485
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

شرح

السند ضعيف.
قوله: (فينتفض).
في بعض النسخ: «فينتقض». قال الجوهري: «نفض الثوب والشجر ونفّضه: حرّكه لينتفض». ۱
(فيخلق اللّه من كلّ قطرة تقطّر).
يحتمل كونه من المجرّد والمزيد. يُقال: قطر الماء والدمع ـ كنصر ـ قطرا وقطورا وقَطَرانا ـ محرّكة ـ وتقطّر.
(منه) أي من جبرئيل.
(ملكا).
قيل: الظاهر أنّ هذا من خواصّ جبرئيل، وأنّه تعالى يخلق بعض الملائكة من شيء، وبعضها لا من شيء. ۲
أقول: في ظهور الأوّل خفاء، كيف وقد روى الصدوق رحمه الله في ثواب وضوء أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «مَن توضّأ مثل وضوئي وقال مثل قولي، خلق اللّه ـ عزّ وجلّ ـ من كلّ قطرة ملكا يقدّسه ويسبّحه ويكبّره، ويكتب اللّه [تعالى له] ثواب ذلك [إلى يوم] القيامة» ۳ ، ولعلّ هذا القائل أراد بالاختصاص من الاغتماس في ذلك النهر كلّ غداة مع ما يتبعه.

متن الحديث الرابع والأربعمائة

۰.عَنْهُ۴، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ رَجُلٍ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «إِنَّ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَلَكا مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ : خَفَقَانِ الطَّيْرِ» .

1.الصحاح، ج ۳، ص ۱۱۰۹ (نقض) مع اختلاف في اللفظ.

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۳۸۴.

3.ثواب الأعمال، ص ۱۶.

4.الظاهر رجوع ضمير «عنه» إلى أحمد بن محمّد المذكور في السند السابق.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
484

شرح

السند مرفوع، والقائل ب «حدّثنا» سهل بن زياد وعليّ بن إبراهيم.
قوله: (الملائكة على ثلاثة أجزاء).
في القاموس: «الجزء: البعض، ويفتح. الجمع: أجزاء» ۱ ، والمراد هنا بالأجزاء الأصناف.
(جزءٌ له جناحان).
يدلّ على تجسّم الملائكة، كما يفهم من ظواهر الآيات المتكثّرة والأخبار المتواترة، وهو إشارة إلى قوله تعالى: «أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ»۲ .
قال البيضاوي:
أي ذوي أجنحة متعدّدة متفاوتة بتفاوت ما لهم من المراتب ينزلون بها ويعرجون، أو يسرعون بها نحو ما وكّلهم اللّه عليه فيتصرّفون على ما أمرهم به، ولعلّه لم يرد [به] خصوصيّة الأعداد، ونفي ما زاد عليها؛ لما روي: أنّه عليه السلام رأى جبرئيل عليه السلام ليلة المعراج وله ستّمائة جناح ۳ ، انتهى. ۴
أقول: يمكن حمل هذا الخبر أيضا على عدم إرادة خصوصيّة ما ذكر من الأعداد، بأن يُراد في النصف الثالث ما له أربعة أجنحة فما زاد.

متن الحديث الثالث والأربعمائة

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ :عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهَرا يَغْتَمِسُ فِيهِ جَبْرَئِيلُ عليه السلام كُلَّ غَدَاةٍ ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهُ فَيَنْتَفِضُ ، فَيَخْلُقُ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ كُلِّ قَطْرَةٍ تَقَطَّرُ ۵ مِنْهُ مَلَكا» .

1.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۰ (جزء).

2.. فاطر (۳۵): ۱.

3.التوحيد، ص ۱۱۶، ح ۱۸؛ الطرائف، ص ۱۳؛ مسند أحمد بن حنبل، ج ۱، ص ۳۹۵؛ صحيح البخاري، ج ۶، ص ۵۱.

4.تفسير البيضاوي، ج ۴، ص ۴۰۹.

5.في بعض نسخ الكافي وشرح المازندراني: «يقطر».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 264319
صفحه از 607
پرینت  ارسال به