۰.فانظُروا عِلْمَكم هذا عمّن تأخذونه؟ فإنَّ فينا ـ أهلَ البيت ـ في كلّ خَلَفٍ عُدولاً
يَنفون عنه تحريفَ الغالين ، وانتحالَ المبطلين ، .........
ويؤخذ من مأخذه ولا يساهل فيه ـ فنبّه عليه السلام عليه بقوله: (فانظروا عِلْمَكم هذا) أي الأحاديث فإنّها علم الدين (عمّن تأخذونه) ۱ أي لا تأخذوه عمّن لم تأخذ عن النبيّ كما ينبغي، بل بالغوا في معرفة الطريق المستقيم الموصل إليه؛ لأنّ التساهل في معرفة طريق الوصول إلى المطلوب تساهل في المطلوب.
والخَلف ـ بفتح اللام وسكونها ـ : كلّ من يجيء بعد من مضى، إلّا أنّه بالتحريك في الخير، وبالتسكين في الشرّ، يقال: خَلَفُ صدقٍ وخَلْفُ سَوءٍ، والمراد في هذا الحديث المفتوح.
(والعدول) جمع عدل بمعنى عادل، وصف به للمبالغة، والعادل هاهنا هو الملتزم للطريقة الفاضلة المتوسّطة بين طرفي الإفراط والتفريط، والمراد الإمام عليه السلام .
والتحريف: ۲ التغيير وصرف الكلام عن وجهه.
والغالين: المجاوزين الحدَّ ۳ .
فقوله عليه السلام : (إنّ فينا أهل البيت في كلّ خلف عدولاً) يعني إنّ فينا أهل البيت في كلّ قرن من القرون بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى زمان الغيبة الكبرى أئمّةً، سواء كان اثنين ۴ أو أكثر؛ لأنّ القرن قد يطلق على مئة سنة؛ لقوله صلى الله عليه و آله لغلام: عِش قرنا، فعاش مئة سنة ۵ ولا شكّ في وجود اثنين أو أكثر منهم عليهم السلام قبل زمان الغيبة الكبرى في كلّ قرن بهذا المعنى بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
وقوله عليه السلام : (يَنفون عنه تحريفَ الغالين) ينفون عن العلم للسائلين التابعين لهم
1.كتب في النسخة ما بين السطور شيئا لا يقرأ.
2.هنا في النسخة زيادة لفظة «و».
3.قارن الحاشية على اُصول الكافي للنائيني، ص ۹۷ ـ ۹۸.
4.في النسخة: «اثنان». وكذا في المورد الآتي.
5.الفائق في غريب الحديث، ج ۳، ص ۷۹ (قرن) . وعنه في مناقب ابن شهرآشوب، ج ۱، ص ۱۰۱ . وعنه في بحار الأنوار، ج ۱۸، ص ۳۹ . وانظر أيضا: النهاية، ج ۴، ص ۵۱ (قرن)؛ لسان العرب، ج ۱۳، ص ۳۳۴ (قرن).