المطلب الثالث: فقه السنّة
قلنا فيما سبق إنّ هذه المرويات تشكّل أساسات تفسيرية لمنهج التفسير الروائي، وفي الوقت ذاته (فقه سنّة).
إلى ذلك ركّز الكليني على إيضاح المطالب متى رأى الأمر مستوجبا ، مثل: «نكاح الشغار»، «الإيلاء»، و«الظهار» إذ يعقّب على رواية زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام بقوله ـ أي الكليني ـ :
يقول الرجل لامرأته وهي طاهر من غير جماع: أنتِ عليَّ حرام مثل ظهر أُمّي أو أُختي ، وهو يريد بذلك الظهار. ۱
المطلب الرابع: المفردة العربية
الكليني البغدادي أجاد العربية إجادة مكّنته من فهم النصّ ، ولا ريب أنّ الفقهاء أحذق في استفادة المعنى من اللغويين ، كما أنّ المحدّث الكليني أخذ بأطراف علوم الحديث الشريف وأولوياته وخبر لغة الحديث. والمتتبّع جدّ عليم بما انطوت عليه ثقافة الكليني من سعةٍ وعمومية وارتكاز ، نرى ذلك في تقسيماته للجراحات :
«أوّلهما تسمّى الحارصة ، وهي التي تخدش ولا تجري الدم، ثمّ الدامية ...» ثمّ ذكر بقيّة الجراحات. ۲
المطلب الخامس: الشواهد الشعرية
إجادة الكليني للعربية وإحاطته الواسعة بها كما سلف اتّخذت صورا شتّى ، من ذلك : تذوّقه للنصوص الشعرية واستيعابه لها ، وقد رصد البحث ضمن مؤلّفاته أنّه دوّن كتابا عمّا قيل في الأئمّة من الشعر، وما يهمّنا هنا هو تضلّعه بالعربية ، ومنها شواهده الأدبية ، فهناك أبيات لأبي طالب رضى الله عنه في أكثر من موقع ، وقد يورد بعض الشواهد
1.المصدر السابق : ج ۶ كتاب الطلاق.
2.المصدر السابق : ص ۳۲۹ ح ۳۶ كتاب الديات.