مع الكلينى وكتابه "الكافى" - صفحه 66

الصلاة والصيام والحجّ والزكاة والقضايا. ۱ فكان رضى الله عنه أوّل من دوّن الأحاديث مع تبويبها فى الإسلام بعد أمير المؤمنين عليه السلام الذى سبق الكلّ فى تدوين أحاديث الرسول صلى الله عليه و آله فى كتابه الصحيفة الجامعة، وهو من إملاء النبيّ صلى الله عليه و آله وخطّ الوصيّ عليه السلام ، وقد اعتمد البخاري على صحيفة الإمام علي عليه السلام فى مواضع من صحيحه. ۲ وبعد انتقال الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله إلى الرفيق الأعلى، استمرّ تدوين الأحاديث عند شيعة أمير المؤمنين عليه السلام كالأصبغ بن نُباتة، وسُليم بن قيس الهلالى، وعُبيد اللّه بن أبى رافع، وعليّ بن أبى رافع، ومحمّد بن قيس البجلى، وميثم التمّار ونظرائهم كما هو مفصّل فى فهارس كتب الشيعة. دون أن تؤثّر عليه أوامر المنع التى اتّخذت صفتها الرسميّة بُعيد أحداث السقيفة، ولم يَعُقْ سيره فيما بعد التضييق الاُموى على مدرسة الإمام زين العابدين بعد استشهاد أبيه الإمام الحسين عليهماالسلام، بل كان الأمر على خلاف ما كان متوقّعا فى ضُمور نشاط تلك المدرسة أو ركوده، إذ ظهرت على أيدى تلامذة الإمام السجّاد عليه السلام جملة من المدوّنات الحديثيّة، من أمثال: مدوّنات جابر الجعفيّ، وأبان بن تَغْلِب، والحسين بن ثور بن الجهم، وزياد ابن المنذر وغيرهم.ولمّا حلّ الانهيار بدولة معاوية التى أقامها على مبدأ البغى والعدوان وسفك الدم الحرام، وآلت إلى السقوط فى أواخر عهد الإمام الباقر عليه السلام ، وانشغل الأمويّون بسلطتهم، وَجَدَ الإمام الباقر عليه السلام متنفّسا لنشر العلم والمعرفة، فاتّسعت حركة التدوين فى عصره وعلى يده اتّساعا كبيرا كما يظهر من مدوّنات تلامذته الكثيرة فى فهرستى الشيخ الطوسيّ والنجاشيّ. ثم اتّسعت تلك الحركة العلمية اتّساعا هائلاً بعد سقوط الدولة الأموية، وتولّى العباسيّين زمام الاُمور سنة (132ق) فى عهد الإمام الصادق عليه السلام .ونتيجةً لانشغال الدولة الجديدة بتثبيت أقدامها، وَجَدَ الإمام الصادق عليه السلام نفسه فى فرصة سانحة للانطلاق فى أرحب الميادين العلميّة؛ لأجل صياغة الفكر الإسلامى وتجديده على أثر ما مُنِيَ به على أيدي الاُمويين وأعداء الدين، وغرسه فى نفوس

1.رجال النجاشى، ص ۶، ش ۱.

2.صحيح البخارى، ج ۱، ص ۴۰ باب كتابة العلم، و ج ۴، ص ۲۸۹ باب اثم من تبرأ من مواليه.

صفحه از 140