115
الحاشية علي اصول الكافي (المولي محمّد امين الاسترابادي)

[ باب النهي عن الجسم والصورة ]

قوله : (معرفته ضرورةٌ ۱ ) [ ح 1 /285] معرفة اللّه اضطراري على كلّ نفس لا كلّ مخلوق لشموله الجمادات . «عنوان» .
قوله : (وصفت لأبي إبراهيم عليه السلام قول هشام) إلخ [ ح 4 /288 ]الخيالات الواهية المنسوبة إلى الهشامين . «عنوان».

[باب صفات الذات]

قوله : (باب صفات الذات) أقول : قد تقرّر في الحكمة والكلام أنّ الصفة قسمان:
قسم له وجودان وجود لغيره و وجود في نفسه كالبياض والسواد ، وهذا القسم له أسماء: منها الصفة الحقيقيّة ، ومنها الصفة الاستفهامية ، و منها الصفة الزائدة على ذات الموصوف.
وقسم له وجود لغيره فقط كالزوجيّة والفرديّة والإمكان والوجوب والعمى ، وهذا القسم أيضا له أسماء : منها الصفة الانتزاعيّة ، ومنها الصفة الغير الحقيقيّة ، ومنها الصفة الغير الزائدة.
وقد تقرّر أيضا أنّ القسم الثاني ينقسم إلى قسمين : قسمٌ منشأ انتزاعه مجرّد ذات الموصوف ، وقسم منشأ انتزاعه ذات الموصوف مع ملاحظة شيء آخر عدميّ أو وجوديّ معه.
والمستفاد من كلامهم عليهم السلام أنّ صفاته تعالى كلّها انتزاعيّة ، وأنّ منشأ انتزاع بعضها مجرّد ذاته تعالى ، وعبّروا عليهم السلام عن هذا القسم بصفات الذات ، أي التي عين الذات . ومنشأ انتزاع بعضها ذاته تعالى مع ملاحظة أثر من آثاره ، وعبّروا عليهم السلام عن هذا القسم بصفات الفعل ، أي التي مصداقها عين الفعل.
ويستفاد من تصريحاتهم عليهم السلام أنّ كلّ صفة توجد هي ونقيضها في حقّه تعالى فهي من صفات الفعل ، وكلّ صفة ليست كذلك فهي من صفات الذات.
ولاتنتقض تلك القاعدة بالأوّل والآخر ؛ لأنّ المراد من الأوّل في حقّه تعالى أنّه ليس قبله شيء ، ومن الآخر أنّه ليس بعده شيء ، فلا تَناقض بينهما.
وأقول : يمكن إرجاع صفات الذات كلّها إلى معانٍ سلبية ، مثلاً نقول : ليس معنى القادر من قام به القدرة ولا معنى العالم من قام به العلم ، بل معناهما من ليس بعاجز ومن ليس بجاهل .
ويمكن إرجاع صفات الفعل كلّها إلى معانٍ وجوديّة ، مثلاً معنى المشيّة والإرادة والتقدير خلق نقوش في اللوح المحفوظ مسمّاة بتلك الأسماء . ويمكن حمل صفات الذات على معانٍ وجوديّة يصحّ انتزاعها منه تعالى .
وقد ذكر ابن سينا شُبْهةً عَجَزَ عن جوابها . وكان قوله [ في ح 6 ] : «فقد أثبتنا معه غيره في أزليّته» إشارة إليها ، وهي أنّ علمه تعالى في الأزل متعلّق بكل مفهوم ، فلا بدّ للمفهومات من وجود أزليّ ، فوجودها في الأزل إمّا وجود خارجيّ أو ذهنيّ ، وعلى التقديرين هي قائمة بأنفسها أو بغيرها . وعلى تقدير قيامها بغيرها فهي قائمة بذاته تعالى أو بغيره تعالى ، والكلّ محال .
وقد ذكر صاحب المحاكمات احتمالاً في الوجود الذهنيّ وهو أن يكون وجود ذهنيّ غير قيام الموجود الذهنيّ بشيء .
وجواب الشبهة منحصر في التمسّك بهذا الاحتمال بأن يقال : ذاته تعالى وجود ذهنيّ لكلّ المفهومات الغير المتناهية عن غير قيام الوجود بها ، ومن غير قيامها بشيء ومن غير قيامها بنفسها.
و توضيحه أنّه تعالى علم بتلك المفهومات ، ووجودها الذهنيّ عين علمه تعالى ، وليست للمفهومات بحسب هذا الوجود تشخّصات بها يمتاز بعضها عن بعض ، ولا يتّصف في هذا الوجود بشيء من صفاتها ، وإلّا لزم تعدّد الموصوفات في الأزل ، وهو محال.
و أقول : بعد أن يثبتَ بالأدلّة العقليّة والنقليّة أنّ علمه تعالى أزليّ متعلّق في الأزل بجميع المفهومات ، وانحصر جواب الشبهة في الاحتمال الذي ذكره صاحب المحاكمات ، صار ذلك الاحتمال ثابتا بالبرهان.
وأقول ثانيا : يستفاد من كلامهم عليهم السلام أنّ علمه تعالى من صفات الذات و أنّه قديم ، فبطل ما زعمه جمع من أنّ له تعالى علمين أزليّ إجماليّ حصوليّ هو عين ذاته تعالى ، وتفصيليّ حضوريّ هو عين سلسلة الممكنات التي خلقها اللّه تعالى.
قوله : (وقع العلم منه على المعلوم) [ ح 1 /293] لا بمعنى أنّ التعلّق لم يكن بالفعل في الأزل ، بل الانطباق على المعلوم الخارجيّ ليس في الأزل . «سُمع» .
أو يقال: العلم الحضوريّ ليس في الأزل ، مع أنّ السند ضعيف . «بخطه».
قوله : (اليوم يعلم أنّه لا غيره) [ ح 6 /298] أي حين خلق الأشياء.

