باب آخر هو من الباب الأوّل
قوله : (لأنّ الكلّ لنا بعض) [ ح 2 /300] أي ذو بعض .
[باب الإرادة أنّها من صفات الفعل وسائر صفات الفعل]
قوله : (باب الإرادة إنّها من صفات الفعل وسائر صفات الفعل) إلخ . يفهم من هذه الروايات أن ليس معنى مسمّى بالعزم في شأنه تعالى سوى الإرادة ، وأنّ معنى الإرادة في شأنه تعالى هو الإيجاد والإحداث والتأثير . سمع منه مدّ ظلّه ۱ . «بخطه».
قوله : (لا يكون إلاّ لمراد معه) [ ح 1/301 ] يمكن حمل المعيّة على المعيّة في ظرف الإرادة ، وحينئذٍ يجوز حمل الإرادة على ما يعمّ أقسامها الثلاثة : أعني إرادته تعالى فعله ، وإرادته تعالى أفعال العباد ، وإرادة العباد أفعالهم.
ويمكن حملها على المعيّة بحسب الوجود الخارجيّ ، وحينئذٍ يتعيّن حمل الإرادة على فرد منها ، وهو إرادته تعالى الحتميّة المتعلّقة بفعله تعالى ، المشار إليها بقوله تعالى : «إِنّما أمْرُه إِذا أَرادَ شَيئا أن يَقُولَ له كُنْ فَيَكُونُ» ۲ «ا م ن».
قوله : (وما يبدو لهم) إلخ [ ح 3/303 ] يعني : فعلهم يكون بعد الإرادة ، بخلاف إرادته تعالى . «ا م ن».
قوله : (فإرادته إحداثه لا غير ذلك) [ ح 3/301] هذه العبارة صريحة في أنّ إرادته تعالى زيدا مثلاً هو عين إيجاده إيّاه وعليه فقس . وقوله تعالى : «إِنّما أمْرُه إِذا أَرادَ شَيئا» ۳ الآية ناظر إلى هذا المعنى ، وما في كلامهم عليهم السلام ۴ من أنّه تعالى خلق الأشياء بالمشيّة وخلق المشيّة بنفسها ناظرٌ إلى هذا المعنى أيضا ، وسيجيء في كلامهم عليهم السلام إطلاق المشيّة والإرادة على معنى آخر . «ا م ن».
قوله : (خلق اللّه المشيّة بنفسها) [ ح 4 /304 ]أقول : الأئمّة عليهم السلام تارة يُطلِقون المشيّة والإرادة على معنى واحد ، وتارة يطلقونهما على معنيين مختلفين كما سيجيء .
والمراد بهذه العبارة الشريفة أنّ اللّه تعالى خلق اللوح المحفوظ ونقوشها من غير سبق سبب آخر من لوح ونقش ، وخلق سائر الأشياء بسببهما . وهذا مناسب لقولهم عليهم السلام : أبى اللّه أن يُجري الأشياء إلّا بأسبابها ۵ . «ا م ن».
قوله : (جملة القول) إلخ من كلام المصنّف رحمه الله ؛ فإنّ أحاديث هذا الباب مذكور في كتاب التوحيد لمحمّد بن عليّ ابن بابويه رحمه الله ، وليس فيه : جملة القول إلخ ، بل فيه : بيان المعيار المميّز بين صفات الذات وصفات الفعل ۶ ، بوجه قريب من كلام المصنّف . «ا م ن».
حاصل الكلام أنّه ذكر معيارين للتميز بين صفات الذات و بين صفات الفعل.
أحدهما : أنّ كلّ صفة من صفاته تعالى توجد هي في حقّه تعالى دون نقيضها فهي من صفات الذات ، وكلّ صفة توجد هي ونقيضها في حقّه تعالى فهي من صفات الفعل.
و ثانيهما : أنّ كلّ صفة يمكن أن تتعلّق بها قدرته تعالى و إرادته فهي من صفات الفعل ، وكلّ صفة ليست كذلك فهي من صفات الذات .
ومعنى قوله ۷ : «كان ما لا يريد ناقضا لتلك الصفة» أنّه كان ما لا يريد مستلزما لاجتماع النقيضين ؛ لأنّ صفات الذات نسبتها إلى جميع المتعلّقات واحدة . «ا م ن».
1.في هامش النسخة : اُستاذه ميرزا محمّد الإستر آباديّ رحمه الله .
2.يس (۳۶) : ۸۲ .
3.يس (۳۶) : ۸۲ .
4.في الحديث التالي من هذا الباب .
5.الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۸۳ ، كتاب الحجة، باب معرفة الإمام والراد ّ إليه ، ح ۷ .
6.كتاب التوحيد ، ص ۱۴۸ .
7.أي قول الكليني .