379
حياة الشيخ محمد بن يعقوب الكليني

حياة الشيخ محمد بن يعقوب الكليني
378

27 ـ محمّد بن علي ماجيلويه:

من تلاميذ الكليني، وهو مشترك بين راويين، وكلاهما من مشايخ الشيخ الصدوق، وينبغي أوّلاً تبيين من لُقِّبَ بهذا اللقب ، بهدف الوصول إلى من اشترك بهذا العنوان.
أمّا الملقّبون بذلك فهم بحسب الترتيب:
الأوّل: محمّد بن أبي القاسم:
ويدلّ عليه ما رواه الشيخ الصدوق في إكمال الدين بقوله: «حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن ومحمّد بن علي ماجيلويه رضي اللّه عنهم ، قالوا: حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه» ۱ .
وترجم له النجاشي قائلاً: «محمّد بن أبي القاسم ، عبيداللّه بن عمران الجنابي البرقي، أبو عبداللّه ، وأبو القاسم يلقّب بندار، سيّد من أصحابنا القمّيين، ثقة، عالم، فقيه، عارف بالأدب والشعر والغريب، وهو صهر أحمد بن أبي عبداللّه البرقي على ابنته، وابنه علي بن محمّد منها، وكان أخذ عنه العلم والأدب» ۲ .
الثاني: علي بن محمّد بن أبي القاسم (ابن الأوّل، وأبو الثالث الآتي):
ويدلّ عليه ما رواه الشيخ الصدوق في عيون الأخبار ، عن محمّد بن علي ماجيلويه وآخرين سمّاهم، قالوا: حدّثنا علي بن محمّد ماجيلويه» ۳ .
وترجم له النجاشي قائلاً: «علي بن أبي القاسم عبداللّه بن عمران البرقي المعروف أبوه بماجيلويه، يكنّى أبا الحسن، ثقة، فاضل، فقيه، أديب. رأى أحمد بن محمّد البرقي وتأدّب عليه، وهو ابن بنته» ۴ .
ولازم ما ذكره في ترجمة الأوّل أن يعنون للثاني بـ (علي بن محمّد بن أبي القاسم) ولكنّه حذف اسم الأب مكتفيا بالنسبة إلى الجد، وهو أمر شائع كما نجده مثلاً في تسمية بني فضّال في كتب الحديث والرجال.
على أنّ النجاشي اختلف في تسمية أبي القاسم، فقد سمّاه في ترجمة الأوّل (عبيداللّه ) وفي ترجمة ابنه (عبداللّه )، والثاني هو الصحيح.
وعلي هذا من مشايخ ثقة الإسلام الكليني، ويعبّر عنه في أسانيد الكافي بعلي بن محمّد بن بندار، لأنّ لقب أبي القاسم ـ كما مرّ في الأوّل ـ بندار، وقد يعبرّ عنه بعلي بن محمّد بن عبداللّه أو عبيداللّه ، لأنّ اسم أبي القاسم هو كذلك كما بيّناه، وقد مرّت ترجمته في مشايخ ثقة الإسلام الكليني، وهو من رجال عِدّة الكافي الذين يروي الكليني بتوسّطهم عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي.
الثالث: محمّد بن علي بن محمّد بن أبي القاسم (ابن الثاني، وحفيد الأوّل):
ويدلّ عليه طريق النجاشي إلى رواية كتب الأوّل (محمّد بن أبي القاسم)، حيث رواها عن أبيه علي بن أحمد، عن الشيخ الصدوق، عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن أبيه علي بن محمّد، عن أبيه محمّد بن أبي القاسم ۵ .
وكما روى محمّد هذا عن أبيه في طريق النجاشي إلى كتب محمّد بن أبي القاسم. روى عن أبيه أيضا في مشيخة الفقيه .
قال الشيخ الصدوق في بيان طريقه إلى إسماعيل بن رباح: «وما كان فيه عن إسماعيل بن رباح، فقد رويته عن محمّد بن علي ماجيلويه رضي اللّه عنه، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي... إلخ» ۶ .
ومثله أيضا في طريق الشيخ الصدوق إلى ما رواه عن الأصبغ بن نباتة، والحرث ابن المغيرة، وعلي بن محمّد النوفلي ۷ .
الرابع: محمّد بن علي بن أبي القاسم (ابن أخي الأوّل، وابن عمّ الثاني) :
ويدلّ عليه طريق الشيخ الصدوق في مشيخة الفقيه إلى ما رواه عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: «وما كان فيه عن جابر بن يزيد الجعفي، فقد رويته عن محمّد بن علي ماجيلويه رضي اللّه عنه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم... إلخ» ۸ .
ومثله ما قاله في الطريق إلى ما رواه عن أبي بصير، وصفوان بن مهران الجمّال، وأبي الجارود، وإسماعيل الجعفي، ووهيب بن حفص، وأبي خديجة سالم بن مكرم الجمال، ومحمّد ابن عمران العجلي، وعبدالملك بن أعين، وحمّاد النوّا، وإبراهيم بن سفيان، ومحمّد بن سنان، وداوود بن إسحاق، وعبدالحميد بن أبي العلاء الخفّاف، وعلي بن محمّد الحضيني، والحسن بن علي بن أبي حمزة ۹ .
ومعلوم أنّه إذا كان محمّد بن أبي القاسم عَمّا لمحمّد بن علي ماجيلويه، فإنّ أبا القاسم سيكون حينئذٍ أبا للأخوين علي ومحمّد، وجدّا لعلي بن محمّد، وهذا يعني أنّ اسم محمّد بن علي ماجيلويه هنا هو محمّد بن علي بن أبي القاسم.
ومن كلّ ما تقدّم تظهر جملة من الفوائد، لا بأس بالإشارة السريعة إليها، وهي:
1 ـ إنّ الأوّل (محمّد بن أبي القاسم)، والثاني (علي بن محمّد بن أبي القاسم) ليسا من مشايخ الصدوق؛ إذ لم يرو عنهما إلّا بالواسطة.
2 ـ إنّ الثاني من مشايخ الكليني قدس سره.
3 ـ إنّ الثالث (محمّد بن علي بن محمّد بن أبي القاسم)، والرابع (محمّد بن علي بن أبي القاسم). من طبقة مشايخ الشيخ الصدوق، وإنّه روى عنهما كثيرا بلا واسطة.
4 ـ إنّ كلّاً من الثالث والرابع يدعى بمحمّد بن علي ماجيلويه، ووقع كلاهما في مشيخة الفقيه للشيخ الصدوق.
5 ـ إنّ تصحيح العلّامة الحلّي قدس سره لطرق مشيخة الفقيه التي وقع فيها محمّد بن علي ماجيلويه في مشيخة الفقيه ، لا يعني كون ماجيلويه فيها واحدا كما توهّم به كثيرون.
6 ـ إذا كانت رواية أحد الأخيرين (الثالث والرابع)، عن أبيه، فالمراد هو الثالث، وإن كانت عن عمّه، فهو الرابع، وأمّا لو كانت عن شخص آخر، فالأمر مردّد بينهما، لعدم وجود ما يكفي من القرائن الدّالة على التمييز.
هذا، وقد روى الشيخ الصدوق في الخصال ، عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد ابن يعقوب الكليني ۱۰ .
فهو إذن من تلامذة ثقة الإسلام، ولكنّه مشترك بين إثنين كما عرفت، ولا يضرّ هذا، لاعتماد الشيخ الصدوق عليهما في الفقيه الذي حكم بصحّة جميع رواياته، مع ترضّيه عليهما في المشيخة ، مع تصحيح العلّامة لبعض طرقهما، ومتابعة العلماء له على ذلك التصحيح كما في المنهج ، والمنتهى ، وعدّة الرجال ، ورسائل العلّامة الشفتي ۱۱ .

