مع الكلينى وكتابه "الكافى" - صفحه 100

الكافى ۱ والثناء على مؤلفه.
ومن هنا بذل علماء الشيعة قديما وحديثا جهودا علمية مضنية حول الكافى، فاستنسخوه كثيرا، ۲ وشرحوا أحاديثه، وأكثروا من تحشيته وتهميشه، وبيّنوا مشتركاته، ووضّحوا مسائله، واختصروه، وحقّقوا أسانيده، ورتّبوا أحاديثه، وصنّفوها على ضوء المصطلح الجديد، وترجموه إلى عدّة لغات، وطبعوه مرّاتٍ ومرّاتٍ، ووضعوا الفهارس الفنيّة لأبوابه، وأحاديثه، وألفاظه، بحيث وصلت جهودهم حول الكافى إلى ما يقرب من مائة كتاب، وبلغ بعضها أكثر من عشرين مجلدا، فضلاً عن الدراسات الحديثة حوله.وهم مع كلّ هذه الجهود:
لم يقل أحد منهم بوجوب الاعتقاد والعمل بجميع ما بين دفتيه.ولا ادّعى إجماع على صحّة جميع ما فيه كما قيل: إنّه (انعقد إجماع العامة على صحة البخارى ومسلم). ۳
ولم يُفْتِ أحد من فقهاء الشيعة بشأن الكافى نظير فتيا إمام الحرمين بشأن صحيحى البخارى و مسلم بأنّه: لو حلف إنسان بطلاق امرأته أنّ كل ما فى البخارى ومسلم هو من قول النبى صلى الله عليه و آله لما اُلزِم بالطلاق ولا الحنث بيمينه!! ۴ ولا كان يقرأ فى الشدة لتفرج، ولا فى المراكب لكى لا تغرق، ولم يستسقِ شيعيّ بقراء ته الغَمام كما كان يفعل بكتاب البخارى. ۵

1.كما فى مرآة العقول، ج ۱، ص ۳؛ والوافى، ج ۱، ص ۶؛ ورياض العلماء، ج ۲، ص ۲۶۱؛ ولؤلؤة البحرين، ص ۵؛ والفوائد الرجالية، ج ۳، ص ۳۳۰؛ وكشف الحجب، ص ۴۱۸؛ ومستدرك الوسائل، ج ۳، ص ۵۳۲؛ وروضات الجنّات، ج ۶، ص ۱۱۶؛ والكنى والألقاب، ج ۲، ص ۹۸؛ وسفينة البحار، ج ۲، ص ۴۹۴؛ وتنقيح المقال، ج ۳، ص ۲۰۲؛ والذريعة، ج ۱۷، ص ۲۴۵. وقد وردت فى الاجازات العلمية المودعة فى الأجزاء الأخيرة من البحار كالجزأين ۱۰۸ و۱۰۹ شهادات ضافية لمشاهير علماء الشيعة تشيد بكتاب الكافى باعتباره أهمّ مُصنَّف فى الحديث فى الإسلام.

2.بلغت نسخه الخطية (۴۸۹) نسخة موزعة على مكتبات العالم الإسلامية وغيرها بحسب الفهرس الشامل لمخطوطات الحديث وعلومه المطبوع فى الأردن فيما تتبعناه.

3.فيض البارى على صحيح البخارى، ج ۱، ص ۵۷.

4.صحيح مسلم بشرح النووى، ج ۱، ص ۱۹ من المقدمة.

5.إرشاد السارى لشرح صحيح البخارى، ج ۱، ص ۲۹.

صفحه از 140