153
الحاشية علي اصول الكافي (المولي محمّد امين الاسترابادي)

باب فيه ذكر الأرواح الّتي في الأئمّة عليهم السلام

قوله عليه السلام : (جعل فيهم خمسة أرواح) إلخ [ ح 1 /716 ]في كلامهم عليهم السلام وقع إطلاق لفظ الروح على معانٍ متبانية إمّا بالاشتراك المعنويّ أو اللفظيّ ، من جملتها روح القدس ، وهوجوهر مجرّد أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كما سيجيء.
ومن جملتها القوّة الّتي بها تقع الحركات الإراديّة.
ومن جملتها الأمر الّذي به يخافون اللّه تعالى.
ويستفاد من كلامهم عليهم السلام أنّ الإيمان عمل كلّه بالقلب واللسان والجوارح أو ببعضها.
وأمّا روح الإيمان فتارةً وقع إطلاقه على الملَك الجالس في أحد اُذني القلب ، وتارةً على عزم الإنسان على أن لايخالف ربّه ، وتارةً على معرفة نجد الخير ومعرفة نجد الشرّ . و من المعلوم أنّ العزم المذكور من أفعال العباد . والكلام هنا في أفعال الخالق ، فتعلّق حمل روح الإيمان على أحد المعنيين الآخرين .«ا م ن» .
أقول : في هذا الحديث الشريف وأشباهه وقع إطلاق الروح على أشياء مختلفة الحقيقة ، إمّا بالاشتراك اللفظيّ أو المعنويّ بأن يكون معنى الروح مثلاً التأثير ؛ فإنّ روح القدس خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كما سيجيء . وروح الإيمان له إطلاقان:
أحدهما صبغة اللّه ، وهي نور يقع في قلوب من يشاء من عباده ، وهي غير المعرفة وغير الاعتراف على وفق المعرفة ، وغير عزم الإطاعة ؛ لأنّ العزم من أفعالنا كالاعتراف القلبي .
وثانيهما الملك القاعد في أحد اُذني القلب كما سيجيء،وفي هذا الحديث الشريف يمكن حمل روح الإيمان على معنييه ، وفي الموضع الّذي ذكر فيه أنّ روح الإيمان ينقص ويزداد يحمل على النور ، وفي الموضع الّذي ذكر فيه أنّ روح الإيمان يسلب ، يمكن حمله على المعنيين ، والإيمان يطلق على المعرفة وعلى الاعتراف بالقلب واللسان والجوارح على وفق المعرفة ، فعلم أنّ إضافة الروح إلى الإيمان غير بيانية والأرواح الثلاث الباقية من أنواع القوى . وإن شئت توضيح هذا المقام فانظر إلى الحديث الشريف الآتي في باب الكبائر ، رواه أصبغ عن أمير المؤمنين عليه السلام .«ا م ن» .


الحاشية علي اصول الكافي (المولي محمّد امين الاسترابادي)
152

[ باب في أنّ الأئمّة بمن يشتبهون ممّن مضى ، وكراهيه القول فيهم بالنبوة ]

قوله : (قال مثل ذي القرنين) [ ح 1 /704] أقول : قد تحيّر جمع من متأخّري أصحابنا في تفسير الحديث المشهور : «علماء اُمّتي كأنبياء بني إسرائيل» ۱ ، وسبب تحيّرهم ما تقرّر في العربيّة من أنّ المشبّه به أقوى من المشبّه ، وما ثبت بالأحاديث المتواترة أنّ الأئمّة عليهم السلام أعلم وأفضل عند اللّه بعد نبيّنا صلى الله عليه و آله من سائر الخلق ، ولأجل ذلك حملوا العلماء على فضلاء الرعية ، وقد مضى في كلامهم عليهم السلام : نحن العلماء ، وشيعتنا المتعلّمون ۲ وهذا الحديث الشريف موافق له في إرادة الأئمّة عليهم السلام من العلماء.
وأمّا حيرتهم فيمكن دفعها بوجوه : منها أنّ وجه الشبه الوصيّة . ومنها أنّ كون المشبّه به مسلّم الثبوت عند الكلّ ، دون المشبّه نوع من زيادة القوّة . «ا م ن» .
قوله : (وصاحب سليمان) [ ح 1 /704] آصَف . «بخطه».
قوله : (وصاحب موسى) [ ح 1 /704] يوشع بن نون . «بخطه».

1.قال الشيخ الحر في الفوائد الطوسيّة ، ص ۳۷۶ : لايحضرني أنّ أحدا من محدّثينا رواه في شيء من الكتب المعتمدة ، نعم نقله بعض المتأخّرين من علمائنا في غير كتب الحديث ، وكأنّه من روايات العامّة أوموضوعاتهم ليجعلوه وسيلة إلى الاستغناء بالعلماء عن الأئمّة عليهم السلام ثمّ ذكر وجوها في توجيه الحديث. وقال السيّد عبد اللّه شبّر في مصابيح الأنوار ، ج ۱ ، ص ۴۳۴ : هذا الحديث لم نقف عليه في اُصولنا وأخبارنا بعد الفحص والتتبّع ، والظاهر أنّه من موضوعات العامّة ، وممّن صرّح بوضعه من علمائنا المحدّث الحر العامليّ في الفوائد الطوسيّة والمحدّث الشريف الجزائريّ . وكيف كان فيمكن توجيهه بوجهين...

2.الكافي ، ج ۱ ، ص ۳۴ ، الرقم ۴ . وقد مضى في ص ۱۳۱.

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (المولي محمّد امين الاسترابادي)
    سایر پدیدآورندگان :
    المولي محمّد امين الاسترابادي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 121484
صفحه از 268
پرینت  ارسال به