1.. إكمال الدين : ص ۲۸۹ ح ۲.

2.. رجال النجاشي : ص ۳۵۳ الرقم ۹۴۷.

3.. عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۷۵ ح ۱۰ باب ۲۷.

4.. رجال النجاشي : ص ۲۶۱ الرقم ۶۸۳.

5.. رجال النجاشي: ص ۳۵۳ الرقم ۹۴۷ .

6.. مشيخة الفقيه : ج ۴ ص ۳۴ .

7.. المصدر السابق : ج ۴ ص ۳۷ و ۵۱ و ۹۱ .

8.. مشيخة الفقيه : ج ۴ ص ۶ .

9.. راجع المصدر السابق : ج ۴ ص ۱۸، و۲۴، و۴۰، و۶۲، و۶۳، و۷۹، و۹۳، و۹۷، و۱۰۰، و۱۰۲، و۱۰۵، و۱۰۸، و۱۱۵، و۱۲۰، و۱۳۰.

10.. الخصال : ص ۴۸۰ ح ۴۹، أبواب الإثني عشر.

11.. منهج المقال : ص ۴۰۸، منتهى المقال : ج ۶ ص ۱۳۲ الرقم ۲۷۸۰، عُدّة الرجال : ج ۱ ص ۴۷۹، الرسائل الرجالية للعلّامة الشفتي : ص ۵۴۹، وما بعدها. وفيه تفصيل واسع حول الموضوع، وقد أفادنا كثيرا.

  • نام منبع :
    حياة الشيخ محمد بن يعقوب الكليني
    المؤلف :
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 305039
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي