87
العنعنة

العنعنة
86

7 ـ الكتب الأربعة :

هي الجوامع الحديثية الكبرى ، الخالدة من بين العشرات من أخواتها ، والسرّ في خلودها : اعتماد الطائفة بالإجماع على مؤلّفيها أوّلاً ، وعلى أعمالهم العظيمة هذه من حيث التصنيف والتبويب والجمع والاستيعاب ثانيا . فقد بذلوا عناية فائقة في جمع ما حوته « الأُصول الأربعمئة » جمعاء من الروايات والأحاديث المرتبطة بمجالات العقائد والأخلاق والشريعة ، ممّا وقع الاتّفاق عليه بين الطائفة الحقّة ، والتزموا بالإجماع العملي بها ، فلم يُعْهَد شيءٌ عنهم ، إلّا أودعوه في هذه الكتب الأربعة الشريفة .
وقد أبدعوا تفنّنا وفقها وعلما في تصنيف تلك الروايات على ترتيب الكتب ، ثمّ على الأبواب الّتي حافظوا عليها كما هي في الأُصول ، فصانوها من الضياع والتشتّت والتفرّق ، كما راقبوا في نقلها كلّ أدوات الحيطة والضبط والإتقان ، وأثبتوا كلّ ما له دخلٌ في المعنى من الاختلافات حسبما تلقّوه من المشايخ ، بالطرق الأمينة للرواية والنقل .
وبذلك عملوا هذه الكتب الأربعة الّتي أصبحت بحقّ مراجع أمينةً للمعرفة الإسلامية بكلّ فروعها ، كما سهّلوا على المراجعين أمر العثور على مقاصدهم في مظانّها ، ووفّروا الوقت على الطالبين لحديثٍ منها .
وقبل أن ندخل في البحث الّذي نتابعه في هذه الكتب ، لا بُدّ من حديثٍ موجز عن هذه الكتب العظيمة ومؤلّفيها العظماء :
فأوّلها تأليفا ومقاما هو كتاب الكافي الشريف ، للإمام أبي جعفر ، محمّد بن يعقوب الكليني الرازي البغدادي ( ت 329 ه ) . وهو من أجلّ كتب الإسلام ، وقد اعتمد عليه العلماء كافّةً ، فقهاء وغيرهم ، منذ تأليفه ، وتداولوه بالرواية والضبط والحفظ والصيانة ، والدرس والبحث والعناية ، فهو من أضبط ما في الإسلام من الكتب المصنّفة والجوامع الحديثيّة المؤلّفة ، الجامعة لنصوص الحديث الشريف .
ثمّ كتاب مَنْ لا يحضره الفقيه لشيخ المحدّثين الإمام الشيخ أبي جعفر ، محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي ، الشهير بالصدوق ( ت381 ه ) . وهو يُعَدّ ثانيا بالنسبة إلى الكافي في القِدَم والأهمّيّة ، ومميّزا بما التزم فيه مؤلّفه العظيم من المنهج المبتكَر ، وما بذل فيه من جهدٍ عظيم في الضبط والتقويم ، والتصنيف والتبويب .
ثمّ كتاب تهذيب الأحكام لشيخ الطائفة الإمام الشيخ أبي جعفر ، محمّد بن الحسن بن عليّ ، الطوسي البغدادي ( ت 460 ه ) . الّذي خصّصه لجمع أحاديث أحكام الشريعة المقدّسة ، وجدّ في ضبط الأسانيد والمتون ، والجمع بين المختلفات وتنقيح الدلالات ، بما لم يُسبق إليه ، وقد تميّز مع ذلك باحتوائه على جميع ما احتمل أن يكون دخيلاً في الحكم ممّا قد تجاوزه السابقون لاعتبارات شتّى ، من قبيل الإعراض عنه أو عدم وضوح معناه أو مخالفته للأصحّ ، فحاول إثبات ذلك كلّه ، وحاول الجمع بين ما ظاهره المخالفة ، مهما أمكن .
وهو أعظم كتب الإماميّة في مجال أحاديث الأحكام ، وآخر الأُصول الأربعة تأليفا وجمعا . وقد جمع محاولاته العظيمة في باب الجمع بين الأخبار في كتابٍ مستقلٍّ باسم الاستبصارلِما اختلف من الأخبار ، استخرجه من كتابه الكبير تهذيب الأحكام ، وأضاف عليه فوائد قيّمة ممّا جعله رابعا للكتب الحديثيّة الأُصول .
وأمّا أصحاب هذه الكتب ، فقد كانوا في القمّة الرفيعة في المعرفة بالحديث الشريف وعلومه ، وإليك طرفا من التعريف بهم :
أمّا الشيخ الكلينيّ الرازيّ البغداديّ :
فقد قال فيه النجاشيّ : شيخ أصحابنا في وقته بالريّ ووجههم ، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم ، صنّف الكتاب الكبير المعروف بالكلينيّ ويُسمّى الكافي في عشرين سنة ۱ .
وقال الشيخ الطوسيّ : يُكنّى أبا جعفر الأعور ، جليل القدر ، عالم بالأخبار ، له مصنّفات يشتمل عليها الكتاب المعروف بالكافي ، مات سنة تسع وعشرين وثلاثمئة في شعبان ، ببغداد ۲ .
وقال الطوسي أيضا : الكليني ، يكنّى أبا جعفر ، ثقة ، عارف بالأخبار ، له كتب ، منها كتاب الكافي يشتمل على ثلاثين كتابا ۳ .
وقال السيّد بحر العلوم : ثقة الإسلام ، وشيخ مشايخ الأعلام ، ومروّج المذهب في غَيبة الإمام عليه السلام ، ذكره أصحابنا . . . واتّفقوا على فضله وعظم منزلته ۴ .
وقال الشيخ المفيد عن كتاب الكافي : هو من أجلّ كتب الشيعة وأكثرها فائدة ۵ .
