19
حياة الشيخ محمد بن يعقوب الكليني

حياة الشيخ محمد بن يعقوب الكليني
18

المبحث الأوّل : الحياة السياسية والفكرية في الريّ

المطلب الأوّل : الحياة السياسية في الريّ

تُعدّ مدينة الريّ من أوّل المدن التي بُنيت في زمان الأكاسرة بعد مدينة جيومَرْت التي سكنها بدنباوند، وقيل: إنّ أوّل من بناها مهلاليل بن قينان المعروف بأوشهنج ۱ ، وقيل: كيخسرو بن سياوش ۲ ، وقيل: بناها راز بن خراسان؛ لأنّ النسبة إليها (رازي) ۳ .
وكانت الريّ تدعى في الجاهليّة : (أرازي) ۴ ، ولمّا طال عليها الأمد جدّد بناءها الملك فيروز، وسمّاها (رام فيروز) ۵ ، ولكنّها تعرّضت ـ بعد الفتح الإسلامي ـ للهدم والبناء والتجديد كما سنشير إليه في محلّه.
ومن مشاهير ملوك الفرس الذين ولدوا بها: منوشهر، وأشل بن دارا الذي ولد ونشأ بالريّ. كما سكنها من عظماء الفرس إسفنديار الفهلوي، وهو أحد النفر السبعة الذين رتّبهم الملك بشتاسب المراتب الشريفة، وسمّاهم: عظماء ۶ .
وأشهر من قُتل فيها من الملوك، قباذ بن فيروز، قتله ابن أخي تبع ذو الجناح ۷ .
ومن المعارك الحاسمة في تاريخها قبل الفتح الإسلامي المعركة التي دارت بين ولدي يزدجرد بالريّ: فيروز وهرمز، وقد انتهت لصالح فيروز ۸ .
وقد تعرّضت الريّ لأوّل غزو من العرب قبل الإسلام على يد عمرو بن معديكرب، ثمّ انصرف منها ومات في كرمنشاه ۹ .
وقد شاء اللّه تعالى أن ينال أحد رجالات الريّ شرف الصحبة قبل فتحها، وهو شُقْران مولى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وقد كان شُقْران دهقانا من دهاقنة الريّ، فيما اختاره الطبري ۱۰ ، وخالفه غيره ۱۱ .
هذا عن الريّ قبل فتحها إسلاميا، وأمّا بعد فتحها فقد اختلف المؤرّخون في تاريخ دخول الإسلام بلاد الريّ، تبعا لاختلافهم في تاريخ فتحها.
ففي رواية البلاذري، عن أبي مخنف: «إنّ عمر بن الخطّاب كتب إلى عمّار بن ياسر ـ وهو عامله على الكوفة، بعد شهرين من وقعة نهاوند ـ يأمره أن يبعث عروة بن زيد الخيل الطائي إلى الريّ ودستبى في ثمانية آلاف، فسار عروة إلى ما هناك، فجمعت له الديلم، وأمدّهم أهل الريّ، فقاتلوه، فأظهره اللّه عليهم، فقتلهم واجتاحهم، ثمّ خلّف حنظلة بن زيد أخاه، وقدم على عمّار» ۱۲ .
وقد حدّد الحموي تاريخ هذا الفتح بعد أن أورد رواية البلاذري نفسها، قائلاً: «وذلك في سنة عشرين، وقيل في سنة تسع عشرة» ۱۳ .
وفتح نهاوند كان في سنة إحدى وعشرين من الهجرة ۱۴ ، وعلى هذا يكون فتح الريّ بهذه السنة أيضا، وممّا يؤيّده، قول ربيعة بن عثمان: «كان فتح الريّ قبل موت عمر بسنتين» ۱۵ ، والمعروف أنّ قتل عمر كان في سنة ثلاث وعشرين.
وفي رواية للطبري جاء فيها أن عمر بن الخطّاب أوعز في السنة الثانية والعشرين من الهجرة إلى نعيم بن مقرن أن يلقى قائد جيوش الريّ أبا الفرخان، فلقيه نعيم، وقاتله، وانتصر عليه، ثم أمره عمر بعد ذلك أن يقدم الريّ ليلقى جمعهم، ثم الإقامة بها؛ لأنّها أوسط تلك البلاد وأجمعها؛ ففعل ذلك نعيم، وقاتل ملك الريّ سِياوخش بن مهران وانتصر عليه، وأخرب مدينة الريّ وهي التي يُقال لها: العتيقة، وأمر ببناء مدينة الريّ الحُدثى، ثمّ كتب وثيقة الأمان لأهل الريّ في تلك السنة ۱۶ .
وهذا هو ما اختاره السيوطي كما يظهر من حصره تاريخ فتح الريّ بالسنة المذكورة ۱۷ .
وعن الواقدي قوله: «كان فتح همذان والريّ في سنة ثلاث وعشرين» ۱۸ .
