كتاب الكافى - صفحه 371

جمع الأسانيد

وتجنّبا عن تطويل الأسانيد بالتكرار اختصر الكلينى الأسانيد بعطف بعضها على بعض، والإشارة إلى ذلك بقوله: «جميعا» عند احتمال اللبس، ومن أمثلة ذلك فى طبقة مشايخه فى أوّل السند: «على بن إبراهيم عن أبيه، والحسين بن محمّد بن عبد ربّه عامر وغيره، ومحمّد بن يحيى عن أحمد (جميعا) عن أحمد بن محمّد بن أبى نصر عن أبان بن عثمان عن أبى العباس عن أبى عبد اللّه عليه السلام » ۱ ، فقد روى عن ثلاثة من مشايخه بأسانيدهم.
و من أمثلة ذلك فى آخر السند: «محمّد بن إسماعيل عن الفضيل بن شاذان عن صفوان بن يحيى، وعلى بن إبراهيم، عن أبيه عن حماد بن عيسى (جميعا) عن معاوية بن عمار، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام ...»، ۲ فقد روى كلّ من صفوان وحماد عن معاوية بن عمّار.
التثبّت فى الأسناد:
من اسلوب الكلينى التصريح فيما لم يظهر له وجه الحقيقة فى الأسانيد تجنّبا عن احتمال التدليس، مثال ذلك:
1. عن سهل عن بعض أصحابه أظنه محمد بن اسماعيل، قال: ذكر بعضنا اللحمان ۳ .
2. عن بعض أصحاب أبى عبد اللّه عليه السلام ، أظنه أبا عاصم السجستانى ۴ .

السقط

طبيعىّ لعمل موسوعى كالكافى ـ المؤلّف بيد واحدة ـ أن يحصل فيه السقط؛ فإنّه نقل الحديث وهو عالم باسناده لكنه حصل له سقط فى بعض السند لا يدرى من هو؟ وكثيرا ما يحصل مثله للمؤلفين.
مثال ذلك: قال ما نصه: بعض أصحابنا ـ سقط عنّى إسناده ـ عن أبى عبد اللّه عليه السلام قال: «إنّ اللّه عز و جل لم يترك شيئا ممّا يحتاج إليه إلاّ علّمه نبيّه صلى الله عليه و آله ، فكان من تعليمه إيّاه أنّه صعد المنبر ذات يوم فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أيّها الناس إنّ جبرئيل أتانى عن اللّطيف الخبير فقال: إنّ الأبكار بمنزلة الثمر على الشجر، إذا أدرك ثمره فلم يجتنى أفسدته

1.الكافى، ج ۴، ص ۲۰۷.

2.الكافى، ج ۳، ص ۲.

3.الكافى، ج ۶، ص ۳۱۰.

4.الكافى، ج ۷، ص ۳۷۶.

صفحه از 380