565
البضاعة المزجاة المجلد الثالث

متن الحديث السادس والأربعين والأربعمائة

۰.عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّائِغِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام وَعِنْدَهُ أَبُو حَنِيفَةَ ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، رَأَيْتُ رُؤْيَا عَجِيبَةً .
فَقَالَ ۱ : «يَا ابْنَ مُسْلِمٍ هَاتِهَا ، فَإِنَّ الْعَالِمَ بِهَا جَالِسٌ» وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى أَبِي حَنِيفَةَ .
قَالَ : فَقُلْتُ : رَأَيْتُ كَأَنِّي دَخَلْتُ دَارِي وَإِذَا أَهْلِي قَدْ خَرَجَتْ عَلَيَّ ، فَكَسَّرَتْ جَوْزا كَثِيرا ، وَنَثَرَتْهُ عَلَيَّ ، فَتَعَجَّبْتُ مِنْ هذِهِ الرُّؤْيَا .
فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ : أَنْتَ رَجُلٌ تُخَاصِمُ وَتُجَادِلُ لِئَاما فِي مَوَارِيثِ أَهْلِكَ ، فَبَعْدَ نَصَبٍ شَدِيدٍ تَنَالُ حَاجَتَكَ مِنْهَا إِنْ شَاءَ اللّهُ .
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «أَصَبْتَ وَاللّهِ يَا أَبَا حَنِيفَةَ».
قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ أَبُو حَنِيفَةَ مِنْ عِنْدِهِ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي كَرِهْتُ تَعْبِيرَ هذَا النَّاصِبِ .
فَقَالَ : «يَا ابْنَ مُسْلِمٍ لَا يَسُؤْكَ اللّهُ ، فَمَا يُوَاطِي تَعْبِيرُهُمْ تَعْبِيرَنَا ، وَلَا تَعْبِيرُنَا تَعْبِيرَهُمْ ، وَلَيْسَ التَّعْبِيرُ كَمَا عَبَّرَهُ» .
قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَوْلُكَ : أَصَبْتَ ۲ وَتَحْلِفُ عَلَيْهِ وَهُوَ مُخْطِئٌ؟
قَالَ : «نَعَمْ ، حَلَفْتُ عَلَيْهِ أَنَّهُ أَصَابَ الْخَطَأَ» .
قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : فَمَا تَأْوِيلُهَا؟
قَالَ : «يَا ابْنَ مُسْلِمٍ ، إِنَّكَ تَتَمَتَّعُ بِامْرَأَةٍ ، فَتَعْلَمُ بِهَا أَهْلُكَ ، فَتُمَزِّقُ عَلَيْكَ ثِيَابا جُدُدا ، فَإِنَّ الْقِشْرَ كِسْوَةُ اللُّبِّ» .
قَالَ ابْنُ مُسْلِمٍ : فَوَ اللّهِ مَا كَانَ بَيْنَ تَعْبِيرِهِ وَتَصْحِيحِ الرُّؤْيَا إِلَا صَبِيحَةُ الْجُمُعَةِ ، فَلَمَّا كَانَ غَدَاةُ الْجُمُعَةِ أَنَا جَالِسٌ بِالْبَابِ إِذْ مَرَّتْ بِي جَارِيَةٌ ، فَأَعْجَبَتْنِي ، فَأَمَرْتُ غُلَامِي فَرَدَّهَا ، ثُمَّ أَدْخَلَهَا دَارِي ، فَتَمَتَّعْتُ بِهَا ، فَأَحَسَّتْ بِي وَبِهَا أَهْلِي ، فَدَخَلَتْ عَلَيْنَا الْبَيْتَ ، فَبَادَرَتِ الْجَارِيَةُ نَحْوَ الْبَابِ وَبَقِيتُ أَنَا ، فَمَزَّقَتْ عَلَيَّ ثِيَابا جُدُدا كُنْتُ أَلْبَسُهَا فِي الْأَعْيَادِ .
وَجَاءَ مُوسَى الزَّوَّارُ الْعَطَّارُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، فَقَالَ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، رَأَيْتُ رُؤْيَا هَالَتْنِي ، رَأَيْتُ صِهْرا لِي مَيِّتا وَقَدْ عَانَقَنِي ، وَقَدْ خِفْتُ أَنْ يَكُونَ الْأَجَلُ قَدِ اقْتَرَبَ .
فَقَالَ : «يَا مُوسى ، تَوَقَّعِ الْمَوْتَ صَبَاحا وَمَسَاءً ، فَإِنَّهُ مُلَاقِينَا ، وَمُعَانَقَةُ الْأَمْوَاتِ لِلْأَحْيَاءِ أَطْوَلُ لِأَعْمَارِهِمْ ، فَمَا كَانَ اسْمُ صِهْرِكَ؟» قَالَ : حُسَيْنٌ ، فَقَالَ : «أَمَا إِنَّ رُؤْيَاكَ تَدُلُّ عَلى بَقَائِكَ وَزِيَارَتِكَ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ عَانَقَ سَمِيَّ الْحُسَيْنِ يَزُورُهُ إِنْ شَاءَ اللّهُ» .

1.في كلتا الطبعتين: + «لي».

2.في بعض نسخ الكافي والوافي: + «واللّه ».


البضاعة المزجاة المجلد الثالث
564

متن الحديث الخامس والأربعين والأربعمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ رَجُلٍ رَأى كَأَنَّ الشَّمْسَ طَالِعَةٌ عَلى قَدَمَيْهِ دُونَ جَسَدِهِ ، قَالَ :«مَالٌ يَنَالُهُ مَنْ نَبَاتِ ۱ الْأَرْضِ مِنْ بُرٍّ أَوْ تَمْرٍ يَطَؤُهُ بِقَدَمَيْهِ وَيَتَّسِعُ فِيهِ، وَهُوَ حَلَالٌ إِلَا أَنَّهُ يَكُدُّ فِيهِ كَمَا كَدَّ آدَمُ عليه السلام » .

شرح:

قوله: (عنه).
الظاهر أنّ الضمير عائد إلى ابن اُذينة، ويحتمل إرجاعه إلى عليّ بن إبراهيم وإرسال السند.
قال: (مال يناله) إلى آخره.
لعلّ فاعل «قال» أبو عبد اللّه عليه السلام . والكدّ: الشدّة في العمل، والإلحاح في الطلب. وقد كدّ في الكسب ـ كمدّ ـ وكدّه: أتعبه، لازم متعدّ.
وقيل: المراد بالكدّ فيه التعب في تحصيله، أو في ضبطه، أو في كليهما، أو لأمرٍ يؤول إليه بسببه كما هو شأن أهل الدُّنيا. ۲

1.في الطبعة القديمة: «نبات من» بدل «من نبات».

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۰۷.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید ؛ فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 264262
صفحه از 607
پرینت  ارسال به