ونسب الطبري إلى الواقدي وأبي معشر، أنّهما قالا: «كان فتح الريّ في سنة إثنتين وعشرين» ۱۹ ، وحكاه الطبري في مورد آخر عن بعضهم ولم يختره، فقال: «ويقال: قُتل عمر وجيوشه على الريّ» ۲۰ .
وقد مرّ أنّ قتل عمر كان في سنة ثلاث وعشرين؛ ولكن في رواية سيف بن عمر ما يجعل فتح همذان قبل هذا التاريخ بنحو خمس سنين؛ إذ قال: «إنّ فتح الريّ كان في سنة ثمان عشرة بعد فتح همذان» ۲۱ .
ولعلّه جعل من تاريخ بداية تحرّك الجيش الإسلامي لفتح الريّ الذي كان في سنة تسع عشرة، وقيل: في سنة ثمان عشرة ۲۲ ، تاريخا لفتحها !
والمتحصّل من ذلك: إنّ تاريخ فتح الريّ مردّد ما بين الفترة من سنة ثمان عشرة وحتى سنة ثلاث وعشرين. وإنّ من باشر الفتح هو عروة بن زيد الخيل الطائي على الأرجح ۲۳ ، وهذا لا يعارض نسبته تارة إلى نعيم بن مقرن كما مرّ، واُخرى إلى قرضة بن كعب الأنصاري ۲۴ ؛ إذ قد يكون ذلك بعد نقضها؛ لأنّ أمر الريّ لم يستقر في زمان عمر بعد فتحها. فهو بعد عزله عمّار بن ياسر عن ولاية الكوفة، وتولية المغيرة بن شعبة عليها مكانه!! ولّى المغيرة ـ بدوره ـ كثير بن شهاب الحارثي على الريّ ودستبى . ولمّا وصل كثير هذا إلى الريّ وجد أهلها قد نقضوا، فقاتلهم حتى رجعوا إلى الطاعة، وأذعنوا بالخراج والجزية ۲۵ .
وقد شهد قاضي الريّ يحيى بن الضرّيس بن يسار البجلي أبو زكريّا الرازي (ت / 203 ه ) على انتقاض الريّ في زماني عمر وعثمان مرات عديدة، قال: «لم تزل الريّ بعد أن فتحت أيّام حذيفة ـ يعني: في زمان عمر ـ تنتقض وتفتح حتى كان آخر من فتحها قرضة بن كعب الأنصاري في ولاية أبي موسى الكوفة لعثمان.. وكان أبو موسى غزا الريّ بنفسه، وقد نقض أهلها ففتحها على أمرها الأوّل» ۲۶ .
ولا شكّ أنّ انتقاض الريّ وتمرّد أهلها خمس مرات متعاقبة في أقلّ من عشر سنين! يشير بوضوح إلى سوء تصرّف الفاتحين، كتخريبهم المدينة وهدمها، وإلّا فالإسلام الذي أبدل عنجهيّة قريش وغيّر من معالم جاهليّتها البغيضة قادر على اجتياح نفوس أهل الريّ بفتح سليم واحد.
ولعلّ ما قام به أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام يشير إلى هذه الحقيقة، إذ أوقف زحف الجيوش الإسلامية ريثما يستتبّ إصلاح الاُمّة من الداخل، ومن هنا قام بعزل ولاة عثمان وعيّن ولاةً جُددا آخرين مكانهم، فقد كان على الريّ زمان عثمان سعيد بن قيس ۲۷ وقُتل عثمان وهو عليها ۲۸ فعُزِل عنها، وأخذ مكانه يزيد بن حجبة بن عامر، ولمّا اتّضح له عليه السلام انحراف هذا الوالي فيما بعد عقد للربيع بن خيثم لواءا وسيّره إلى ثغر قزوين والريّ ۲۹ ، ثمّ عيّن يزيد بن قيس الأرحبي واليا على إصبهان والريّ ۳۰ وهمدان ۳۱ .
ولم يُؤْثَر عن أهل الريّ طيلة مدّة خلافة أمير المؤمنين الفعلية وخلافة الحسن السبط عليهماالسلامأيّ انفصال أو انتقاض أو تمرّد يذكر، بخلاف ما كان عليه حالهم في زماني عمر وعثمان، حيث توال فتح مدينتهم خمس مرات متعاقبة كما مرّ.
وعندما ظهرت دولة الطلقاء من بني اُمية امتدّ نفوذها إلى الريّ، وَوَلِيَها لمعاوية كثير ابن شهاب الحارثي ۳۲ الذي سبق له وإن وليها من قبل المغيرة بن شعبة في زمان عمر كما مرّ في فتحها .
وكما أُعطيت مصر لابن العاص طعمة لنصرته الوثنية على حليف القرآن وقرينه، فقد أُعطيت الريّ لابن سعد ثمنا على خروجه عن الإسلام من لدن الحاكمين باسمه!
وقد ورد عن إمامنا الباقر عليه السلام ما يؤكّد هذه الحقيقة ۳۳ .
وفي هذا يقول عمر بن سعد بن أبي وقّاص لعنه اللّه :
أأترك ملك الريّ والريّ رغبةأم أرجع مأثوما بقتل حسينِ
