حول الكافى - صفحه 346

«قد يسّر اللّه وله الحمد تأليف ما سألت و أرجو أن يكون بحيث توخّيت» فقد أخبر الكلينى نفسه بصحة روايات كتابه، و أخباره حجة.
و اُجيب عنه بان الصحة عند القدماء أعم من الصحة عند المتأخرين فانها عند الاولين تنشأ من الامارات و القراين التى منها وثاقة الرواة فلا يكفى تصحيح الكلينى لاثبات الصحة عندنا.
أقول: لاشك فى حجية كل خبر محفوف بقرينة موجبة للاطمينان بمطابقته للواقع فان الاطمينان حجة عقلائية ولكن لم يبق لدينا من القرائن الموجودة عند القدماء سوى صداقة الرواة و لانقبل شهادة الكلينى و أمثاله من علمائنا الاعلام الاماجد بوجود تلك القرائن فى رواياتهم لتصبح معتبرة حجة و ذلك لأن القرائن المفيدة للاطمنيان ليست محصورة مضبوطة مقبولة عند الكل ليكون الأخبار عن وجودهما أخبارا عن حس، بل هى كثيرة مختلفة متفرقة تختلف شدة و ضعفا حسب اختلاف الأنظار و المشارب والآراء و الحالات النفيسة و حيث أن تقليد المجتهد غير سائغ لمجتهد آخر بل مطلقا بعد موته لم يجز الاعتماد على فتوى الكلينى بصحة رواياته.
و منه ينقدح ضعف ماذكره المحدث النورى ۱ من أن سبب شهادة الكلينى بصحة رواياته أما وثاقة رواتها فلا اشكال فيه ۲ لأنها فى حكم توثيق جميعهم بالمعنى الأعم أو كونها مأخوذة من تلك الاُصول و الكتب المعتبرة عند الامامية كافة و هى شهادة حسيته أبعد من الخطا و الغلط من التوثيق... و كذا لو كان بعضها للوثاقة و بعضها للأخذ من تلك الاُصول كما لعله كذلك انتهى ملخصا.
و قد عرفت عدم حصر القراين فى النقل عن الكتب المعتبرة بل هى كثيرة غير محصورة و لا مضبوطة.
و ثانيا بما اشار اليه السيد بن طاووس و بحرالعلوم رحمهماالله فى سابق كلامهما من وقوع تأليف الكافى فى زمان الغيبة الصغرى و حضور السفراء.

1.خاتمة المستدرك، ج ۳، ص ۵۳۶.

2.ليس مفاد توثيقه العام ـ ان صح ـ اعتبار جميع روايات الكافى لأن جملة كثيرة من الروايات تسقط عن الاعتبار لأجل تعارض توثيق الكلينى بجرح غيره كالشيخ و النجاشى فى حق جماعة من رواتها.

صفحه از 347