مختارات من نوادر « روضة الكافي » للكليني - صفحه 326

« لَتُساطُنَّ سَوطَةَ القِدرِ »

من خطبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن بويع بعد مقتل عثمان ، قوله :
ألا وإنّ بليّتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث اللّه نبيّه صلى الله عليه و آله ، والذي بعثه بالحقّ لتُبَلبَلُنّ بَلبَلةً ولتُغربَلُنّ غربلةً ، ولتُساطُنّ سَوطَةَ القِدر حتّى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم ، وليسبقنّ سابقون كانوا قصروا ، وليقصرنّ سابقون كانوا سبقوا۱.
السوط يدلّ على مخالطة الشيء بالشيء ، يقال : سطت الشيء ؛ خلطت بعضه ببعض ، وسوّط فلان أمره تسويطا ؛ إذا خلطه ۲ .
وساط وسوّط واستوط أمره : اختلط ، وساط الهريسة وسوّطها : حرّكها بخشبة ، وهو يسوّط الأمر سوطا ؛ يقلّبه ظهرا لبطن ، وفلان يسوط الحرب ويسوّطها ؛ أي يباشرها .
وفي حديث علي عليه السلام عن فاطمة عليهاالسلام : « مسوط لحمها بدمي ولحمي » ؛ أي ممزوج ومخلوط .
ومن بردة قول كعب بن زهير :
لكنّها خُلّة قد سيط من دمهافجعٌ وولعٌ وإخلافٌ وتبديلُ
أي كأنّ هذه الأخلاق قد خلطت بدمها ، كالتسويط ۳ .
أكّد أمير المؤمنين عليه السلام جملة « لتساطُنّ سوطة القدر » بالنون الثقيلة ، ثمّ بمصدر الفعل المبيّن لنوع السوط ، كلّ ذلك للتنبيه على الفتنة التي فتنوا بها والحالة التي صاروا إليها .
واللّام لام الطلب يجزم به الفعل المضارع ، لكنّ الجزم لم يظهر ؛ لإسناد الفعل إلى واو الجمع التي اختفت ولم يبق منها إلّا الضمّة لتوكيد الفعل بالنون الثقيلة ، والأصل : لتساطوا + نّ = لتُساطُنَّ ، فالضمّة ما بقي من واو الفاعل المحذوفة .

1.الكافي : ج ۸ ص ۶۲۸ .

2.مقاييس اللغة : ج ۳ ص ۱۱۶ .

3.انظر : تاج العروس : ج ۱۹ ص ۳۹۱ ـ ۳۹۵ .

صفحه از 338