529
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

شرح

السند مجهول.
قوله: (حتّى جعل الطبق عليه).
قال في القاموس: «الطبق ـ محرّكة ـ : غطاء كلّ شيء. والطبق أيضا من كلّ شيء: ما ساواه، والذي يؤكل عليه». ۱
وقال: «الفضّ: الكسر بالتفرقة، وفكّ خاتم الكتاب». ۲
وقال: «فار فورا وفؤورا [بالضمّ] وفورانا: جاش. والعِرق فَوَرانا: «هاج، ونَبَعَ». ۳

متن الحديث الثالث والعشرين والأربعمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ :عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : «كَانَتْ شَرِيعَةُ نُوحٍ عليه السلام أَنْ يُعْبَدَ اللّهُ بِالتَّوْحِيدِ وَالْاءِخْلَاصِ وَخَلْعِ الْأَنْدَادِ ، وَهِيَ الْفِطْرَةُ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ، وَأَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَهُ عَلى نُوحٍ وَعَلَى النَّبِيِّينَ عليهم السلام أَنْ يَعْبُدُوا اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا ، وَأَمَرَ بِالصَّلَاةِ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ ، وَلَمْ يَفْرِضْ عَلَيْهِ أَحْكَامَ حُدُودٍ ، وَلَا فَرَضَ ۴ مَوَارِيثَ ، فَهذِهِ شَرِيعَتُهُ ، فَلَبِثَ فِيهِمْ نُوحٌ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَا خَمْسِينَ عَاما يَدْعُوهُمْ سِرّا وَعَلَانِيَةً ، فَلَمَّا أَبَوْا وَعَتَوْا قَالَ : رَبِّ إِنِّى مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ، فَأَوْحَى اللّهُ ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ إِلَيْهِ : «أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ»۵ ، فَلِذلِكَ قَالَ نُوحٌ عليه السلام : «وَلا يَلِدُوا إِلّا فاجِرا كَفّارا»۶ فَأَوْحَى اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ : «أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ»۷ » .

شرح

السند مجهول. وما قيل من أنّه حسن أو موثّق، ففيه نظر.
قوله: (كانت شريعة نوح عليه السلام أن يعبداللّه بالتوحيد) أي الإقرار بوحدانيّته تعالى، ونفي شركة الغير معه في الوجوب الذاتي، وقد يُطلق التوحيد على ما يعمّ سائر الصفات الكماليّة والجلاليّة.
(والإخلاص) هو ترك الرياء في العمل، وقد يحدّ بأنّه تنزيه النيّة والعمل عن أن يكون لغيره تعالى نصيب فيهما.
(وخلع الأنداد).
في القاموس: «الخلع ـ كالمنع ـ : النزع إلّا أنّ في الخلع مهلة». ۸
والأنداد: جمع ندّ ـ بالكسر ـ وهو المثل.
وقيل: الندّ: المثل المنادى، أي المضادّ والمعادي، من ندّ ندودا: إذا نفر. وناددتُ الرجل: خالفته، خصّ بالمخالف المماثل في الذات، كما خصّ المساوي للمماثل في القدر. ۹
(وهي) أي العبادة بالتوحيد وتالييه أو أصل التوحيد، والتأنيث باعتبار الخبر.
(الفطرة التي فطر الناس عليها) إشارة إلى قوله ـ عزّ وجلّ ـ في سورة الروم: «فِطْرَةَ اللّه ِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا»۱۰ . وأنّ المراد بالفطرة تمكّنهم من إدراك الحقّ وقبولهم له.
وقال بعضهم: هي العهد المأخوذ من آدم وذرّيّته. ۱۱ وذهب بعضهم إلى أنّ المراد بها ما سبق في العلم الأزلي من السعادة والشقاوة. ۱۲
وأراد بقوله: (وأخذ اللّه ميثاقه) إلى قوله: (والحلال والحرام) أنّ هذه طريقة مستمرّة وسنّة جارية في جميع الملل والأديان.
(ولم يفرض عليه) أي على نوح (أحكام حدود).
الإضافة بيانيّة، أو لاميّة. ولعلّ المراد بالحدود تأديبات المذنب بما يمنعه وغيره من الذنب، كحدّ الشارب والسارق مثلاً.
(فلمّا أبوا وعتوا).
أبى الشيء يأباه وإباءة: كرهه، وامتنع منه. وعتا عتوّا: استكبر، وجاوز الحدّ.
(قال: ربِّ إنّي مغلوب) أي غلبني قومي.
(فانتصر) أي فانتقم لي منهم.
(فأوحى اللّه ـ عزّ وجلّ ـ إليه: «أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ» ).
كذا في النسخ. وفي سورة هود: «بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ» ، فتأمّل.
الابتئاس: الحزن، والكراهة، والغرض من هذا الكلام إقناطه عليه السلام من إيمان قومه، ونهيه عن الاغتمام بما فعلوه من التكذيب والإيذاء.

1.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۵۵ (طبق).

2.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۴۰ (فضض).

3.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۱۲ (فود) مع التلخيص.

4.في بعض نسخ الكافي: «فرائض».

5.هود (۱۱): ۳۶.

6.نوح (۷۱): ۲۷.

7.المؤمنون (۲۳): ۲۷.

8.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۱۹ (خلع).

9.ذهب إليه الزمخشري في الكشّاف، ج ۱، ص ۲۳۷.

10.. الروم (۳۰): ۳۰.

11.نقله البيضاوي في تفسيره، ج ۴، ص ۳۳۵ بعنوان «قيل».

12.نقله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۰۰ عن البعض.


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
528

متن الحديث الثاني والعشرين والأربعمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «جَاءَتِ امْرَأَةُ نُوحٍ عليه السلام وَهُوَ يَعْمَلُ السَّفِينَةَ ، فَقَالَتْ لَهُ : إِنَّ التَّنُّورَ قَدْ خَرَجَ مِنْهُ مَاءٌ ، فَقَامَ إِلَيْهِ مُسْرِعا حَتّى جَعَلَ الطَّبَقَ عَلَيْهِ وَخَتَمَهُ بِخَاتَمِهِ ، فَقَامَ الْمَاءُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ السَّفِينَةِ جَاءَ إِلَى الْخَاتَمِ فَفَضَّهُ ، وَكَشَفَ الطَّبَقَ ، فَفَارَ الْمَاءُ» .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 240684
صفحه از 607
پرینت  ارسال به