مع الكلينى وكتابه "الكافى" - صفحه 129

تبويب وترتيب الكافى:

لتصنيف الأحاديث الشريفة وتبويبها وترتيبها طريقتان مشهورتان، وهما:

1. طريقة الأبواب:

وفيها يتمّ توزيع الأحاديث بعد جمعها على مجموعة من الكتب، والكتب على مجموعة من الأبواب، والأبواب على عدد من الأحاديث، بشرط أن تكون الأحاديث مناسبةً لأبوابها، والأبواب لكتبها.
وقد سبق الشيعةُ غيرَهم إلى استخدام هذه الطريقة، وأوّل من عرف بها منهم هو الصحابى الجليل أسلم أبو رافع (ت/ 40 أو 35ق) فى كتابه (السنن والأحكام والقضايا) إذْ صنّفه على طريقة الأبواب، ۱ ثمّ شاع استخدامها بعد ذلك، وتأثّر بها أعلام المحدّثين من الفريقين؛ لما فيها من توفير المزيد من الجهد لمن أراد الاطّلاع على معرفة شى ء من الأحاديث فى حكم ما والوقوف عليه بسهولة ويسر.

2. طريقة المسانيد:

والتصنيف بموجب هذه الطريقة له صور متعدّدة.
منها: القيام بجمع ما عند كلّ صحابى من الحديث المرفوع إلى النبى صلى الله عليه و آله ، سواء كان الحديث صحيحا أو ضعيفا، ثمّ يرتّبُه على ترتيب الحروف، أو القبائل، أو السابقة فى الإسلام، وهكذا حتى ينتهى إلى النساء الصحابيّات، ويبدأ باُمّهات المؤمنين. ۲
ومنها: القيام بجمع ما أسنده أحد أئمّة أهل البيت عليهم السلام من الأحاديث إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فى كتاب يسمّى المسند، مضافا إلى اسم ذلك الإمام عليه السلام ، كمسند الإمام الباقر أو الصادق عليهماالسلام.
وهذه الطريقة استخدمها تلاميذ الأئمّة من رواة العامّة. ۳

1.رجال النجاشى، ص ۶، ح ۱.

2.الخلاصة للطيبى، ص ۱۴۷، ومن المسانيد المصنّفة بهذه الصورة مسند أحمد بن حنبل.

3.راجع: (المصطلح الرجالى: أسند عنه) بحث المحقق السيد محمد رضا الحسينى الجلالى، نشر فى مجلة تراثنا، العدد الثالث، السنة الاُولى ۱۴۰۶ق، وانظر فيه العلاقة بين هذا المصطلح الرجالى وبين كتب المسانيد المصنّفة على وفق الصورة الثانية.

صفحه از 140