مع الكلينى وكتابه "الكافى" - صفحه 111

هذا، وقد صرّح معاصروه بأنّه كانت له أقوال غريبة وشاذّة تفرّد بها عن سائر علماء الشيعة، وأنّ من أغرب أقواله وأعجبها قوله: «بأنّ الكافى بأجمعه قد شاهده الصاحب عليه السلام واستحسنه» ۱ ونحو هذا من الكلام الذى لم يسمع به أحد من قبله.
ولهذا تجد معاصريه ومَنْ تأخّر عنه قد أنكروا عليه ذلك أشدّ الإنكار، ولم يؤيّده فاضل قط، ويكفى أنّ المحدّث النورى (ت/ 1320ق) وهو من أشهر المتتبّعين للتراث الشيعى لم يجد أثرا لهذا القول: «الكافى كافٍ لشيعتنا» فى مؤلّفات الشيعة، فقال ما هذا نصّه: «فإنّه لا أصل له ولا أثر له فى مؤلّفات أصحابنا، بل صرّح بعدمه المحدّث الاسترابادى الذى رام أن يجعل تمام أحاديثه [أى: الكافى قطعيّة، لما عنده من القرائن التى لا تنهض لذلك، ومع ذلك صرّح بأنّه لا أصل له». ۲
ومع هذا الإجماع الشيعى على ردّ «الكافى كاف لشيعتنا» نجد اليوم فى خصوم الشيعة مَنْ يتمسّك به ويجعله دليلاً على اعتقاد الشيعة بقطعيّة صدور جميع أحاديث الكافى عن أهل البيت عليهم السلام ، ۳ على الرغم من الموقف الشيعى العلمى الرافض لدعوى القطعيّة.

بيان موقف علماء الشيعة من أحاديث الكافى:

لعلماء الشيعة قديما وحديثا إزاء أحاديث الكافى المواقف التالية:
الأوّل: النظر إلى روايات الكافى سندا ودلالةً، والتعامل معها على أساس معطيات علمى الرجال والحديث دراية ورواية، وهذا هو رأى الاُصوليين وأكثر العلماء والفقهاء والمحقّقين.

1.رياض العلماء، ج ۲، ص ۲۶۱؛ وروضات الجنات، ج ۳، ص ۲۷۲.

2.خاتمة مستدرك الوسائل، ج ۳، ص ۴۷۰ من الفائدة الرابعة (الطبعة المحققة).

3.انظر: مختصر التحفة الاثنى عشرية الآلوسى، ص ۶۹؛ والإمام الصادق أبو زهرة، ص ۴۳۵، وقد حاول كتّاب التفرقة المذهبية فى عصرنا اجترار تلك الأخطاء وتكرار تلك الخزعبلات فيما كتبوه ضدّ التشيّع والشيعة ضمن الحملة الصهونية المسعورة على الإسلام والمسلمين وحركات التحرّر والانتفاضات الشعبيّة الإسلامية، واتّهام الصحوة الإسلامية المتنامية بالارهاب! لاحظ نموذجا من اجترار الخطأ فى: الموسوعة السعودية الميسّرة فى الأديان والمذاهب المعاصرة، ص ۳۰۰.

صفحه از 140