللّه ـ جاريا على سبيل الاستهزاء، ويكون مراده: يا ليتني كنت شابّا قويّا على نصرتك، حين ظهر لي أنّك أتيت بيت المقدس، ورجعت من ليلتك. ويحتمل أن يكون مراده: يا لهفا على أن كبُرت وضعفت، ولا أقدر على إضرارك حين سمعتك تقول هذا. ۱۷
قال الجزري في حديث المبعث: «إنّ ورقة بن نوفل قال: يا ليتني فيها جذعا. الضمير في قوله: «فيها» للنبوّة، أي ليتني كنتُ شابّا عند ظهورها حتّى اُبالغ في نصرتها وحمايتها». ۱۸

1.في بعض نسخ الكافي والوافي: «فوصفه».

2.في بعض نسخ الكافي والوافي: «هذا».

3.في بعض نسخ الكافي: - «عبد».

4.في بعض نسخ الكافي والوافي: + «من».

5.في كلتا الطبعتين: «جدعا» بالدال المهمة».

6.الصحاح، ج ۶، ص ۲۳۷۶ (سرا).

7.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۳۹ (قدس).

8.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۶۲.

9.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۹۸ (عير) مع التلخيص.

10.قاله البيضاوي في تفسيره، ج ۳، ص ۳۰۰ مع التلخيص واختلاف يسير في اللفظ.

11.الصحاح، ج ۴، ص ۱۵۶۵ (ورق) مع التلخيص.

12.الصحاح، ج ۴، ص ۱۴۲۹ (لهف).

13.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۹۷ (لهف) مع التلخيص.

14.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۵۲.

15.ذهب إليه المحقّق الفيض رحمه الله في الوافى، ج ۲۶، ص ۳۶۲، ذيل ح ۲۵۴۵۹.

16.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۱ (جدع) مع التلخيص.

17.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۵۱.

18.النهاية، ج ۱، ص ۲۵۰ (جذع).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 240689
صفحه از 607
پرینت  ارسال به