باب فيه ذكر الأرواح الّتي في الأئمّة عليهم السلام
قوله عليه السلام : (جعل فيهم خمسة أرواح) إلخ [ ح 1 /716 ]في كلامهم عليهم السلام وقع إطلاق لفظ الروح على معانٍ متبانية إمّا بالاشتراك المعنويّ أو اللفظيّ ، من جملتها روح القدس ، وهوجوهر مجرّد أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كما سيجيء.
ومن جملتها القوّة الّتي بها تقع الحركات الإراديّة.
ومن جملتها الأمر الّذي به يخافون اللّه تعالى.
ويستفاد من كلامهم عليهم السلام أنّ الإيمان عمل كلّه بالقلب واللسان والجوارح أو ببعضها.
وأمّا روح الإيمان فتارةً وقع إطلاقه على الملَك الجالس في أحد اُذني القلب ، وتارةً على عزم الإنسان على أن لايخالف ربّه ، وتارةً على معرفة نجد الخير ومعرفة نجد الشرّ . و من المعلوم أنّ العزم المذكور من أفعال العباد . والكلام هنا في أفعال الخالق ، فتعلّق حمل روح الإيمان على أحد المعنيين الآخرين .«ا م ن» .
أقول : في هذا الحديث الشريف وأشباهه وقع إطلاق الروح على أشياء مختلفة الحقيقة ، إمّا بالاشتراك اللفظيّ أو المعنويّ بأن يكون معنى الروح مثلاً التأثير ؛ فإنّ روح القدس خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كما سيجيء . وروح الإيمان له إطلاقان:
أحدهما صبغة اللّه ، وهي نور يقع في قلوب من يشاء من عباده ، وهي غير المعرفة وغير الاعتراف على وفق المعرفة ، وغير عزم الإطاعة ؛ لأنّ العزم من أفعالنا كالاعتراف القلبي .
وثانيهما الملك القاعد في أحد اُذني القلب كما سيجيء،وفي هذا الحديث الشريف يمكن حمل روح الإيمان على معنييه ، وفي الموضع الّذي ذكر فيه أنّ روح الإيمان ينقص ويزداد يحمل على النور ، وفي الموضع الّذي ذكر فيه أنّ روح الإيمان يسلب ، يمكن حمله على المعنيين ، والإيمان يطلق على المعرفة وعلى الاعتراف بالقلب واللسان والجوارح على وفق المعرفة ، فعلم أنّ إضافة الروح إلى الإيمان غير بيانية والأرواح الثلاث الباقية من أنواع القوى . وإن شئت توضيح هذا المقام فانظر إلى الحديث الشريف الآتي في باب الكبائر ، رواه أصبغ عن أمير المؤمنين عليه السلام .«ا م ن» .