مع الكلينى وكتابه "الكافى" - صفحه 76

وهذه القرينة كالأُولى فى تقدير ولادته فى حدود سنة (260ق) أيضا.وأظنّ أنّ مثل هذا التقدير لعمر الكلينى معقول، فلا معنى لأنْ يُسْتكثر بحجّة عدم وجود النصّ عليه!! خصوصا فى مثل أعمار الناس فى ذلك العصر. ويُستفاد من هذا التقدير أمران وهما:
الأوّل: إنّ عمره الشريف كان بحدود سبعين عاما، وإنّ ولادته كانت فى أواخر حياة الإمام العسكرى عليه السلام .الثانى: إنّه كان من النوابغ بلا شك ولا شبهة؛ لأنّ من يُطْلب منه تأليف كتاب ليكون مرجعا للشيعة فى جميع مسائل الشريعة وهو فى سنّ الثلاثين لا شك أنّه من النوابغ قطعا، بخلاف ما قد يزعمه البعض من أنّ شهرة الكلينى كانت فى أيّامه الأخيرة وبعد اكتمال الكافى، وربّما قد يتمادى فى وهمه، فيزعم أنّها حصلت بعد وفاته!!

نشأته واُسرته:

نشأ الكُلينى فى قرية كُلَيْن إحدى قرى الرى، وانتسب إليها، فكان من أشهر المنتمين إليها على الإطلاق، وعاش طفولته فى بيت جليل طيّب الأصل، ۱ وتلقّى علومه الاُولى من رجالات العلم والدين فى تلك القرية لا سيما أنّ بعض مشايخه قد لُقّب بالكلينيّ.ويبدو انّ لتلك القرية ثقلاً علميّا فى ذلك الحين لوجود جُملة كبيرة من العلماء الذين انتسبوا إليها كإبراهيم الكلينيّ المعروف بعلّان، وإبراهيم بن عُثمان الكلينيّ، وأبي رجاء الكلينيّ، وأحمد بن إبراهيم الكليني، وعليّ بن محمد الكلينيّ، وهو من شيوخ شيخنا الكلينيّ، ومحمّد بن عقيل الكلينيّ وهو من شيوخه أيضا، ومحمّد بن صالح بن أبي بكر الكلينيّ، ومحمّد بن إبراهيم الكلينيّ، ومحمّد بن محمّد بن عصام الكلينيّ، وهو من تلاميذ الشيخ محمّد بن يعقوب الكلينيّ، وغيرهم.والكُلينى رحمه الله توفّرت له الأسباب وتظافرت لأن تكون له منذ الطفولة نشأة صالحة، أهّلته فى أوان شبابه أن يُطلب منه تأليف كتابه الكافى.

1.الفوائد الرجالية، رجال السيد بحر العلوم، ج ۳، ص ۳۲۶، هامش رقم ۱؛ ولؤلؤة البحرين، ص ۳۸۷، هامش رقم ۸.

صفحه از 140