الكلينى (مقدمة الكافى) - صفحه 38

سنن رسوله، قصّة معاوضة محفوظه عليه السلام بالأصل الذى كان عند مولاهم؛ جابر بن عبداللّه الأنصارى؛ على انّهم عيبة الروايات، و منشأ جميع فنون الفضائل؛ فإنّما عنهم يؤثر العلم الإلهى، و منهم ظهر مكنون الآثار النبوية، و قد أوتوا فضيلة العصمة، الّتى لم يكن لأحد فيها مغمز؛ و قد عمد لذلك، إرشادا للنّاس، و تعليما للشيعة، ليحذوا على أمثلتهم و يأخذوا عنهم قوانين توارث تلك الأمانة المذخورة؛ و القصّة، هذا نصّها:
«... عن أبى عبداللّه عليه السلام قال: قال أبى لجابر بن عبداللّه الأنصارى: انّ لى إليك حاجة، فمتى يخفّ عليك أن أخلوبك؛ فأسألك عنها؟ فقال له جابر: أىّ الأوقات أحببته، فخلا به فى بعض الأيام، فقال له: يا جابر أخبرنى عن اللّوح الذى رأيته فى يد اُمّى فاطمة عليهاالسلامبنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله و ما أخبرتك به امّى أنّه فى ذلك اللّوح مكتوب؟ فقال جابر: أشهد باللّه أنى دخلت على أمّك فاطمة عليهاالسلام فى حياة رسول اللّه صلى الله عليه و آله فهنّيتها بولادة الحسين، ورأيت فى يديها لوحا أخضر، ظننت أنّه من زمرّد، و رأيت فيه كتابا أبيض شبه لون الشمس، فقلت لها: بأبى و اُمّى يا بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ما هذا اللّوح؟ فقالت: هذا لوح أهداه اللّه إلى رسوله صلى الله عليه و آله فيه اسم أبى و اسم بعلى: و اسم ابنىّ، و اسم الأوصياء من ولدى، و أعطانيه أبى ليبشرنى بذلك، قال جابر: فأعطتنيه امّك فاطمة عليهاالسلامفقرأته، و استنسخته، فقال له أبى: فهل لك يا جابر أن تعرضه علىّ؟ قال: نعم. فمشى معه أبى إلى منزل جابر، فأخرج صحيفة من رقّ، فقال: يا جابر انظر فى كتابك لأقرأ [أنا] عليك، فنظر جابر فى نسخته فقرأه أبى فما خالف حرفٌ حرفا، فقال جابر: فأشهد باللّه أنّى هكذا رأيته فى اللّوح مكتوبا... الخ». ۱

سيرة الكلينى

سيرة الكلينى معروفة فى التواريخ، و كتب الرّجال، و المشيخات الحديثيّة. و كتابه النفيس الكبير الكافى، مطبوع؛ رزق فضيلة الشهرة، و الذكر الجميل، و انتشار الصيت. فلا يبرح أهل الفقه ممدودى الطرف إليه، شاخصى البصر نحوه، و لايزال حملة الحديث عاكفين على استيضاح غرّته، و الاستصباح بأنواره. و هو مدد رواة آثار النبوّة،

1.اُصول الكافى، ج ۱، ص ۶۱۴، «الحديث ۳ من باب ما جاء فى الاثنى عشر و النص عليهم عليهم السلام ، من كتاب الحجة».

صفحه از 64