وقال السيّد محمّد صادق بحر العلوم : هو أصحّ الكتب الأربعة المعتمد عليها في الأحكام الفقهية عند الشيعة ، وضبطت أخباره في 16199 حديثا ۶ .
وقال السيّد الداماد : إنّ كتاب الكافي لشيخ الدين وأمين الإسلام ، نبِيْهِ الفِرقة ، ووجيه الطائفة ، رئيس المحدّثين ، حجّة الفقه والعلم والحقّ واليقين ۷ .
وقال الدكتور حسين علي محفوظ : قد اتّفق أهل الإمامة من جمهور الشيعة على تفضيل هذا الكتاب ، والأخذ به والثقة بخبره ، والاكتفاء بأحكامه ، وهم مجمِعون على الإقرار بارتفاع درجته وعلوّ قدره ، على أنّه القطب الّذي عليه مدار روايات الثقات المعروفين بالضبط والإتقان إلى اليوم ، وعدّوه « أجمل وأفضل » ۸
من سائر أُصول الحديث ، وقد ظلّ حجّة المتفقّهين عصورا طويلةً ، ولا يزال موصول الإسناد والرواية ، مع تغيّر الزمان وتبدّل الدهور ۹ .
وأمّا الشيخ الصَدُوق القمّي الرازيّ :
قال النجاشي : أبو جعفر القمّيّ ، نزيل الريّ ، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ۱۰ .
وقال الشيخ الطوسي : جليل القدر ، حَفَظة ، بصير بالفقه والأخبار والرجال .
وقال الطوسي ۱۱ أيضا : جليل القدر ، يكنّى أبا جعفر ، كان جليلاً حافظا للأحاديث ، بصيرا بالرجال ، ناقدا للأخبار ، لم يُرَ في القمّيّين مثله في حفظه وكثرة علمه ۱۲ .
وقال المحقّق التستري : الصدوق ، رئيس المحدّثين ، ومحيي معالم الدين ، الحاوي لمجامع الفضائل والمكارم . . . الشيخ الحفظة ، ووجه الطائفة المستحفظة ، عماد الدين ، أبو جعفر ۱۳ .
وقال السيّد بحر العلوم : أبو جعفر ، شيخ من مشايخ الشيعة ، وركنٌ من أركان الشريعة ، رئيس المحدّثين ، والصدوق في ما يرويه عن الصادقين عليهم السلام ۱۴ .
أجمع الأصحاب على نقل أقواله ، واعتبار مذاهبه في الإجماع والنزاع ، وقبول قوله في التوثيق والتعديل ، والتعويل على كتبه خصوصا كتاب من لا يحضره الفقيه ، فإنّه أحد الكتب الأربعة الّتي هي في الاشتهار والاعتبار كالشمس في رائعة النهار ، وأحاديثه معدودة في الصحاح من غير خلاف ولا توقُّفٍ من أحد .
ومن الأصحاب مَنْ يذهب إلى ترجيح أحاديث الفقيه على غيره من الكتب الأربعة ؛ نظرا إلى زيادة حفظ الصدوق وحسن ضبطه وتثبُّته في الرواية ، وتأخّر كتابه عن الكافي ، وضمانه فيه صحّة ما يورده ، وأنّه لم يقصد فيه قصد المصنّفين في إيراد جميع ما يرووه ، وإنّما يورد فيه ما يُفتي به ويحكم بصحّته ، ويعتقدُ أنّه حجّة بينه وبين ربّه ۱۵ .
وأمّا الشيخ أبو جعفر الطوسيّ :
قال النجاشي : أبو جعفر ، جليل في أصحابنا ، ثقةٌ ، عين ۱۶ .
وقال السيّد بحر العلوم : شيخ الطائفة المحقّة ، ورافع أعلام الشريعة الحقّة ، إمام الفرقة بعد الأئمّة المعصومين ، وعماد الشيعة الإمامية في كلّ ما يتعلّق بالمذهب والدين ، محقّق الأُصول والفروع ، ومهذّب فنون المعقول والمسموع ، شيخ الطائفة على الإطلاق ، ورئيسها الّذي تُلوى له الأعناق ، صنّف في جميع علوم الإسلام ، وكان القدوة في كلّ ذلك والإمام ۱۷ .
وقال السيّد أيضا : وأمّا الحديث ، فإليه تشدّ الرحال ، وبه يبلغ رجاله غاية الآمال ، وله من الكتب الأربعة الّتي هي أعظم كتب الحديث منزلةً ، وأكثرها منفعةً كتاب التهذيب وكتاب الاستبصار ، ولهما المزيّة الظاهرة باستقصاء ما يتعلّق بالفروع من الأخبار ، خصوصا التهذيب ، فإنّه كافٍ للفقيه فيما يبتغيه ، من روايات الأحكام ، مغنيا عمّا سواه في الغالب ، ولا يُغني عنه غيره في هذا المرام ، مضافا إلى ما اشتمل عليه الكتابان من الفقه والاستدلال ، والتنبيه على الأُصول والرجال ، والتوفيق بين الأخبار ، والجمع بينها بشاهد النقل والاعتبار ۱۸ .
منهاج المشايخ الثلاثة في كتبهم الأربعة في مجال الألفاظ :
أمّا الشيخ الكليني : فقد استخدم ألفاظ التحمّل والأداء ، كقوله : « حدّثني » و « حدّثنا » و « أخبرني » و « أخبرنا » في بداية الكتب الّتي عنون لها في الكافي .
ففي أوّل حديث من كتاب العقل والجهل وهو أوّل كتبه قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثني عدّة من أصحابنا . . . ۱۹ .
وفي كتاب التوحيد في أوّل باب منه ، وأوّل حديث من الباب ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثني عليّ بن إبراهيم بن هاشم . . . ۲۰ .
وفي أوّل حديث من أوّل باب من كتاب الحُجّة : قال أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني مصنّف هذا الكتاب ؛ : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ۲۱ .
وفي بداية كتاب الطهارة ، في أوّل باب منه : قال أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني : حدّثني عليّ بن إبراهيم بن هاشم ۲۲ .
وفي بداية كتاب الصلاة ، في أوّل باب منه : قال محمّد بن يعقوب الكليني مصنّف هذا الكتاب : حدّثني محمّد بن يحيى ۲۳ .
وهكذا يصنع في بدايات كتب أُخرى ۲۴ ، وهذا يدلّ على تنبّه الكليني رحمه الله إلى هذه الألفاظ ودلالتها واختلاف مواردها ، حيث استعملها باختلافها . ولكنّه مع ذلك استعمل « العنعنة » في غير هذه البدايات ومن دون استثناء ، مع أنّ العنعنة موجودة في مصادر الكليني الّتي استقى منها علمه وحديثه .
مثلاً : روى الكليني حديثا بهذه الألفاظ : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعبد اللّه بن الصلت ، جميعا عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبد اللّه ، عن زرارة . . . ۲۵ ، والحديث مذكور بعين السند ، نقله البرقي في المحاسن عن أبيه ، عن أبي طالب عبد اللّه بن الصلت ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبد اللّه ، عن زرارة ۲۶ . هكذا معنعنا .
لكنّ الكليني روى حديثا بسنده المعنعن إلى إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن محمّد بن مروان ، عن أبان بن عثمان ۲۷ ، ورواه البرقي : عن أبيه ، عن أبي إسحاق الثقفي وهو إبراهيم بن محمّد قال : حدّثنا محمّد بن مروان ، عن أبان ۲۸ .
وروى الكليني : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن المنقري ۲۹ ، وروى الصدوق ذاك الحديث : عن أبيه ، قال : حدّثنا سعد بن عبد اللّه ، قال : حدّثنا القاسم بن محمّد ۳۰ . فالقاسم بن محمّد نقل الحديث إلى إبراهيم بن هاشم بالعنعنة ، ونقله إلى سعد بن عبد اللّه باللفظ .
وروى الكليني بسنده المعنعن إلى عليّ بن مرداس ، عن صفوان بن يحيى ، والحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ۳۱ ، ورواه الصدوق بسنده بالألفاظ قال : حدّثنا القاسم بن هشام اللؤلؤي ، قال : حدّثنا الحسن بن محبوب ۳۲
.
إلى غير ذلك من الموارد الّتي استعمل فيها الكليني العنعنة بينما وردت الرواية بعينها بالألفاظ ، فإذا جمعنا بين هذه الحقائق : نعلم أنّ الكليني إنّما قصد اعتماد العنعنة في الأسانيد ، مشيا على القاعدة المتّبعة الّتي سنكشف عنها .
وأمّا الصدوق :
فالمقارنة بين أعماله الحديثيّة متيسّرة ، لوجود جملة من مؤلّفاته بحمد اللّه ، فنراه يعتمد العنعنة بكثرة في كتابه الكبير ، الّذي هو من الأُصول الأربعة ، أعني كتاب من لا يحضرهُ الفقيه ، ونجده يورد نفس الأحاديث بالألفاظ في سائر كتبه . وإليك مقارنة سريعة بين أعماله :
فهو في الفقيه اعتمد العنعنة مطلقا ، مع أنّه اقتصر من الأسانيد على أسماء أصحاب الكتب والمؤلّفات ، أو الرواة الناقلين مباشرة عن المعصومين عليهم السلام ، لكنّه أورد الأسانيد إليهم في مكانٍ واحدٍ في آخر الكتاب ، وهي « المشيخة » الّتي خصّصها لذِكر أسانيده إلى أصحاب الكتب والمؤلّفات الّتي نقل عنها ، أو الرواة الّذين روى عنهم ، وبذلك لا تكون أحاديثه في متن الكتاب مرسَلة مطلقا ، بل هي مسندةٌ ، للعلم بأسانيدها المودعة في المشيخة أو الفهارس الأُخرى الّتي أعدّها الصدوق .
ولابُدّ أنْ نضيف على هذا : أنّ للصدوق أسانيد إلى جميع ما أورده في الفقيه ، وإن لم يذكرها في المشيخة ، فإنّ طرقه في كتبه إلى الرواة والمؤلّفين هي بعينها الطرق إلى ما أورده في الفقيه .
وللصدوق في المشيخة أساليب عديدة في إيراد الألفاظ أو الاعتماد على العنعنة ، فقد يورد في البداية قوله : « رويته » عند ذِكر شيخه الأوّل ، ويأتي بالعنعنة في آخر السند ، لكنّه في الوسط يأتي بالألفاظ ، وهذا أكثر ما يستعمله ، فقد قال : ما كان فيما كتبه الرضا عليه السلام إلى محمّد بن سنان من جواب مسائله في العلل ، فقد رويته عن عليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق ، ومحمّد بن أحمد السناني ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب ، رضي اللّه عنهم ، قالوا : حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن عليّ بن العبّاس ، قال : حدّثنا القاسم بن الربيع الصحّاف ، عن محمّد بن سنان ، عن الرضا عليه السلام ۳۳ .
وقال : ما كان فيه عن أسماء بنت عُميس في خبر « ردّ الشمس على أمير المؤمنين عليه السلام في حياة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم » ، فقد رويته عن أحمد بن الحسين القطّان ، قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن صالح ، قال : حدّثنا عمرو بن خالد المخزومي ، قال : حدّثنا أبو نباتة ، عن محمّد بن موسى ، عن عمارة بن مهاجر ، عن أُمّ جعفر وأُمّ محمّد ابنتَي محمّد بن جعفر ، عن أسماء بنت عُميس وهي جدّتهما .
ورويته عن أحمد بن محمّد بن إسحاق ، قال : حدّثني الحسين بن موسى النحّاس ، قال : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدّثنا عبد اللّه بن موسى ، عن إبراهيم بن الحسن ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن أسماء بنت عُميس .
قال الصدوق : وما كان فيه عن جويرية بن مسهر في « ردّ الشمس على أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم » ، فقد رويته عن أبي ، ومحمّد بن الحسن رضي اللّه عنهما ، قالا : حدّثنا سعد بن عبد اللّه ، عن . . . ۳۴ ثمّ عنعن .
وقال الصدوق : وما كان فيه عن أبي سعيد الخُدْري في « وصيّة النبيّ صلى الله عليه و آله وسلملعليٍّ عليه السلام » الّتي أوّلها : « يا عليّ ! إذا دخلت العروس بيتك » ، فقد رويتُه عن محمّد بن إبراهيم أبي إسحاق الطالقاني رضى الله عنه ، عن أبي سعيد الحسن بن عليّ العدويّ ، عن يوسف بن يحيى الأصبهاني أبي يعقوب ، عن أبي عليّ إسماعيل بن حاتم ، قال : حدّثنا أبو جعفر أحمد بن زكريّا بن سعيد المكّي ، قال : حدّثنا عمر بن حفص ، عن إسحاق بن نجيح ، عن خصيف ، عن مجاهد ، عن أبي سعيد الخدري ۳۵ .
قال الصدوق : وما كان فيه عن حمّاد بن عمرو ، وأنس بن محمّد ، من « وصيّة النبيّ صلى الله عليه و آله وسلملأمير المؤمنين عليه السلام » ، فقد رويته عن محمّد بن عليّ الشاه ، بمرو الروذ ، قال : حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسين ، قال : حدّثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن صالح التميمي ، قال : حدّثنا أبي أحمد بن صالح التميمي ، قال : حدّثنا محمّد بن حاتم القطّان ، عن حمّاد بن عمرو ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب .
ثمّ رواه بالسند نفسه إلى أحمد بن صالح التميمي ، قال : حدّثنا أنس بن محمّد أبو مالك ، عن أبيه ، عن جعفر . . . ۳۶
.
وقال الصدوق : وما كان فيه عن إسماعيل بن الفضل مِن ذِكر « الحقوق » عن عليّ بن الحسين سيّد العابدين عليه السلام ، فقد رويته عن عليّ بن أحمد بن موسى رضى الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدّثنا عبد اللّه بن أحمد ، قال : حدّثنا إسماعيل بن الفضل ، عن ثابت بن دينار الثمالي ، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ۳۷ .
وهكذا في أكثر الطرق . لكنّه في بعض الموارد يبدأ بالألفاظ ، مثل قوله : حدّثنا محمّد بن الحسن ۳۸ ، وفي آخر : حدّثني به محمّد بن موسى المتوكّل ۳۹ .
وأمّا في سائر كتبه ومؤلّفاته :
فقد التزم بالألفاظ في بدايات السند غالبا ، وبالعنعنة في أواخرها ، شأنه في ذلك شأن المحدّثين القدماء من الفريقين الخاصّة والعامّة ، كما ستعرف . فهو في أوّل حديث من أماليه ، يقول : حدّثنا يحيى بن زيد بن العبّاس بن الوليد بالكوفة ، قال : حدّثني عمّي علي بن العبّاس ، قال : حدّثنا إبراهيم بن بشر بن خالد العبدي ، قال : حدّثنا عمرو بن خالد ، [ ثنا ] ۴۰ أبو حمزة الثمالي ، عن عليّ بن الحسين عليه السلام ۴۱ .
ويقول الصدوق في أوّل حديث من كتاب الخصال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضى الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن سعيد بن يحيى البزوري ، قال : حدّثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ، قال : حدّثنا أبي ، عن المعافى بن عمران ۴۲ ، ثمّ عنعن .
وربّما يجيء بالألفاظ في أغلب السند ، كما في قوله : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدّثنا جعفر بن سلمة ، قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي ، قال : حدّثنا عبيد اللّه بن موسى العبسي ، قال : حدّثنا مهلهل العبدي ، قال : حدّثنا كُدَيرة بن صالح الهجري ، عن أبي ذرّ جندب بن جنادة ، قال : سمعتُ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم . . . ۴۳ .
بل قد يأتي بالألفاظ في جميع السند ، مثل قوله : حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي ، قال : حدّثني أبو محمّد الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عليّ بن العبّاس الرازي ، قال : حدّثني أبي ، عبد اللّه بن محمّد بن عليّ بن العبّاس بن هارون التميمي ، قال : حدّثني سيّدي عليّ بن موسى الرضا عليه السلام ، قال : حدّثني أبي ، موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي ، جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي ، محمّد بن عليّ ، قال : حدّثني أبي ، عليّ بن الحسين ، قال : حدّثني أبي ، الحسين بن عليّ ، قال : حدّثني أخي ، الحسن بن عليّ ، قال : حدّثني أبي ، عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : قال لي النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم : « أنتَ خير البشر ، ولا يشكّ فيك إلّا كافر » ۴۴ .
ومثله قوله : أخبرني أبو الحسن طاهر بن محمّد بن يونس ، قال : حدّثنا محمّد بن عثمان الهروي ، قال : حدّثنا أحمد بن نجدة ، قال : حدّثنا أبو بشر ختن المقرئ ، قال : حدّثنا معمّر بن سليمان ، قال : إنّي سمعت أنس بن مالك ، يقول : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ۴۵ .
وفي أسانيد كتابه الأمالي : ثنا سعد بن عبد اللّه ، ثنا عبد الصمد بن محمّد ، ثنا حنان بن سدير ، ثنا سديف المكّي ، ثني محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام ۴۶ . وفي نفس الوقت نجد في أماليه أحاديث رواها بالألفاظ تارةً وبالعنعنة أُخرى : ففي أسانيده : أحمد بن محمّد السناني المكتّب ، ثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي ، ثنا سهل بن زياد الآدمي ، ثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني ، عن 2الأعلامالإمام عليّ بن محمّد7، 2الإمام عليّ بن محمّد عليه السلام ۴۷ . بينما فيها أيضا بنفس السند إلى عبد العظيم الحسني ، ثنا عليّ بن محمّد عليه السلام ۴۸ .
وأيضا : أحمد بن هارون الفامي ، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري ، ثنا أبي ، ثنا هارون بن مسلم ، ثنا مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام .
و . . . ثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ۴۹ .
ثمّ نجد ما رواه الصدوق في الفقيه ، بإسناده عن معاوية بن عمّار ، عن الصادق عليه السلام هكذا معنعنا ۵۰ .
ورواه الكليني هكذا : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، وصفوان ، عن معاوية بن عمّار ۵۱ . بينما رواه الصدوق في معاني الأخبار باللفظ ، قال : أبي رحمه الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبد اللّه ، قال : حدّثنا أيّوب بن نوح ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير ، وصفوان جميعا ، رفعاه إلى أبي عبد اللّه عليه السلام ۵۲ .
وقول الصدوق « رَفعاه » بمعنى « أسنداه » بواسطةٍ معلومة وهي معاوية بن عمّار ، بقرينة الكافي و الفقيه .
ومن مجموع تصرّفات الصدوق في كتبه ، نعلم أنّه قصد إلى إيراد العنعنة ، توصّلاً إلى الهدف الّذي سنُعلن عنه .
وأمّا الشيخ الطوسي :
فقد اعتمد على العنعنة في كتابه الكبير تهذيب الأحكام ثالث الكتب الأربعة ، وكذلك الاستبصار رابعها ، بصورة مطلقةٍ تقريبا ، فلم نجد فيها « ألفاظ الأداء » إلّا نادرا ، مثل ما رواه بقوله : عليّ بن الحكم ، عن سليم الفرّاء ، عن الحسن بن مسلم ، قال : حدّثتني عمّتي ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ۵۳ .
وهذا الحكم يشمل جميع ما في الكتاب بما في ذلك المشيخة ، عدا ما ذكره فيها بلفظ « فقد أخبرني » أو « فقد رويته عن » ، وهو المذكور في بدايات السند إلى كلّ راوٍ وإلى ما له من المصنّفات المعتمدة في الكتاب . لكنّ الشيخ قد أكّد على وحدة عمله مع ما أثبته في كتابه العظيم الفهرست ، فقال في نهاية المشيخة ما نصّه : قد وردتْ جملة من الطرق إلى هذه المصنّفات والأُصول ، ولتفصيل ذلك شرح يطول هو مذكور في الفهارس المصنّفة في هذا الباب للشيوخ رحمهم الله ، مَنْ أراده أخذه من هناك إنْ شاء اللّه ، وقد ذكرنا نحن مستوفىً في كتاب فهرست الشيعة ۵۴ .
وهذا النصّ يدلّ بوضوح على اتّحاد الطرق المذكورة في كتب الشيخ في الحديث مع المذكورة في الفهرست له ، بل مع ما ذكره المشايخ الآخرون في فهارسهم أيضا ، فيما لو اجتمعتْ الطرق ، وهذا يعني اتّحاد جميع الطرق في الخصوصيّات الحاوية عليها ، ومن ذلك شكل أدائها بالألفاظ أو بالعنعنة .
وعلى هذا الأساس قُمنا بالمقارنة بين الطرق عند المؤلّفين المتعدّدين إذا كانت إلى حديث واحد ، مع اتّحاد الطريق أو بعضه ، واستشهدنا بذلك في هذه الدراسة .
وأمّا عمل الشيخ في الفهرست فقد تنوّع :
فاستعمل العنعنة كثيرا في غير مشايخه المباشرين الّذين استخدم معهم الألفاظ ، مثل « أخبرنا » غالبا . واستعمل الألفاظ أحيانا في جميع السند أو أكثره ، مثل قوله في ترجمة ( إسماعيل بن مهران السكوني ) : وكتاب ثواب القرآن : أخبرنا به الحسين بن عبيد اللّه ، قال : حدّثنا أحمد بن جعفر بن سفيان ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن سلمة بن الخطّاب ، عنه .
وكتاب خطب أمير المؤمنين عليه السلام وكتاب النوادر : أخبرنا بهما أحمد بن عبدوس ، قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن الزبير ، قال : حدّثنا عليّ بن الحسن بن فضّال ، عنه .
وكتاب العلل : أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي محمّد هارون بن موسى ، قال : حدّثنا عليّ بن يعقوب الكسائي ، قال : حدّثنا عليّ بن الحسن بن فضّال ، عنه ۵۵ .
وقال في ترجمة ( إسماعيل المخزومي أبي محمّد ) : أخبرنا أحمد بن عبدوس ، قال : حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن الجنيد ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد العاصمي ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل ، عن أبيه ۵۶ .
وكذلك فعل في ترجمة ( أبان بن تغلب ) حيث أسند إلى كتبه بالألفاظ ، إلّا كتابيه المفرد و الفضائل ، فقد جمع في طريقهما بين الألفاظ وبين العنعنة ، فلاحظ ۵۷ .
وفي بعض الموارد استعمل العنعنة في بداية السند ، والألفاظ في نهايته ، مثل ما في ترجمة ( أحمد بن عبدوس الخلنجي ) قال : أخبرنا به ابن أبي جيّد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، قال : حدّثنا الحسن بن متّويه بن السندي ، قال : حدّثنا أحمد بن عبدوس ۵۸ .
وأوضح ما أثبته دلالة على ما نريد هو قوله في ترجمة ( أحمد بن محمّد بن محمّد بن سليمان ، أبي غالب الزراري ) : أخبرنا بكتبه ورواياته أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه ، عنه .
وأضاف : قال الحسين بن عبيد اللّه : قرأتُ سائرها عليه عدّة دفعاتٍ ۵۹ .
فمع أنّ الحسين قد قرأ كتب الزراري عدّة دفعات فإنّه عَبّر في السند بكلمة « عنه » .
وقد يأتي بالألفاظ في وسط السند ، محفوفة بالعنعنة مثل ما في ترجمة ( عمرو بن ميمون ) قال : له كتاب حديث الشورى . . . أخبرنا به أحمد بن محمّد بن موسى ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن جعفر وإسحاق ابنَي محمّد بن مروان ، قالا : حدّثنا أبونا ، قال : حدّثنا عبيد اللّه المسعودي ، عن عمرو بن ميمون ، عن جابر ، عن الباقر عليه السلام .
وله كتاب المسائل الّتي أخبر بها أمير المؤمنين عليه السلام اليهودي ، أخبرنا بها أحمد بن عبدوس ، عن أبي بكر الدوري ، عن محمّد بن جعفر العلوي الحسني ، قال : حدّثنا عليّ بن عبدك ، قال : حدّثنا طريف مولى محمّد بن إسماعيل ، عن موسى وعبيد اللّه ابنَي يسار ، عن عمرو ، عن ابن أبي إسحاق السبيعي ، عن الحارث الهمداني ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ۶۰ .
وللشيخ الطوسي كتب أُخرى اعتمد فيها طريقة المحدّثين ، إذ تشتمل على الألفاظ في البدايات ، وعلى العنعنة في النهايات ، مثل كتاب الأمالي ، وهو أوسع كتبه الحديثية بعد الأصلين : التهذيب والاستبصار ، وقد أورد فيه حديثا بالألفاظ في جميع السند ، وهو الحديث المرقّم 20 ، قال : أخبرنا محمّد بن محمّد [ وهو الشيخ المفيد ] ، قال : أخبرني أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الأبهري ، قال : حدّثنا عليّ بن أحمد بن الصبّاح ، قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه ابن أخي عبد الرزّاق ، قال : حدّثني عمّي عبد الرزّاق بن همّام ، قال : أخبرني أبي همّام بن نافع ، قال : أخبرني مولى عبد الرحمن بن عوف الزُهْري ، قال : قال لي عبد الرحمن : . . . سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميقول : « أنا شجرة ، وفاطمة فرعها ، وعليٌّ لقاحها ، والحسن والحسين ثمرها ، ومحبّوهم من أُمّتي ورقها » ۶۱ .
ولكنّه أعاد نفس السند في موضعٍ آخر بالعنعنة في آخره ۶۲ . ولا ريب في دلالة هذا على أنّ الطوسيّ إنّما عمد إلى استعمال العنعنة عن قصد ، ولغرض علميّ ، كما سنبيّنه .
وتجدر الإشارة إلى أنّ من محدّثينا المتأخّرين مَن التزم الألفاظ ، وركّز على إيرادها بشدّة ، وهو المحدّث الجليل الشيخ أبو جعفر ، محمّد بن أبي القاسم بن عليّ الطبري ( ق 6 ه ) في كتابه القيّم بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، وهو يروي مباشرة عن أبي عليّ الحسن ابن شيخ الطائفة الطوسي ، الشهير بالمفيد الثاني ، بالقراءة عليه في جُمادى الأُولى سنة 511 ه ، في مشهد النجف ، كما في أوّل حديث من الكتاب ۶۳ .
فهو يجري على دَيْدَن القدماء في الالتزام بالألفاظ في بدايات الأسانيد ، وبالعنعنة في نهاياتها ، إلّا أنّه يستعمل الألفاظ أحيانا في جميع السند ، كما في الحديث 11 ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عليّ الحسن بن محمّد الطوسي رضي اللّه عنهما ، قال : حدّثنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه الله ، قال : حدّثني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، قال : أخبرنا جعفر بن عبد اللّه ، قال : حدّثنا سعدان بن سعيد ، قال : حدّثنا سفيان بن إبراهيم الفايدي الفامي ، قال : سمعت جعفر بن محمّد عليه السلام يقول : « بنّا يبدأُ البلاءُ ثمّ بكم ، وبنا يبدأُ الرخاءُ ثمّ بكم ، والّذي يُحلَف به ليَنْتصرنّ اللّه ُ بكم كما انتصر بالحجارة » ۶۴ .
وكذلك الحديث 21 ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن شهريار الخازن ، بمشهد الكوفة على ساكنه السلام ، في ربيع الأوّل سنة ستّ عشرة وخمسمئة بقراءتي عليه ، قال : حدّثنا أبو منصور ، محمّد بن محمّد بن عبد العزيز المعدّل من لفظه وكتابه ، بمدينة السلام ، في ذي القعدة سنة سبعين وأربعمئة ، قال : حدّثنا العكبري أبو الحسن بن رزقوَيْه ، قال : حدّثنا أبو عمرو ۶۵ بن السمّاك ، قال : حدّثنا ۶۶ عليّ بن محمّد القزويني ، قال : حدّثنا داوود بن سليمان بن وهب بن أحمد القزويني الثغريّ ، سنة ستّ وستّين ومئتين ، قال : حدّثنا عليّ بن موسى الرضا عليه السلام ، قال : حدّثنا أبي ، موسى بن جعفر عليه السلام ۶۷ ، ثمّ عَنْعَن .
وهذا من أسانيد الصحيفة الرضوية المحتوية على سلسلة الذهب .
وفيه أيضا : . . . عليّ بن الحسين بن عليّ الرازي ، في درب مسلخگاه بالريّ ، في ذي القعدة سنة ثمان عشرة وخمسمئة ، إملاءً من لفظه ، قال : حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن نصر الحلواني ، في داره ، غُرّة ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وثمانين وأربعمئة بكرخ بغداد ، إملاءً من حفظه ، قال : حدّثني الشريف الأجلّ المرتضى علم الهدى ذو المجدين أبو القاسم عليّ بن الحسين الموسوي رضى الله عنه ، في داره ببغداد في بركة زلزل ، في شهر رمضان سنة تسع وعشرين وأربعمئة ، قال : حدّثني أبي ، الحسين بن موسى ، قال : حدّثني أبي ، موسى ، قال : حدّثني أبي ، محمّد بن موسى ، قال : حدّثني أبي ، موسى بن إبراهيم ، قال : حدّثني أبي ، إبراهيم بن موسى ، قال : حدّثني أبي ، موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي ، جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي ، محمّد بن عليّ بن الحسين ، قال : حدّثني أبي [ عليّ بن الحسين ، قال : حدّثني أبي ] الحسين بن عليّ ، قال : حدّثني جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : « زيّنوا مجالسكم بذِكر عليّ بن أبي طالب عليه السلام » ۶۸ .
كما يختصّ هذا الكتاب الجليل ، بمزيّة المحافظة على خصوصيّات الرواة بشكلٍ كاملٍ ، من الاسم الثلاثي الكامل مع الكنى والألقاب ، وخصوصيّات الرواية : مكانا وزمانا ، وما أشبه في طبقة مشايخه ، وكثير ممّن بعدهم .

1.رجال النجاشي : ص ۳۷۷ رقم ۱۰۲۶ .

2.رجال الطوسي : ص ۴۹۵ ۴۹۶ رقم ۲۷ .

3.الفهرست للطوسي : ص ۱۶۱ رقم ۶۰۳ .

4.رجال السيّد بحر العلوم : ج۳ ص ۳۲۵ .

5.راجع : الشيخ الكليني للسيّد العميدي : ص ۱۵۴ .

6.انظر : هامش الفهرست للطوسي : ص ۱۶۱ .

7.الرواشح السماوية : ص ۴ .

8.هذه الكلمة نقلها الدكتور عن ابن طاووس ؛ لاحظ : كشف المحجّة : ص ۱۵۹ .

9.جاءت كلمة الدكتور محفوظ هذه في مقدّمته القيّمة لكتاب الكافي الأُصول : ج۱ ص ۲۶ .

10.رجال النجاشي : ص ۳۸۹ رقم ۱۰۴۹ .

11.الرجال للطوسي : ص ۴۳۹ رقم ۶۲۷۵ .

12.الفهرست للطوسي : ص ۱۸۴ رقم ۷۰۹ .

13.مقابس الأنوار : ص ۷ .

14.رجال السيّد بحر العلوم : ج۳ ص ۲۹۲ .

15.المصدر السابق : ج۳ ص ۲۹۹ ـ ۳۰۰ .

16.رجال النجاشي : ص ۴۰۳ رقم ۱۰۶۸ .

17.رجال السيّد بحر العلوم : ج۳ ص ۲۲۸ .

18.المصدر السابق : ج۳ ص ۲۲۹ .

19.الكافي الأُصول : ج۱ ص ۱۰ ح ۱ .

20.المصدر السابق : ج۱ ص ۷۲ ح ۱ .

21.المصدر السابق : ج۱ ص ۱۶۸ ح ۱ .

22.المصدر السابق الفروع : ج۳ ص ۱ ح ۱ .

23.المصدر السابق : ص ۲۶۴ ح ۱ .

24.لاحظ : الشيخ الكليني البغدادي للسيّد العميدي : ص ۱۹۱ ـ ۱۹۲ .

25.الكافي الأُصول : ج۲ ص ۱۸ ح ۵ باب دعائم الإسلام من كتاب الإيمان والكفر .

26.المحاسن : ص ۲۸۶ ح ۴۳۰ ، باب الشرائع ، كتاب مصابيح الظلم .

27.الكافي الأُصول : ج۲ ص ۱۷ ح ۱ باب الشرائع ، كتاب الإيمان والكفر .

28.المحاسن : ص ۲۸۷ ح ۴۳۱ ، باب الشرائع ، كتاب مصابيح الظلم .

29.علل الشرائع : ص ۵۲۳ ح ۱ .

30.علل الشرائع : ص ۵۲۳ ح ۱ .

31.الكافي الفروع : ج۴ ص ۸ ح ۲ .

32.إكمال الدين : ص ۶۴۵ ح ۷ .

33.المشيخة : ص ۱۶ .

34.المصدر السابق : ص ۲۸ ـ ۲۹ .

35.المصدر السابق : ص ۱۱۳ .

36.المصدر السابق : ص ۱۲۵ .

37.المصدر السابق : ص ۱۳۴ .

38.المصدر السابق : ص ۸۶ .

39.المصدر السابق : ص ۱۲۴ .

40.كذا في ترتيب أسانيد كتاب الأمالي ، للسيّد البرّوجردي ؛ الموسوعة الرجاليّة : ج۵ ص ۴۶۶ ؛ ولاحظ الأمالي المطبوعة .

41.أمالي الصدوق : ص ۱۲ .

42.الخصال : ص ۲ ح ۱ .

43.الأمالي للصدوق : ص ۱۰۷ ح ۸۰ ، ح ۳ من المجلس ۱۲ .

44.أمالي الصدوق : ص ۱۳۶ ح ۱۳۴ ؛ وهو في عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج۲ ص ۵۹ ح ۲۲۵ .

45.الخصال للصدوق : ص ۲۹ ح ۱۰۳ .

46.ترتيب أسانيد الأمالي للبروجردي الموسوعة الرجالية : ج۵ ص ۳۵۹ ؛ وانظر : الأمالي : ص ۴۱۲ ح ۵۳۵ .

47.المصدر السابق : ج۵ ص ۳۵۶ .

48.المصدر السابق : ج۵ ص ۳۵۶ .

49.المصدر السابق : ج۵ ص ۳۶۵ .

50.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۲ ص ۳۰۴ .

51.الكافي : ج۴ ص ۳۶۹ .

52.معاني الأخبار : ص ۲۲۲ باب معنى المحصور والمصدود .

53.لاحظ : الموسوعة الرجالية للبروجردي : ج۲ ص ۲۸ في ترتيب أسانيد التهذيب ، ومثله في الاستبصار .

54.تهذيب الأحكام : ج۱۰ ص ۸۸ نهاية المشيخة .

55.الفهرست للطوسي : ص ۳۴ رقم ۳۲ .

56.المصدر السابق : ص ۳۵ رقم ۳۵ .

57.المصدر السابق : ص ۱۴۱ ۱۴۲ رقم ۶۱ .

58.المصدر السابق : ص ۴۸ رقم ۷۴ .

59.المصدر السابق : ص ۵۶ رقم ۹۴ .

60.المصدر السابق : ص ۱۳۷ رقم ۴۹۳

61.أمالي الطوسي : ص ۱۸ ۱۹ ح ۲۰ ؛ ولاحظ : أمالي المفيد : ص ۲۴۵ ح ۵ .

62.أمالي الطوسي : ص ۶۱۰ ح ۱۲۶۲ .

63.بشارة المصطفى : ص ۲ .

64.المصدر السابق : ص ۸ .

65.في المطبوعة : « أبو عُمير » ، وفي نسخة : « أبو عمر » ، وسيأتي في الحديث ۳۲ أنّه « عمر » .

66.في المطبوعة : « حدّثني » .

67.بشارة المصطفى : ص ۱۵ .

68.المصدر السابق : ص ۶۰ ـ ۶۱ .

  • نام منبع :
    العنعنة
    المؤلف :
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 93519
الصفحه من 173
طباعه  ارسل الي