وفي قتله النار التي ليس دونهاحجاب، وملك الريّ قرّة عينِ
ولهذه النكتة، حكي عن الإمام أبي عبداللّه الصادق عليه السلام أنّه قال: «إنّ الريّ من المدن الملعونة المشؤومة» ۳۴ .
ولعلّ من سخرية القدر أن تكون الريّ سببا للخروج إلى قتال سيّد الشهداء عليه السلام ، وأن تكون أيضا سببا لنجاة الحجّاج بن يوسف الثقفي من القتل! ۳۵ .
ويبدو أنّ أهل الريّ لم تستطب نفوسهم إلى حكم الأمويين لسوء سيرتهم وظلمهم، ولهذا كانوا أكثر استجابة للتيّارات السياسيّة المناهضة للأمويين بغضّ النظر عن اتّجاهاتها وميولها، كما يلحظ ذلك في سرعة استجابتهم للمختار الثقفي رضى الله عنه، الذي انتقم من شيعة آل أبي سفيان على ما ارتكبوه من جرائم يندى لها جبين البشرية خجلاً، حيث تتبّع قَتَلة سيّد الشهداء عليه السلام منهم وأذاقهم ألوانا من العذاب، وقد كانت تجبى الأموال إلى المختار ـ لتقوية ثورته على الطغاة المردة ـ من الريّ، خصوصا بعد أن عيّنَ عليها ابن أبي نجبة الفزاري واليا ۳۶ .
وبعد شهادة المختار رضى الله عنه (سنة / 67 ه ) خضعت الريّ إلى سلطة ابن الزبير (سنة / 68 ه ) ۳۷ ، وحينما أُخمدت حركته عادت الريّ من جديد إلى سيطرة الأمويين الذين أدركوا سأم أهل الريّ منهم فحاولوا اجتذابهم، وساعدهم على ذلك طول مدّة حكم الأمويين، حتى استمالوهم شيئا فشيئا إلى أن صاروا كلّهم أموية سفيانية كما سنرى.
لقد تعاقب على الريّ ولاة الأمويين، فقد وليها المساور بن هند (ت / 75 ه )، وهو أوّل والٍ في تاريخ الريّ يهرب منها ـ من غير عزل ـ إلى إصفهان، وله في ذلك قصّة طريفة ۳۸ .
وفي (سنة / 71 ه ) عيّن عبدالملك بن مروان يزيد بن رؤيم واليا عليها.
ثمّ جاء بعده عبدالرحمن بن محمّد بن الأشعث بأمر بشر بن مروان أخي عبدالملك ۳۹ ثمّ وليها بعد ذلك عَدِي بن عتاب الأيادي (سنة / 77 ه ) ۴۰ .
وفي (سنة / 83 ه ) تقلّد ولاية الريّ قتيبة بن مسلم من قبل الحجاج بن يوسف الثقفي ۴۱ .
ومن الحوادث السياسية المهمّة التي شهدتها الريّ في أوائل حكم الأمويين قوّة الخوارج المتنامية، حيث اتّخذها من ارتثّ من الخوارج يوم النهروان موطنا كحيّان بن ظبيان السلمي وجماعته، الذي شكّلوا فيما بعد حزبا سياسيّا قويّا تبادل النصر والهزيمة في معارك طاحنة مع الأمويين.
ففي (سنة / 77 ه ) خرج بعض أهل الريّ من الخوارج على الحجّاج بن يوسف الثقفي، وخلعوا عبدالملك بن مروان، وخاض الخوارج ـ بقيادة مطرف بن المغيرة، وقطري ابن الفجاءة، وسويد بن سرحان الثقفي، وبكير بن هارون البجلي ـ معارك ضارية مع جيوش الشام بقيادة سفيان بن الأبرد ووالي الريّ عدّي بن عتاب الأيادي ۴۲ .
وفي (سنة / 83 ه ) قاد يعمر بن أبي الصلت الخارجي جيوش ابن الأشعث المنهزمة في وقعة دير الجماجم، وقاتل بهم قتيبة بن مسلم والي الريّ، وقد انتهت المعركة بهزيمة يعمر وأصحابه ۴۳ .
كما تعرّضت الريّ في أواخر العهد الأموي إلى ثورات الطالبيين، فظهر عليها (سنة / 127 ه ) عبداللّه بن معاوية بن عبداللّه بن جعفر بن أبي طالب وسيطر عليها ۴۴ ، ولعلّ الذي أطمعه في الريّ علمه بما أحصاه ديوان زيد الشهيد من أسماء جنده؛ إذ كان فيهم جماعة من خراسان والريّ وجرجان ۴۵
خصوصا وإنّ ولاة بني اُمية على الريّ قد تعسّفوا في ظلم أهل الريّ أنفسهم وأثقلوهم بالخراج.
ويدلّ عليه ما قاله ابن حمدون في التذكرة الحمدونية ، قال: «قال الحجّاج لبعض الدهاقين من الريّ : ما بال بلدكم قد خرب؟ فقال: لأنّ عمّالكم استعملوا فيه قول شاعركم:

