مع الكلينى وكتابه "الكافى" - صفحه 69

يبق بيد (الخليفة) العباسيّ غير بغداد وبعض السواد، ۱ فتعطّلت دواوين الدولة، وضعفت السلطة، وساد الفساد الإداريّ، وعمّ الفقر، وازدادت الرشوة، بل تعرّضت بغداد نفسها لمحاولات اجتياح خطيرة من بعض تلك الدويلات الصغيرة.وفى ظلّ تلك الظروف المؤاتية للأطراف المتنازعة على حكم الريّ، شهدت الريّ صراعا حادّا بين تلك الأطراف للاستيلاء عليها ابتداء من الدولة الطاهرية التى أخضعت الريّ لنفوذها قبيل سنة (250ق)، ثمّ الدولة العلويّة فى طبرستان التى توسّعت خلال الفترة من سنة (250ق إلى سنة / 253ق)، وامتدّ نفوذها الى الريّ والمدن المجاورة.ولم يكن نفوذ الدولة العلوية التى انقرضت سنة (316ق) مستمرا على الريّ طيلة حكمهم، بل نازعهم عليها قواد (الخليفة) من الترك بمساعدة السامانيين إلى أن تمكّنوا من انتزاعها من أيدى العلويين سنة (272ق) ۲ ثم تغلّب على الريّ بعد ذلك أحمد بن الحسن الماردانى وتمكّن من انتزاعها من أيدى الأتراك فى سنة (275ق) وكان قد أظهر التشيّع وأكرم أهله وقرّبهم، فتقرّب إليه الناس بتصنيف الكتب فى ذلك، فصنّف له عبد الرحمن بن أبى حاتم كتابا فى فضائل أهل البيت عليهم السلام ، كما صنّف له غيره أيضا، وكان ذلك فى أيام المعتمد العباسى. ۳ ثم خضعت الريّ بعد ذلك إلى سيطرة السامانيين، إذ استطاع إسماعيل بن أحمد الساماني بسط نفوذه عليها سنة (289ق)، وأقرّه المكتفى العباسى (289ـ295ق) عليها سنة (290ق) وبعث إليه بخلعٍ وعقد له ولايتها. ثم تعاقب السامانيّون بعده على حكم الريّ فكان الوالي عليها فى عهد المقتدر العباسى (295 ـ 320ق) عليّ بن صعلوك (ت/ 302ق) ثم جاء بعده ابنه أحمد بن عليّ بن صعلوك الذي عيّنه السامانيون على إدارتها، واعترف المقتدر بولايته وأقرّه عليها وأجزل له العطاء. ۴

1.مروج الذهب، مج۲، ج۴، ص ۲۹۴؛ واخبار الراضى والمتقى للصولى، ص ۴۹؛ وكتاب العيون والحدائق لمؤلف مجهول، ق۴، ج ۱، ص ۲۹۸، ح ۵۱۰، تحقيق عمر السعيدى، دمشق / ۱۹۷۲م.

2.دائرة المعارف الإسلامية، ج ۱۰، ص ۲۸۸.

3.معجم البلدان، ج ۳، ص ۱۲۱ فى حديثه عن الرى.

4.تاريخ الطبرى، ج ۸، ص ۲۱۵ ـ ۲۱۶، وصلة تاريخ الطبرى، ص ۳۵ ـ ۳۶.

صفحه از 140