مع الكلينى وكتابه "الكافى" - صفحه 127

فاختصار السند هنا، هو للإشعار بأخذ متن الحديث من كتابٍ لأبان، ككتابه (الوفاة) ۱ مثلاً، والطريق إلى الكتاب هو المذكور قبله، ويسمى الحديث بالمعلّق، لحذف صدره وتعليقه على سابقه، ولا منافاة بين التعليق وبين الرواية من الكتب مادام الطريق إليها معلوما، وقد اشتبه بعضهم فظنّ الرواية من الكتب تفيد الارسال!!!

منهج الكلينى فى متون الكافى:

يمكن تلخيص منهج الكلينى فى رواية متون الكافى بجملة من الاُمور، نذكر أهمّها:
1. الإكثار من المتون الموشّحة بالآيات القرآنية، خصوصا آيات الأحكام، ولهذا لا تكاد تجد آيةً من آيات الأحكام إلّا وقد وردت فى فروع الكافى، ولو استلّت تلك الروايات من الكافى لألّفَتْ تفسيرا رائعا لأهل البيت عليهم السلام فى أحكام القرآن الكريم.
2. اشتمال بعض متون الكافى على توضيحات من الكلينى. ۲
3. بيان موقفه أحيانا من تعارض مرويّاته ۳ وربّما نبّه إلى ما خالف الإجماع على الرغم من صحّته بطريق الرواية. ۴
4. رواية ما زاد على المتن من ألفاظ الرواة؛ لفرط أمانته فى نقل الخبر بالصورة التى سمعها من مشايخه أو أخرجها من الكتب المعتمدة التى يرويها بالإجازة عن مشايخه وهذا ما يسمى اصطلاحا بمدرج المتن. ۵
5 . الاقتباس والرواية من الكتب كالاُصول الأربعمائة وغيرها.
6 . ترك الكثير من الأخبار التى لم يرها قابلةً للرواية إمّا لوضعها من قبل غلاة

1.فهرست الشيخ الطوسى، ص ۱۸، ش ۵۲؛ ورجال النجاشى، ص ۱۳، ش ۸.

2.الكافى، ج ۳، ص ۲۸۹، ح ۷، باب ۱۳، من كتاب الصلاة.

3.الكافى، ج ۴، ص ۹۰، ح ۵، باب ۱۲، من كتاب الصيام.

4.الكافى، ج ۷، ص ۱۱۵، ذيل الحديث ۱۶، باب ۲۵ من كتاب المواريث.

5.المدرج على أقسام، واشهر ما وقع منها فى الكافى، هو مدرج المتن، ويراد به ما اندرج فى متن الخبر من ألفاظ أحد رواته، سواء كان اللفظ فى أوّل المتن، أو فى وسطه، أو فى آخره، كتفسير كلمة من المتن ونحوها مما قد يتوهم بعضهم فيحسبها من المتن، ومثال ذلك فى الكافى، ج ۳، ص ۴۲۴، ح ۹، باب ۷۰، من كتاب الصلاة و ج ۷، ص ۲۵۳، ح ۲، باب ۵۶ من كتاب الحدود، وغيرهما.

صفحه از 140