لَا تَكْسَعِ الشُولَ بأَغبارِهَاإنَّكَ لَا تَدْرِي مَن الناتِجُ
وَاصْبُبْ لِأَضْيَافِكَ ألْبَانَهافإنَّ شَرّ اللَّبَنِ الوَالِجُ»۴۶
الأمر الذي ساعد الثورات العلوية أن تمتدّ إلى الريّ في أواخر العهد الأموي على الرغم من ميل جلّ أهلها إلى بني اُمية، لأنّهم كانوا سفيانية ۴۷ .
وقد كان آخر ولاة الأمويين على الريّ حبيب بن بديل النهشلي الذي خرج من الريّ ومن معه من أهل الشام خشية من جيوش العبّاسيين بقيادة الحسن بن قحطبة بن شبيب، فأخلاها له ولحق بالشام، ودخلها ابن قحطبة وأعلم أبا مسلم الخراساني بنزوله الريّ (سنة / 131 ه ) ۴۸ .
وهكذا انتهت فترة حكم الأمويين على بلاد الريّ قبل قيام الدولة العبّاسية بسنة واحدة، ولم يكن حال الريّ سياسيا في ظلّ الدولة العبّاسية التي نشأت (سنة / 132 ه ) بأحسن ممّا كانت عليه في دولة الأمويين؛ إذ سرعان ما انفصلت الريّ عن دولتهم بعيد نشأتها، وذلك بعد قيام المنصور العبّاسي بقتل داعية العبّاسيين أبي مسلم الخراساني (سنة / 137 ه )، فقام سنباذ الفارسي طالبا بثأره، فتحرّك نحو الريّ حتى تغلَّب عليها، وأعلن استقلالها، لكنّه لم يدم طويلاً، إذ تحرّكت لقتاله جيوش العبّاسيين بقيادة جمهور بن مرار العجلي الذي تمكّن من قتل سنباذ كما قتل من جنوده في الريّ زهاء ستّين ألف مقاتل! وهكذا أُعيدت الريّ إلى نفوذ العبّاسيين ۴۹ .
ثمّ نالت الريّ بعد ذلك اهتمام بني العبّاس ورعايتهم، نظرا لموقعها الجغرافي المميّز، ففي (سنة / 141 ه ) وجّه المنصور العبّاسي ولده محمّدا الملقّب بالمهدي العبّاسي إلى مقاتلة عبدالجبّار بن عبدالرحمن الأزدي في خراسان، وأمره نزول الري، ففعل، ومكث بها مدّة سنتين، وأمر ببناء مدينة الريّ، وجعل حولها خندقا، وبنى فيها مسجدا جامعا على يد عمّار بن الخصيب، واكتملت عمارتها (سنة / 158 ه )، وأطلق عليها اسم المحمدية، وبها ولد له ابنه هارون الرشيد، وأرضعته نساء الوجوه من أهل الريّ ، ۵۰ وكان والي الريّ زمن المنصور مسلم بن قتيبة، وفي زمن المهدي العبّاسي خلف بن عبداللّه ۵۱ .
وقد نزلها بعد إكتمال عمارتها أهل بيت من العرب يُقال لهم بنو الحريث ۵۲ وفي (سنة / 189 ه ) سار هارون الرشيد إلى الريّ ومعه ابناه: عبداللّه الملقّب بالمأمون، والقاسم، فأقام بها أربعة أشهر ۵۳ ، وكان قد أعطى ـ بعد تَوَلِّيه السلطة ـ ولاية العهد لابنه محمّد الملقّب بالأمين، ثمّ بعده لعبداللّه المأمون وولّاه الريّ وخراسان وما اتّصل بذلك ۵۴
.
ومن الحوادث المهمّة التي شهدتها الريّ في العصر العبّاسي الأوّل، انتصار طاهر بن الحسين قائد المأمون على جند أخيه الأمين بقيادة علي بن عيسى بن ماهان قرب الريّ (سنة / 195 ه ) ۵۵ .
وقد كافأ المأمون أهل الريّ لوقوفهم معه ضدّ أخيه الأمين ، فأسقط من قطيعة الريّ ـ حين اجتاز بها عند منصرفه من خراسان إلى بغداد ـ مليوني درهما، فصارت قطيعتها عشرة ملايين وكانت قبل ذلك إثني عشر مليون درهماً ۵۶ .
ولتعسّف السلطة العبّاسية، تفجّرت الثورات العلوية في أماكن شتّى، وقد استجاب أهل الريّ لتلك الثورات، وأسهموا بشكل كبير فيها.
ففي زمان المعتصم (218 ـ 227 ه ) استجاب أكثر أهل الريّ لثورة محمّد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، الذي ظهر في زمان المعتصم بالطالقان، ولكن سرعان ما أخمدت الدولة الطاهرية الموالية للعبّاسيين ثورته، وأرسلته أسيرا إلى بغداد على خوف شديد من أهل الريّ ۵۷ .
وفي زمان المتوكّل (232 ـ 247 ه ) الذي عاث في الأرض فسادا حتى صار يزيد بني العبّاس ، ساعد أهل الريّ محمّد بن جعفر بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في خروجه على الطاغية المتوكّل لعنه اللّه ، والدعوة إلى الحسن بن زيد العلوي.
وقد خرج مع محمّد بن جعفر بالريّ عبداللّه بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد بن علي ابن عبداللّه بن جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه ۵۸ .
وفي زمان المستعين (248 ـ 252 ه ) أنشأ الحسن بن زيد العلوي الدولة العلوية في طبرستان، وسرعان ما امتدّ نفوذها إلى الريّ .
