مع الكلينى وكتابه "الكافى" - صفحه 131

فأوصلوها إلى أكثر من ستة عشر ألف حديث، ويبدو أنّ سبب التفاوت ليس بسبب عدّ الحديث المروى باسنادين حديثين، ولا بسبب تشعّب الطريق الواحد إلى شعبتين أو أكثر، وإنّما لعدّ أجوبة الإمام عليه السلام فى مجلس واحد على أكثر من سؤال بمنزلة الأحاديث المستقلّة، خصوصا وأنّها تحمل أجوبة مختلفة تبعا لاختلاف الأسئلة الموجّهة للإمام فى مجلس واحد، وإنْ رواها الكلينى رحمه الله بإسناد واحد.
نظير ما لو سأل زرارة الإمام الصادق عليه السلام بقوله: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن مسألة كذا؟ فقال عليه السلام : كذا، ثمّ يقول زرارة: وسألته عن كذا، فأجاب بكذا، وهكذا.
ونظير ما لو قال زرارة مثلاً: قال الإمام الصادق عليه السلام : كذا، ثمّ يقول بعد ذلك: وقال عليه السلام : ... وقد يتكرّر هذا فى الحديث الواحد مرّتين أو ثلاثا.
وقد وقع مثل هذا فى الكافى، ولكن لم أعدّه إلّا حديثا واحدا فى الفهرس الآتى؛ لغلبة الظنّ أنّ الفارق بين (16/199) حديثا وهو الاحصاء المنسوب إلى بعض العلماء وبين ما هو مبين فى الفهرس الآتى، إنّما كان بسبب ما تقدّم آنفا، وقد تأكّد لى أنّه لم يكن سببا، ولبعد احتمال سقوط مثل ذلك المقدار من النسخ المعتمدة فى تحقيق الكافى، وموافقة المطبوع لما فى مرآة العقول والوافى، مع عدم تنبيه أحد من العلماء على سقوط مثل ذلك المقدار ولو من بعض النسخ، فلم يبق إلّا السبب المذكور، أو خطأ فى الحساب، واللّه العالم.

صفحه از 140