مع الكلينى وكتابه "الكافى" - صفحه 113

الوجوه غير المنافية لدعوى الاطمئنان. ويدلّ عليه أنّ الشيخ الطوسى قد ردّ كلام الصدوق وجمع بين الخبرين بضرب من التأويل المقبول ۱ وأيّده على ذلك صاحب الوافى. ۲
ومنها أيضا حديث الكافى المرويّ عن الحسن بن راشد فى باب صيام الترغيب ۳ فقد ردّه الشيخ محمد بن الحسن بن الوليد (ت/ 343ق) صراحةً، وتبعه الشيخ الصدوق، فقال: «أمّا خبر صلاة يوم غدير خُمّ والثواب المذكور فيه لمن صامه، فإنّ شيخنا محمد بن الحسن كان لا يصحّحه، ويقول: إنّه من طريق محمّد ابن موسى الهَمَدانى، وكان غير ثقةٍ، وكلّ ما لا يصحّحه ذلك الشيخ قدّس سرّه ولم يحكم بصحّته من الأخبار فهو عندنا متروك غير صحيح». ۴
وهذا الكلام صريح بعدم صحّة خبر الكافى عند الشيخ الصدوق بنظر المستدلّ، ومع هذا فهو غير تامٍّ أيضا، إذ يمكن مناقشته على أساس أنّ سند الحديث فى الكافى كان عن على بن إبراهيم، عن أبيه عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن ابن راشد، عن أبى عبد اللّه عليه السلام ، ولم يقع فيه محمّد بن موسى الهمدانى الذى ضعّفه ابن الوليد، كما أنّ رجال سند الحديث فى الكافى هم من رجال الصحيح فى نظر الصدوق. فقد صرّح فى الفقيه فى أبواب الزيارات بعد أن أورد ما يقوله الزائر إذا فرغ من زيارة قبر أبى عبد اللّه الحسين عليه السلام ، من كلمات الوداع:
«وقد أخرجتُ فى كتاب الزيارات، وفى كتاب فضل الحسين بن على بن أبى طالب عليه السلام أنواعا من الزيارات، واخترت هذه لهذا الكتاب؛ لأنّها أصحّ الروايات عندى من طريق الرواية، وفيها بلاغ وكفاية». ۵
هذا مع تصريحه فى آخر الزيارة بأنّها من رواية الحسن بن راشد ۶ علما بأنّ

1.الاستبصار، ج ۴، ص ۱۱۸، ص ۴۴۸ ـ ۴۴۹ من كتاب الوصايا.

2.الوافى للفيض الكاشانى، ج ۴، ص ۲۴ من المجلد السابع أبواب الوصايا.

3.من لا يحضره الفقيه، ج ۲، ص ۵۵، ح ۲۴۱ باب صوم التطوّع وثوابه.

4.من لا يحضره الفقيه، ج ۲، ص ۴۴۴، ذيل الحديث ۱۶۱۶.

5.من لا يحضره الفقيه، ج ۲، ص ۴۴۲، ذيل الحديث ۱۶۱۵.

صفحه از 140