شرح
السند مجهول على قول ضعيف.
قوله: (عنه).
الضمير لأحمد بن محمّد.
وقوله: (وأمرتك أن تختار لي).
يحتمل كون الجملة استفهاميّة إنكاريّة وكونها خبريّة، وعلى الثاني فلعلّ المراد: أمرتك أن تختار ما هو مختار لي. وقيل: أي تفوّض الاختيار برأيي.
(ثمّ قال: إنّ أحبّ المطايا اليَّ الحُمُر) بضمّتين، جمع حمار.
قال الفيروزآبادي: «مطا: جدَّ في السَّير وأسرع، والمطيّة: الدابّة، تمطو في سيرها. الجمع: مطايا، ومطن». ۱
«وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» . ۲
في القاموس: «أقرن للأمر: أطاقه، وقوى عليه» انتهى. ۳ وقيل: أصله وجد قرينة؛ إذ الصعب لا يكون قرينة الضعيف. ۴
«وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ»۵ أي راجعون.
وقيل: اتّصاله بما قبله؛ لأنّ الركوب للتنقّل، والنقلة العظمى هي الانقلاب إلى اللّه ، فينبغي للراكب أن لا يغفل عنه ويستعدّ للقاء اللّه . ۶
(قلت له: الصلاة جعلتُ فداك) أي حضرت الصلاة، أو الصلاة حاضرة، أو حضر الصلاة.
(فقال: هذا وادي النمل) يدلّ على كراهيّة الصلاة في الوادي التي فيها قرى النمل، كما هو مذهب الأصحاب.
(فقال: هذه الأرض ۷ مالحة) يدلّ على كراهيّة الصلاة في السبخة.
(فقال لي: صلّيت) بصيغة الخطاب.
(أو تصلّي) الترديد من الراوي.
وقوله: (سبحتك) بالنصب، مفعول الفعلين على سبيل التنازع. والسبحة ـ بالضمّ ـ : التطوّع من الذِّكر والصلاة.
(قلت: هذه صلاة يصلّيها).
في بعض النسخ: «يسمّيها» بدل «يصلّيها».
(أهل العراق الزوال) أي نافلة الزوال، أو صلاته.
(فقال: أمّا هؤلاء الذين يصلّون) أي تلك الصلاة.
(هم شيعة عليّ بن أبي طالب عليه السلام وهي صلاة الأوّابين).
قيل: يمكن أن يكون قاله استخفافا، فعظّمها عليه السلام وبيّن فضلها. أو المراد: أنّ هذه صلاة يصلّيها أهل العراق قريبا من الزوال قبله ـ يعني صلاة الضحى ـ فالمراد بالجواب أنّ من يصلّيها بعد الزوال كما نقول فهو شيعة عليّ عليه السلام . ۸
(ثمّ قال: اللَّهُمَّ العن المرجئة).
لعلّ المراد بهم هنا من أخّرَ عليّا عليه السلام من مرتبته.
قال الفيروزآبادي في المهموز:
أرجأ الأمر: أخّره، وترك الهمزة لغة، ومنه سمّيت المرجئة، وإذا لم تهمز فرجل مرجّى بالتشديد، وإذا همزت فرجل مرجئ ـ كمرجع ـ لا مرج، كمعط. ووهم الجوهري ۹ وهم المرجئة بالهمز والمرجية بالياء مخفّفة. ۱۰ وقال في الناقص: «الإرجاء: التأخير، والمرجئة في رجأ سمّوا لتقديمهم القول وإرجائهم العمل» ۱۱ انتهى.
وقال محمّد الشهرستاني في كتاب الملل والنحل:
الإرجاء على معنيين: أحدهما التأخير. قال تعالى: «أَرْجِهِ» أي امهله «وَأَخَاهُ»۱۲ . والثاني إعطاء الرجاء.
أمّا إطلاق اسم المرجئة على الجماعة بالمعنى الأوّل صحيح؛ لأنّهم كانوا يؤخّرون العمل عن النيّة والعقد، وأمّا بالمعنى الثاني فظاهر؛ فإنّهم كانوا يقولون: لا تضرّ مع الإيمان معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة. وقيل: الإرجاء تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى القيامة، فلا يقضي عليه بحكم ما في الدُّنيا بكونه من أهل الجنّة أو من أهل النار، فعلى هذا المرجئة والوعيديّة فرقتان مقابلتان، وقيل: الإرجاء تأخير عليّ عليه السلام عن الدرجة الاُولى إلى الدرجة الرابعة. ۱۳
(فقلت له: ما ذكّرك) من التذكير.
وقوله: (المرجئة). مفعول الثاني.
(فقال: خطروا على بالي).
يُقال: خطر الشيء ببالي، وعلى بالي ـ كنصر وضرب ـ أي ذكرته بعد نسيان.
وقال الجوهري: «البال: القلب؛ تقول: ما يخطر فلان ببالي. والبال: الحال؛ يُقال: ما بالك». ۱۴
وقال الفيروزآبادي: «البال: الحال، والخاطر». ۱۵
1.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۹۱ (مطو) مع التلخيص.
2.. الزخرف (۴۳): ۱۳.
3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۵۹ (قرن).
4.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۸۸.
5.. الزخرف (۴۳): ۱۴.
6.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۸۸ مع اختلاف في اللفظ.
7.في كثير من نسخ الكافي والوافي: «هذه أرض».
8.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۲۸۸.
9.اُنظر: الصحاح، ج ۶، ص ۲۳۵۲ (رجا).
10.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۶ (رجأ).
11.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۳۳ (رجو).
12.. الشعراء (۲۶): ۳۶.
13.الملل والنحل، ج ۱، ص ۱۳۹ مع التلخيص واختلاف يسير في اللفظ.
14.الصحاح، ج ۴، ص ۱۶۴۲ (بول) مع التلخيص.
15.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۳۹ (بول).