منهجية الكليني في « الكافي » - صفحه 115

ويلاحظ أنّ كلمة السنّة عند الإمامية تشمل أقوال المعصومين من أئمّتهم وهم الاثنا عشر، ۱ فأقوالهم سنّة متبعة لا محالة. ۲
أمّا حجّية السنّة المطهّرة فإنّها من الضروريات لدى المسلمين ، واستقلالها بتشريع الحكام ضرورة دينية ، ولا يخالف في ذلك إلّا من لا حظّ له في دين الإسلام. ۳

المطلب الأوّل: التقديم لأحاديثه

التقديم لأحاديثه ومروياته بغية الإحاطة التامّة بأجواء النصّ ومكنونه ، فإنّه في حالات معيّنة افترضت منهجيته ذلك بأن يقدم من عندياته ما يدعم الفكرة ويوصل المفهوم:
إنّ اللّه تبارك وتعالى جعل الفرائض على أربعة أصناف ، وجعل مخارجها من ستّة أسهم. ۴

المطلب الثاني : إيضاح المصطلحات القرآنية

فيما سبق بيّنا أنّه لغرض التوسعة في المعنى فإنّ الكليني يقدّم لبعض أحاديثه ، أمّا هنا فالحال مختلف منهجا، فهو يردف أحاديثه بما يعين على فهم النصّ، إنّه يتعقّب بعض المفردات القرآنية التي هي ذات مدلول وأثر من خلال أحكامها التكليفية ، فيوضح: الخمس، الغنائم، الفيء ، والكلالة.
إنّ تعرّضه لهكذا مفردات كان في الفروع أكثر ممّا هي في الأُصول ؛ لطبيعة أبوابها، كما أنّ التداخل حاصل بين هذه المواضيع ، فالفقه نشأ في أحضان الحديث ـ كما يعبرون ـ وكان الفقهاء أخباريّين، أي أنّهم اعتمدوا الحديث أكثر

1.بداهة أنّ المعصومين عددهم أربعة عشر عند الإمامية.

2.محاضرات في أُصول الفقه الجعفري لمحمّد أبي زهرة : ص ۱۲۳.

3.إرشاد الفحول للشوكاني : ص ۳۳.

4.الكافي : ج ۷ ص ۷۰ ح ۱ كتاب المواريث.

صفحه از 125