مع الكلينى وكتابه "الكافى" - صفحه 77

وممّا لا شكّ فيه أنّ للاُسرة دورها الخطير فى بناء شخصيّة مولودها، وتوجيه طاقاته وتنميتها. وإذا ما عُدنا إلى اُسرة ثقة الإسلام، نجد أباه الشيخ يعقوب بن إسحاق الكلينى موصوفا بكونه من رجالات العلم والدين الأخيار الفضلاء فى قرية كُلين، ۱ ولعلّ فى بقاء قبره إلى الآن فى تلك القرية، وصيرورته مزارا معروفا لأهل تلك القرية وغيرها ما يشهد بفضله ونُبله.وأمّا اُمّ الكُلينى فهى امرأة فاضلة بلا شكّ؛ لأنّها تربية اُسرة علميّة خرّجت الكثير من رجالات الفقه والحديث، ولبعضهم ذكر فى أسانيد الكافى وغيره من كتب الحديث المشهورة.
وقد عُرِفَ من اُسرتها: جدُّها لأبيها الشيخ إبراهيم بن أَبَان الرازى الكُلينيّ، وأبوها الشيخ محمّد بن إبراهيم بن أبان، ترجم له علماء الشيعة، وهم ما بين مادح وموثِّق، ۲ وعمّها الشيخ أحمد بن إبراهيم بن أبان، قال عنه الشيخ الطوسى: «خيّر فاضل من أهل الرى»، ۳ ووثّقه العلّامة وابن داود الحليّان ۴ وأخوها الشيخ الجليل عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن أبان الرازي الكلينى المعروف بعلّان، يكنى أبا الحسن، ثقةٌ، عَيْنٌ من عيون هذه الطائفة، وثّقه النجاشى وغيره، له كتاب أخبار الإمام القائم عليه السلام .وهو من رجال العِدَّة الذين يروى الكلينى بتوسّطهم عن سهل بن زياد، وهو خال الكلينى واُستاذه، وقد أكثر الكلينى جدّا من الرواية عنه بخلاف ما ظنّه بعضهم من قلّة الرواية عنه فى الكافى! كيف، وهو روى عن العدّة عن سهل أكثر من ألف مورد فى الكافى، مع الاتّفاق على أنّ خاله من ضمن تلك العدّة؟ وقد قُتِلَ هذا الشيخ وهو فى طريقه إلى مكّة المكرّمة قاصدا أداء فريضة الحج، وكان قد استأذن من إمام العصر المهدى عليه السلام لهذا الغرض فورد المنع، لكنّه خالف، فذهب إلى الحجّ فقُتل.

1.روضات الجنّات، ج ۶، ص ۱۰۸؛ وشرح اُصول الكافى للمظفر، ج ۱، ص ۱۳.

2.رجال الشيخ الطوسى، ص ۴۹۶، ش ۲۹؛ ورجال العلّامة الحلى، ص ۷۲؛ ورجال ابن داود، ص ۲۹۰، ش ۱۲۵۵.

3.رجال الشيخ، ص ۴۳۸، ش ۱.

4.رجال العلّامة، ص ۱۱؛ ورجال ابن داود، ص ۳۳، ش ۵۴.

صفحه از 140