ففي (سنة / 250 ه ) أرسل الحسن بن زيد جيشا بقيادة أحد الطالبيين واسمه الحسن بن زيد أيضا؛ لدخول الريّ ، فتمكّن منها، وطرد عاملها من الطاهرية، واستخلف عليها محمّد بن جعفر الطالبي، وغادرها ۵۹ ، وهكذا خضعت الريّ لنفوذ الدولة العلوية في طبرستان، ولكنّها لم تكن تحت نفوذهم طيلة مدّة حكمهم الذي زال بانقراض دولتهم (سنة / 316 ه )، بل نازعهم عليها منذ (سنة / 250 ه ) الطاهريون؛ ثمّ قوّاد الخليفة العبّاسي من الترك بمساعدة السامانيين مرّات عديدة، وتبادلوا معهم النصر والهزيمة في معارك شتّى.
وفي أواخر (سنة / 250 ه ) ظهر يوم عرفة بالريّ أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين الصغير بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، وخرج معه إدريس بن موسى الحسني، وصلّى أحمد بأهل الريّ صلاة العيد، فجهّز الطاهريون جيشا بقيادة محمّد بن علي بن طاهر لمحاربته، والتحم الجيشان في الريّ وانتهت المعركة بانهزام الطاهري وهروبه إلى قزوين ۶۰ .
وفي (سنة / 251 ه ) جهّز الطاهريون جيشا بقيادة محمّد بن مكيال أخي الشاه بن مكيال لمقاتلة محمّد بن جعفر الطالبي على الريّ، وقد أسفرت المعركة عن أسر الطالبي وانهزام جيشه وعودة الريّ إلى سيطرة الطاهريين، الأمر الذي اضطرّ معه الحسن بن زيد إلى الإسراع بإرسال قائده واجن إلى الري، حيث التقى بابن مكيال، وتمكّن من قتله، وهزّم جيشه، ودخل الريّ منتصرا وأعادها إلى الدولة العلوية ۶۱ .
ثمّ حاول الطاهريون دخول الريّ بعد هزيمتهم ولكن باءت محاولتهم بالفشل؛ إذ هجم الديلم مع أحمد بن عيسى العلوي على الريّ فقتلوا الطاهريين (سنة / 252 ه ) وأحكموا القبضة عليها ۶۲ .
ولم يدم الأمر هكذا ، إذ تمكّن قوّاد المعتزّ (252 ـ 255 ه ) من الترك في أواخر عهده من السيطرة على الريّ في (سنة / 255 ه )، وفي هذه السنة أنهك موسى بن بغا التركي أهل الريّ بالخراج حتى ساءت أحوالها، فجهّز الحسن بن زيد جيشا إلى الريّ وأعادها إلى نفوذ الدولة العلوية في شهر رمضان من (سنة / 256 ه )، ثمّ خرجت من سيطرته بعد أن جهّز المعتمد العبّاسي (256 ـ 279 ه ) جيشا لمقاتلة الحسن بن زيد، بقيادة موسى بن بغا ، فسار إلى الريّ وشيّعه المعتمد ۶۳ .
وهكذا خضعت الريّ إلى سلطة الأتراك وتعاقب ولاتهم عليها.
ففي (سنة / 259 ه ) وَلِي موسى بن بغا الصلابي على الريّ وكان من قبله تكين التركي عليها، ثمّ جاء عليها من بعده في (سنة / 262 ه ) كيغلغ التركي، ثمّ وليها بعد ذلك طَلَمَجُور، وأخرجه منها استاكين في (سنة / 266 ه ) هاربا إلى قزوين، ثمّ عاد إليها فقاتله الرازيّون، فغلبهم ودخلها.
ونتيجة لصراع الولاة على الريّ فقد تعرّضت (سنة / 267 ه ) إلى خطر أحمد بن عبداللّه الخجستاني الذي جاءها من خراسان، فتحصّن منه أهل الريّ واستعدّوا لمقاتلته، فانصرف عنهم ۶۴ .
ومن الأحداث السياسية المهمّة التي شهدتها الريّ في أوائل حكم المعتضد (279 ـ 289 ه ) ما جرى فيها بين رافع بن هرثمة الذي كان على الريّ وبين العبّاسيين (سنة / 279 ه ) حيث جهّزوا له جيشا بقيادة أحمد بن عبدالعزيز بن أبي دلف الذي التقى بابن هرثمة في ذي القعدة من تلك السنة، وأسفرت المعركة بانهزام رافع بن هرثمة من الريّ ۶۵ .
لقد ساءت الأحوال السياسية في الريّ كثيرا في عهد المعتضد العبّاسي، فضلاً عن تدهور الحالة الإقتصادية في تلك البلاد، وممّا زاد الطين بلّة أنّ مياه الريّ قد غارت في سنتي (280 و 281 ه ) حتى بلغ الماء ثلاثة أرطال بدرهم وغلت الأسعار غلاءً فاحشا ۶۶ ، وزيادةً على هذا فقد عانى أهل الريّ من ولاة بني العبّاس الأمرّين، حتى بلغ بهم الحال أن كاتبوا محمّد بن هارون في زمان المكتفي (289 ـ 295 ه ) بعد قتله محمّد بن زيد العلوي في طبرستان ـ الذي وليها لإسماعيل بن أحمد الساماني، ثمّ خلع طاعة إسماعيل وتفرّد بالسلطة ـ لأن يأتي إلى الريّ ليدخلوه إليها؛ نظرا لما كان يفعله بهم ولاة المكتفي العبّاسي من الأتراك، فقصدهم على رأس جيش كثيف، وقتل والي الريّ أوكرتمش التركي وقتل ابنين له وأحد قادة السلطان يقال له أيروين وهو أخو كيغلغ التركي، واستولى على الريّ في شهر رجب من (سنة / 289 ه ) ۶۷ .
وفي تلك السنة كانت وقعة عظيمة في الريّ بين إسماعيل بن أحمد الساماني ومحمّد ابن هارون، انتهت بهزيمة ابن هارون ودخول الساماني إلى الريّ وبسط نفوذه عليها، وأقرّه المكتفي العبّاسي عليها، وبعث إليه بخلع وعقد له ولايتها ۶۸ .
ويبدو أنّ المكتفي العبّاسي أراد إيقاع الفتنة بين السامانيين وأحمد بن هارون، حيث أرسل إلى الأخير عهده بولاية الري، فأبى دخولها، ولكنّه استعمل على الريّ ـ من جهته ـ ابن أخيه أبا صالح منصور بن إسحاق بن أحمد بن أسد الذي استمرّت ولايته منذ (سنة / 290 ه ) إلى (سنة / 296 ه ) ۶۹ .
ولكنّها عادت إلى سلطة السامانيين وتعاقبوا على ولايتها في بدايات سلطة المقتدر العبّاسي (295 ـ 320 ه ).
فكان واليها في زمان المقتدر علي بن صعلوك، وبعد وفاته (سنة / 302 ه )، عيّن السامانيون ابنه أحمد بن علي بن صعلوك على إدارتها، واعترف المقتدر بولايته وأقرّه عليها وأجزل له العطاء ۷۰ .
وهكذا استمرّ حكم الريّ بيد السامانيين، ولم ينقطع حكمهم عليها إلّا في فترات قليلة تعرّضت فيها الريّ إلى خداع بني العبّاس ومكائدهم التي أدّت بالنتيجة إلى إطماع الساجيين بالريّ.
ففي (سنة / 310 ه ) أطلق المقتدر يوسف بن أبي الساج من الحبس ثمّ عقد له الولاية على الريّ وغيرها من بلاد المشرق، فوصل إلى الريّ (سنة / 311 ه ) فقاتله والي الريّ أحمد بن علي الساماني لكنّه قتل في المعركة وانهزم أصحابه، وبعث ابن أبي الساج برأسه إلى بغداد، وبقي هو في الريّ إلى (سنة / 313 ه ). ثمّ غادرها إلى همدان مستخلفا عليها غلامه مفلحا، إلّا أنّ الرازيين أخرجوه من مدينتهم، فلحق بابن أبي الساج، وعلى أثر ذلك أسرع ابن أبي الساج إلى العودة لينكل بأهل الريّ ويستولي على مدينتهم في جمادى الآخرة من (سنة / 313 ه ) ۷۱ .
ولكون دولة المقتدر ذات تخليط كثير إذ أصبح أمرها بيد النساء كما سنرى في الحياة السياسية ببغداد فقد مال إلى السامانيين من جديد؛ إذ استدعى في (سنة / 314 ه ) يوسف بن أبي الساج إلى واسط، وكتب إلى نصر بن أحمد الساماني بولاية الريّ ، يحثّه على قصدها وأخذها من فاتك غلام يوسف بن أبي الساج!
فسار إليها أحمد الساماني في تلك السنة حتى قاربها، فخرج فاتك منها واستولى نصر عليها وأقام بها شهرين ثمّ ولي عليها سيمجور الدواني وغادرها إلى بخارى، ثمّ استعمل عليها محمّد بن علي المعروف بصعلوك فدخلها صعلوك وأقام بها إلى أوائل شعبان (سنة / 316 ه )، ثمّ مرض فكاتب الحسن الداعي وماكان بن كالي في القدوم عليه ليسلّمهما الريّ ، فقدما عليه، ومكّنهما من الريّ وسار عنها فلمّا بلغ الدامغان مـات ۷۲ .
ودخل الريّ في تلك السنة رئيس الديلم وسلطانهم مرداويج، فقتل الداعي العلوي الحسين بن القاسم صاحب الريّ ۷۳ ، وأباح جماعته القتل في أهل الريّ ، فَقُتِل خلق وذبحت الأطفال! ۷۴ .
ولم يلبث حال الريّ هكذا عرضة للأطراف المتنازعة عليها إلى أن تمكّن أبو علي ابن محمّد بن المظفّر بن المحتاج صاحب جيوش خراسان للسامانيين من دخول الريّ (سنة / 329 ه ) وكان قد كاتبه ركن الدولة البويهي وأخوه عماد الدولة على قصد وشمكير الذي سيطر على الريّ ، ووعداه المساعدة على أمل أخذها منه؛ إذ لا يمكنه المقام بها لسعة ولايته بخراسان، وقد تمّ لأبي علي ذلك حيث انتزع الريّ من وشمكير ـ أخي مرداويج ـ وقتل قائده ماكان بن كالي ۷۵ ، ولكن سرعان ما عادت الريّ إلى وشمكير في (سنة / 330 ه )، فناجزه البويهيون في تلك السنة واقتتلوا معه في الريّ ، فانهزم إلى طبرستان ومنها إلى خراسان ۷۶ ، ولم يستتب أمر الريّ بيد البويهيين إذ نازعهم عليها الخراسانيون من السامانيين، إلى أن تمكّن البويهيون بقيادة ركن الدولة البويهي من الريّ فانتزعوها من أيدي السامانيين في بدايات العصر العبّاسي الثالث، وتحديدا في (سنة / 335 ه ) ۷۷
، أي بعد ستّ سنين على وفاة ثقة الإسلام الكليني ببغداد.
وبهذا نكون قد توفّرنا على الإطار السياسي الواضح الذي كان يلفّ الريّ منذ فتحها الإسلامي وإلى نهاية عصر الكليني الذي احتضن ثقة الإسلام زمانا ومكانا.
وقد حاولنا ضغطه ما أمكن؛ ليتّضح للباحث من خلاله التاريخ السياسي للريّ الذي استلهمت منه الحركات الانفصالية عن جسم الدولة العبّاسية، أو المرتبطة بها شكليا في عصر الكليني مادّتها في الصراع على حكم الريّ ، بحيث فتح ثقة الإسلام طاب ثراه عينيه على تطوّرات سياسية متلاحقة على بلده، شكّلت في عصره بالريّ ـ الممتدّ من أوائل النصف الثاني للقرن الثالث وإلى أواخر العقد الأوّل من القرن الرابع الهجريين ـ كيانات سياسية قوية متعاقبة خاضت فيما بينها حروبا طاحنة، وتبادلت النصر والهزيمة مرّات عديدة، بدءا من الدولة الطاهرية، ثمّ العلوية، ثمّ السامانية، ثمّ الساجية، وأخيرا الديالمة.

