[ باب اختلاف الحجّة على عباده ]
قوله : (ليس للعباد فيها صنع) [ ح 1 /425] يعني : هي من صنع اللّه ، ولو كان سبب بعضها من صنع العباد . «ا م ن».
قوله : (المعرفة والجهل) [ ح 1 /425] يعني الجهل المركّب ، أي الصورة الإدراكيّة الغير المطابقة للواقع.
باب حجج اللّه على خلقه
قوله : (ليس للّه على خلقه أن يعرفوا ، وللخلق على اللّه أن يعرّفهم) إلخ [ ح 1 /426 ]أقول : وقعت في مواضع كثيرة من كلامهم عليهم السلام تصريحات بأنّ اللّه تعالى يعرّف نفسه من أراد تعلّق التكليف به ، بأن يخلق أوّلاً في قلبه أنّ لك خالقا مدبِّرا ، وأنّه ينبغي أن يجيء من قِبَله تعالى من يدلّك على مصالحك ومضارّك ، وفي هذه ۱ المرتبة ليس تكليفا أصلاً ثمّ تبلغه الدعوة من قبله تعالى بالاعتراف بوحدانيّته قولاً وقلبا ، وبأنّ محمّدا صلى الله عليه و آله رسول اللّه ، وهذا أوّل التكاليف ، والدليل على صدقه المعجزة .
ومن تلك المواضع ما مضى في باب أدنى المعرفة عن الصادق عليه السلام من قوله : «إنّ أمر اللّه كلّه عجيب ، إلّا أنّه قد احتجّ عليكم بما عرّفكم به من نفسه» ۲ ومن تلك المواضع ما يجيء في تحت باب «ومن الناس من يعبد اللّه على حرف» عن أمير المؤمنين عليه السلام من قوله : «أدنى ما يكون العبد به مؤمنا أن يعرّفه اللّه تعالى نفسه فيقرّ له بالطاعة ، ويعرّفه نبيّه صلى الله عليه و آله فيقرّ له بالطاعة ، ويعرّفه إمامه فيقرّ له بالطاعة». ۳ ومنها أحاديث هذا الباب ، ومنها أحاديث الباب الماضي ، ومنها الحديثان المذكوران في أوّل كتاب الحجّة . «ا م ن».
قوله : (أن يقبلوا) [ ح 1 /426] أي يعرفوا بذلك ويقرّوا به . «ا م ن».
قوله : (من لم يعرف شيئا) إلخ [ ح 2 /427] يعني من لم يعرّفه اللّه نفسه ونبيّه لم يكلّفه بشيء أصلاً ؛ لأنّ التكليف إنّما يكون بعد التعريفين كما مرّ ، وممّا يوضح ذلك الأحاديثُ الآتية في باب المستضعف ، والحديث الآتي في باب نادر بعد ذلك الباب ، والدعاء الآتي في باب غيبة المهديّ عليه السلام . «ا م ن».
قوله : (ثمّ أرسل إليهم رسولاً) إلخ [ ح 4 /429 ]إرسال الرسل بعد تعريف نفسه جلّ جلاله . «عنوان».
قوله : (ولا أقول : إنّهم ماشاؤوا صنعوا) [ ح 4 /429 ]معنى الأمر بين الأمرين أنّهم ليسوا ۴ بحيث ما شاؤوا صنعوا ، بل فعلهم معلّق على إرادة حادثة متعلّقة بالتخلية أو بالصرف . وفي كثير من الأحاديث أنّ تأثير السحر موقوف على إذنه تعالى ، وكان السرّ في ذلك أنّه تعالى قال : لايمكن ۵ شيء من طاعة أو معصية أو غيرهما ـ كالأفعال الطبيعيّة ـ إلّا بإذن جديد منّي ، فيتوقّف حينئذٍ كلّ حادث على الإذن توقّفَ المعلول على شرطه ، لا توقّفه على سببه ، واللّه أعلم . «بخطه». ۶
ويفهم من كثير منها أنّ التخلية في المعاصي إنّما تكون في آنِ المعصية لا قبلها . «بخطه».
قوله : (إنّ اللّه يهدي ويضلّ) [ ح 4 /429] يجيء في باب ثبوت الإيمان أنّ اللّه خلق الناس كلّهم على الفطرة التي فطرهم عليها ، لايعرفون إيمانا بشريعة ولاكفرا بجحود ، ثمّ بعث اللّه الرسل يدعون ۷ العباد إلى الإيمان به ، فمنهم من هدى اللّه ، ومنهم من لم يهده اللّه .
وأقول : هذا إشارة إلى الحالة الّتي سمّتها الحكماء العقل الهيولانيّ .
وأقول : معنى الضالّ هو الّذي انحرف عن صوب الصواب ، ولمّا لم يكن قبل إرسال الرسل وإنزال الكتب صوب صواب امتنع حينئذٍ الانحراف عنه ، ولمّا حصل أمكن . فيكون اللّه تعالى سببا بعيدا في ضلالة الضالّ ، وهذا هو المراد من قوله عليه السلام : «يضلّ» . «ا م ن». ۸
1.في النسخة: هذا.
2.الكافي ، ج ۱ ، ص ۸۶ ، ح ۳.
3.الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۱۴ ـ ۴۱۵ ، ح ۱.
4.هذا هو الصواب كما في مرآة العقول و شرح المازندرانيّ وفي النسخة: «ليس» وكتب فوقها لفظة «كذا» .
5.ظاهر النسخة: لايكن.
6.نقلها عنه المجلسيّ في مرآة العقول، ج ۲، ص ۲۰۵ ـ ۲۰۶ والمولى صالح المازندراني في شرحه، ج ۵، ص ۳۵.
7.في النسخة: يدعو.
8.نقلها عنه المجلسي في مرآة العقول ، ج۲ ، ص۲۳۹ والمولى صالح المازندرانيّ في شرحه، ج ۵، ص ۶۴ .