الخاتمة
ملاحظات حول العنعنة
الملاحظة الأُولى :
قال السيوطي : وجدتُ في بعض الأخبار ورود « عن » فيما لم يمكن سماعه عن الشيخ وإنْ كان الراوي سمع منه الكثير ، كما رواه أبو إسحاق السبيعي عن عبد اللّه بن خبّاب بن الأرتّ : أنّه خرج عليه الحرورية فقتلوه حتّى جرى دمه في النهر ، فهذا لا يمكن أن يكون أبو إسحاق سمعه من ابن خبّاب كما هو ظاهر العبارة ؛ لأنّه هو المقتول .
قال السيوطي : قلتُ : السماع إنّما يكون معتبرا في القول ، وأمّا الفعل فالمعتبر فيه المشاهدة ، وهذا واضح ۱ .
أقول :
أبو إسحاق السبيعي هو عمرو بن عبد اللّه ، قيل : وُلد عام 39 ه ، وقيل بعد ذلك ، فمشاهدة القضيّة المنقولة منتفية في حقّه قطعا ، مع أنّه اتّهموه بالتدليس وأنّه معروف به ۲ .
وقد صرّح علماء الفنّ بأنّ عنعنة المدلّس لا تدلّ على الاتّصال ، فلا يعتبر ذلك حتّى لو أمكن اللقاء ! فكيف لو لم يمكن ؟ !