1.وفي هامش النسخة : كان إعراب «ضرورة» في نسخته بالرفع .


الحاشية علي اصول الكافي (المولي محمّد امين الاسترابادي)
114

[ باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى ]

قوله : (في هيئة الشابّ الموفّق) [ ح 3 /275 ]يحتمل أن يكون هذا من باب الاشتباه الخطّيّ بأن يكون أصله الشابّ الريّق . «ا م ن». ۱
قوله : (وقلنا : إنّ هشام بن سالم وصاحب الطاق) إلخ [ ح 3 /275 ]قلت : قد مضى في كلام المصنّف رحمه اللهأنّه لم يذكر في كتابه هذا إلّا الآثار الصحيحة عنهم عليهم السلام بالمعنى المعتبر عند القدماء.
والسرّ في أمثال هذا الحديث أنّ بعض العامّة كذبوا على المشهورين من أصحاب الأئمّة عليهم السلام وشنّعوا عليهم بمذاهب باطلة ، لأنْ يُسقطوهم من أعين الناس . والراوي يذكر عند الإمام عليه السلام ما اشتهر بين الناس في حقّهم ، وقد يذمّهم الإمام من باب التقيّة ، فلا قدح فيهم ولا في الرواية . «ا م ن».
قوله : (النيسابوريّ قال : كتبت إلى الرجل) [ ح 9 /281] [ هو ] الهادي [ عليه السلام ]«بخطّه» .
قوله : (فعرفت الكيف بما كيّف لنا) [ ح 12 /284 ]تفسير لقوله : بل الخلق يعرفون باللّه . «بخطه».

1.نقلها عنه المولى محمّد صالح المازندرانيّ في شرحه، ج ۳، ص ۱۴۴.

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (المولي محمّد امين الاسترابادي)
    سایر پدیدآورندگان :
    المولي محمّد امين الاسترابادي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 132853
صفحه از 268
پرینت  ارسال به