1.. تاريخ الطبري : ج ۱ ص ۱۶۹، وسمّاه القزويني في آثار البلاد وأخبار العباد : ص ۳۷۵ بـ (هوشنج).

2.. معجم البلدان : ج ۳ ص ۱۱۶ (الريّ ).

3.. آثار البلاد: ص ۱۷۵.

4.. فتوح البلدان : ص ۳۷۵ .

5.. تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۸۳ ، والأخبار الطوال : ص ۳۸ و ص ۵۹ ، ومعجم البلدان : ج ۳ ص ۱۱۶ (الري).

6.. المصدر السابق : ج ۱ ص ۳۷۸ و ۵۶۵ و ۵۸۰ .

7.. تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۹۶ .

8.. المصدر السابق : ج ۲ ص ۸۲ .

9.. فتوح البلدان : ص ۳۱۲ ، تاريخ الطبري : ج ۳ ص ۳۱۲ .

10.. تاريخ الطبري : ج ۳ ص ۱۷۰ .

11.. راجع : تهذيب الكمال : ج ۱۲ ص ۵۴۴ الرقم ۲۷۶۵، والإصابة : ج ۳ ص ۲۸۴ الرقم ۳۹۳۵، في ترجمة شُقْران مولى رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

12.. فتوح البلدان : ص ۳۰۹، كتاب الفتوح : ج ۲ ص ۳۱۰ ـ ۳۱۲ .

13.. معجم البلدان : ج ۳ ص ۱۱۸ (الريّ) .

14.. الأخبار الطوال : ص ۱۳۳ (وقعة نهاوند) .

15.. تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۱۴۶ ، البداية والنهاية : ج ۷ ص ۱۲۱ ـ ۱۲۲ في حوادث (سنة / ۲۲ ه ) .

16.. المصدر السابق : ج ۴ ص ۱۴۸، البداية والنهاية : ج ۷ ص ۱۲۱ ـ ۱۲۲، وقد نسب السهمي في تاريخ جرجان : ص ۴۴ فتح الريّ إلى سويد بن مقرن .

17.. تاريخ الخلفاء : ص ۱۰۵ ، في حديثه عن عمر .

18.. البداية والنهاية : ج ۷ ص ۱۲۰ في حوادث (سنة / ۲۲ ه ) .

19.. تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۱۴۶ .

20.. تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۱۴۶.

21.. المصدر السابق : ج ۴ ص ۱۴۶ ، البداية والنهاية : ج ۷ ص ۱۲۰ .

22.. المصدر السابق : ج ۴ ص ۱۳۷ .

23.. وقال ابن منظور : إنّ مَن فتح الريّ هو مَكنَف بن زيد الخيل (لسان العرب : ج ۹ ص ۳۱۰ «كَنَف» ، ومثله في تاج العروس : ج ۶ ص ۲۳۹ «كنف» ) .

24.. فتوح البلدان : ص ۹۰، تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۱۴۶.

25.. فتوح البلدان : ص ۳۱۰.

26.. فتوح البلدان : ص ۳۱۰، البداية والنهاية : ج ۷ ص ۱۵۰، في حوادث (سنة / ۲۴ ه ).

27.. الفتنة ووقعة الجمل : ص ۴۴.

28.. المصدر السابق : ص ۸۶ .

29.. راجع : وقعة صفّين : ص ۱۱۴، والأخبار الطوال : ص ۱۶۵، وتاريخ الطبري : ج ۴ ص ۴۲۲، وفتوح البلدان : ص ۳۱۱ .

30.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۶۵.

31.. رجال الشيخ الطوسي : ص ۸۶ الرقم ۸۶۳ (۶).

32.. فتوح البلدان : ص ۳۱۰، الإصابة : ج ۵ ص ۴۲۷ الرقم ۷۴۹۳ في ترجمة كثير.

33.. صرّح الإمام الباقر عليه السلام بإغراء عبيداللّه بن زياد لعمر بن سعد بن أبي وقّاص (لعنهما اللّه ) بالريّ؛ لأجل الخروج إلى قتال الإمام الحسين عليه السلام ، نقل هذا : الطبري في تاريخه : ج ۵ ص ۳۸۹ في حوادث (سنة / ۶۰ ه )، وأبو مخنف في مقتل الإمام الحسين عليه السلام : ص ۹۴، والدينوري في الأخبار الطوال : ص ۲۵۳، وابن الأثير الجزري في الكامل في التاريخ : ج ۴ ص ۲۵، وأبو الفرج الإصبهاني في مقاتل الطالبيين : ص ۱۱۲، وابن كثير في البداية والنهاية : ج ۷ ص ۱۹۷، في حوادث (سنة / ۶۱ ه ).

34.. معجم البلدان : ج ۳ ص ۱۱۸ (الريّ).

35.. جاء في التذكرة الحمدونية : ج ۳ ص ۱۱۹ الرقم ۳۲۱ إنّ عبيداللّه بن زياد بن ظبيان هَمّ بقتل الحجّاج بن يوسف الثقفي في وقعة دير الجماجم، ولمّا علم به الحجّاج منّاه بالريّ، فطمع بها، وكفّ عنه !

36.. الأخبار الطوال : ص ۲۹۲ و ۲۹۹.

37.. الكامل في التاريخ : ج ۴ ص ۷۸ (ذكر حصار الريّ).

38.. العقد الفريد : ج ۳ ص ۱۶۵ ـ ۱۶۶ (قولهم في الذمّ).

39.. تاريخ الطبري : ج ۶ ص ۱۶۴، وص ۱۷۱ ـ ۱۷۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۴ ص ۱۰۹ .

40.. المصدر السابق : ج ۶ ص ۲۹۶.

41.. المصدر السابق : ج ۶ ص ۳۷۸.

42.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۷۴ و۳۱۰، و ج ۶ ص ۲۹۳ ـ ۲۹۶ و ص ۳۰۹.

43.. المصدر السابق : ج ۶ ص ۳۷۸.

44.. المصدر السابق : ج ۷ ص ۳۰۳ و۳۷۱، الكامل في التاريخ : ج ۵ ص ۷ ، في حوادث (سنة / ۱۲۷ ه )، و ج ۵ ص ۳۷، في حوادث (سنة / ۱۲۹ ه )، البداية والنهاية : ج ۱۰ ص ۳۳، في حوادث (سنة / ۱۲۹ ه )، مقاتل الطالبيين : ص ۱۵۶ .

45.. مقاتل الطالبيين : ص ۱۳۲.

46.. التذكرة الحمدونية : ج ۳ ص ۲۱۵ الرقم ۶۴۲.

47.. الكامل في التاريخ : ج ۵ ص ۵۵ في حوادث (سنة / ۱۳۱ ه ).

48.. تاريخ الطبري : ج ۷ ص ۴۰۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۵ ص ۵۵ .

49.. المصدر السابق : ج ۷ ص ۴۹۵.

50.. البلدان / اليعقوبي : ص ۸۹ ، فتوح البلدان : ص ۳۱۱ و۳۱۲، تاريخ الطبري : ج ۷ ص ۵۰۸ و۵۱۰ ص و۵۶۴ ـ ۵۶۵، آثار البلاد وأخبار العباد : ص ۳۷۵، معجم البلدان : ج ۳ ص ۱۱۸ (الريّ).

51.. تاريخ الطبري : ج ۷ ص ۵۶۴ ـ ۵۶۵ في حوادث (سنة/۱۴۵ه )، وج ۸ ص ۱۵۱ في حوادث (سنة/۱۶۴ه ).

52.. فتوح البلدان : ص ۳۱۱ ـ ۳۱۲.

53.. تاريخ الطبري : ج ۸ ص ۳۱۵، الكامل في التاريخ : ج ۵ ص ۳۳۸، الأخبار الطوال : ص ۳۹۱ وفيه : «إنّه أقام بها شهرا» .

54.. التنبيه والإشراف : ص ۲۹۹ .

55.. تاريخ الطبري : ج ۸ ص ۳۸۷ في حوادث (سنة / ۱۹۴ ه )، و ج ۸ ص ۳۹۰ ـ ۳۹۱ في حوادث (سنة / ۱۹۵ ه ) ، التنبيه والإشراف : ص ۳۰۰ ، تاريخ مختصر الدول : ص ۱۱۷ .

56.. تاريخ الطبري : ج ۸ ص ۵۶۸، فتوح البلدان : ص ۳۱۲، معجم البلدان : ج ۳ ص ۱۱۸، و ج ۸ ص ۵۶۸ (الريّ) .

57.. مقاتل الطالبيين : ص ۴۶۹.

58.. المصدر السابق : ص ۴۹۰ .

59.. الكامل في التاريخ : ج ۶ ص ۱۶۰ في حوادث (سنة / ۲۵۰ ه ) .

60.. تاريخ الطبري : ج ۹ ص ۲۷۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۶ ص ۱۶۱ في حوادث (سنة / ۲۵۰ ه ) .

61.. المصدر السابق : ج ۹ ص ۲۷۶ و۳۰۸ في حوادث (سنة / ۲۵۱ ه ).

62.. المصدر السابق : ج ۹ ص ۳۷۲ .

63.. تاريخ الطبري : ج ۹ ص ۴۰۷ و۴۶۸ و۴۷۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۶ ص ۲۷۷ ـ ۲۲۸.

64.. المصدر السابق : ج ۹ ص ۵۰۶ و۵۴۹ و۵۹۹ .

65.. المصدر السابق : ج ۱۰ ص ۳۱.

66.. المصدر السابق : ج ۱۰ ص ۳۶، الكامل في التاريخ : ج ۶ ص ۳۷۶.

67.. تاريخ الطبري : ج ۱۰ ص ۸۸ ـ ۸۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۶ ص ۴۱۲.

68.. المصدر السابق : ج ۱۰ ص ۹۶ .

69.. معجم البلدان : ج ۳ ص ۱۲۱ ـ ۱۲۲ (الريّ).

70.. صلة تاريخ الطبري : ص ۳۵ ـ ۳۶.

71.. الكامل في التاريخ : ج ۷ ص ۱۰ و۱۵.

72.. الكامل في التاريخ : ج ۷ ص ۲۹.

73.. البداية والنهاية : ج ۱۱ ص ۱۷۹ ـ ۱۸۰.

74.. تاريخ الخلفاء : ص ۳۰۶.

75.. الكامل في التاريخ : ج ۷ ص ۱۵۳ ـ ۱۵۴ و۱۶۶.

76.. المصدر السابق : ج ۷ ص ۱۶۷.

77.. المصدر السابق : ج ۷ ص ۲۱۹، البداية والنهاية : ج ۱۱ ص ۲۴۴.

  • نام منبع :
    حياة الشيخ محمد بن يعقوب الكليني
    المؤلف :
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 372056
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي