مع الكلينى وكتابه "الكافى" - صفحه 121

المضمرة ۱ مع توافر بعض الأصناف الاُخرى لخبر الواحد المسند، كلّ صنف بلحاظ عدد رواته تارةً وهو ما ذكرناه آنفا أو باعتبار حال رواته، أو بلحاظ اشتراك خبر الواحد المسند مع غيره كالمعنعن كما مرّ والمسلسل ۲ والمشترك، ۳ والعالى، والنازل، ۴ والمعلّق بشرط معرفة المحذوف وهو ما سنشير إليه لاحقا.
ومنها: تعبير الكلينى عن مجموعة من مشايخه بلفظ: (عدّة من أصحابنا) أو جماعة من أصحابنا والأوّل مطّرد، والآخر نادر.
ولأهميّة هذا المصطلح المتكرّر كثيرا فى أسانيد الكافى، فلا بدّ من الوقوف عليه لمعرفة المراد به كما سنبيّنه تحت عنوان:

رجال العدّة فى الكافى:

روى الكلينى فى الكافى عن (عِدّة من أصحابنا) وهو لا شكّ يريد من العدّة اُناسا بأعيانهم، ورجالُ عِدَّته على قسمين، وهما:
العِدّة المعلومة: وأوّل مَنْ عيّن رجالها الشيخ المفيد (ت/ 413ق) والشيخ الحسين

1.المضمر: هو الحديث الذى اُخفى فيه المسؤول ولم يعرف هل هو إمام أو غيره؟ كرواية الكلينى بسنده عن اسباط بن سالم قال: سأله رجل من أهل هيت، وأنا حاضر... الخبر». اصول الكافى، ج ۱، ص ۳۳۲، ح ۲، باب ۵۶ من كتاب الحجة.

2.الحديث المسلسل: هو ما اتفق الرواة فيه على صفة واحدة أو حال معينة ومن أمثلته فى الكافى، ج ۳، ص ۴۹۳، ح ۸ ، باب ۱۰۲، من كتاب الصلاة. وانظر تعريفه فى الدراية، ص ۳۸.

3.المشترك هو ما كان أحد الرواة فيه مشتركا بين الثقة وغيره تارةً، وبين الثِقات فقط تارةً اُخرى، وفى الحالة الاولى لابدّ من تمييزه، بخلاف الحالة الثانية. مقباس الهداية، ج ۱، ص ۲۸۸. ومثال مشتركات الكافى من الحالة الاُولى ما رواه عن محمّد بن اسماعيل المشترك بين الثقة وغيره، وقد ميزوه بالنيسابورى ورواياته كثيرة فى الكافى، ومثال الثانية ما رواه عن محمد بن جعفر وهو مشترك بين الثقات كالرزاز والأسدى، ورواياته فى الكافى كثيرة أيضا.

4.العالى والنازل: من أوصاف الخبر المشترك مع غيره، ويراد بالأول، ما كان قليل الواسطة من المحدث إلى المعصوم عليه السلام ، والثانى بخلافه، ويسمى الأول (قرب الإسناد) أو (علو الإسناد). انظر: مقباس الهداية، ج ۱، ص ۲۴۳ ـ ۲۴۴. ولا يشترط فى علو الاسناد عدد معين من الرواة، فقد يكون سند الخبر عاليا مع أنّه من خمسة رواة وذلك بالقياس إلى متن ذلك الخبر نفسه المروى بسبعة وسائط قبلاً، وامثلة قرب الإسناد كثيرة فى الكافى وتعرف بالتتبع والمثابرة.

صفحه از 140