177
الحاشية علي اصول الكافي (المولي محمّد امين الاسترابادي)

باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية

قوله : (وهم ذرّ يوم ۱ [ أخذ ] الميثاق) إلخ [ ح 1 /1180] سيجيء في كتاب الإيمان والكفر في باب التكليف الأوّل توضيح هذا المقام ، وتلخيصه : أنّ الأرواح تعلّقت ذلك اليوم بجسد صغير مثل النمل ويفهم من الروايات أن التكليف الأوّل وقع مرّتين : مرّة في عالم المجرّد الصرف ، ومرّة في عالم الذرّ . ولمّا لم تكن تصل أذهان أكثر الناس إلى إدراك الجوهر ۲ المجرّد عبّروا عليهم السلام عن عالم المجرّدات بالظلال لتفهيم الناس ، وقصدهم من ذلك أنّ موجودات ذلك العالم مجرّدة عن الكثافة الجسمانيّة كما أنّ الظلّ مجرّد عنها ، فهي شيء وليست كالأشياء المحسوسة الكثيفة . وهذا نظير قولهم عليهم السلام في معرفة اللّه تعالى : «شيء بخلاف الأشياء» الممكنة . «ا م ن» . ۳
قوله : (فخلق ما أحبّ) إلخ [ ح 2 /1181] المراد خلق التقدير لا خلق التكوين ، ومحصول ۴ المقام أنّه تعالى قدّر أبدانا مخصوصة من الطينتين ، ثمّ كلّف الأرواح فظهر منها ما ظهر ، ثمّ قدّر لكلّ روح ما يليق بها من تلك الأبدان المقدّرة . «ا م ن» . ۵
قوله : (وأنكرها من أبغض) [ ح 2 /1181 ] تكذيب المخالفين كان من يوم الميثاق . «عنوان» .
قوله : (كان التكذيب ثَمَّ) [ ح 2 /1181] أي من ذلك الوقت . «بخطه».
قوله : (فمن عرفه كان مؤمنا) [ ح 7 /1186] تقسيم المخالف إلى أقسام ثلاثة للإشارة إلى الناصبيّ . «عنوان» .
قوله : (في لحن القول) [ ح 9 /1188] أي في الصوت . «بخطه».

1.في النسخة فوقها لفظة «كذا».

2.قال الشعراني في تعليقته على شرح اُصول الكافي للمولى صالح المازندرانيّ عند ذكره كلام الإسترآباديّ: قوله: «ولم يكن يقبل أذهان أكثر الناس إدارك الجوهر المجرّد» مقصوده أنّ إطلاق هذه الكلمة ـ أعني الجوهر المجرّد على المعنى المصطلح المتداول في العصر الأخير بين أهل المعقول وهو الموجود المستقلّ بنفسه غير الجسماني ـ لم يكن مشهورا في عصر الأئمّة عليهم السلام بحيث يفهمه السامعون، كما أنّ لفظ الواجب والمكروه والحرام في عصرهم عليهم السلام لم يكن متداولاً في الإطلاق على خصوص المعنى المتداول بين الفقهاء المتأخّرين، لا أنّهم ما يدركون الجوهر المجرّد أصلاً بل كانوا يدركون معناه ولا يطلقون عليه هذا اللفظ. ولا يتعجّب من الفاضل الإسترآباديّ وصدور مثل هذا الكلام منه؛ لأنّ توغّله في الأخبارية لا ينافي تبصّره في العقليات. ولا يبعد اعترافه بأنّ الأئمّة والعلماء ربما يعبّرون عن المعاني المجرّدة بالتعبير الجسماني؛ لتقريبه إلى أذهان الناس كما قال اللّه تعالى: «فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ» إذا لا يعلم كلّ أحد أنّ العمل لا يوزن بالمثاقيل ولايقاس بالذرّة سواء كان المراد النمل الصغير أو الذرّات المنبثّة في الهواء، لكن عبّر عنه اللّه تعالى تعبيرا جسمانيا، تقريبا إلى الذهن، وهكذا هنا عبّر عن المجرّد بالظلّ؛ لأنّه أقرب المحسوسات إلى المجرّدات، والغبي يقف على الجسم، والبصير يعبر من العبارة إلى المعنى، ولك مثاب بحسب استعداده مالم يتنافثوا ويتناغضوا، والمعهود من أهل الظاهر أنّهم يحصرون الحقيقة فيما يفهمه العوام أو يتبادر إلى ذهنهم من ظواهر الألفاظ بضميمة مرتكزات خاطرهم ولايقتصرون على حجّية الظواهر فقط، بل يجعلونها دليلاً على الواقع. فإن قيل: إن فتحنا الباب على الناس لاقتحموا على كلّ ماورد في الشريعة وحملوا جميع الجسمانيات على المجرّدات كالجنّة والنار والمعراج وغير ذلك. قلنا: لانفتح هذا الباب على الناس، ولا نجوّز تأويل كل شيء لكلّ أحد وإنّما ذلك للعلماء المتبحّرين العارفين بالقرائن العقلية والنقلية في غير ضروريات الدين بشرط أن لا يذهب ذهن الناس من التأويل إلى غير الحقيقة؛ لأن المرتكز في أذهانهم أنّ كل شيء غير جسماني فهو موهوم لاحقيقة له إلّا في اُمور نادرة يعترفون بتحقّقها من غير تجسّم، كوجوده تعالى لظهور الأدلّة، ووجود أنفسهم لوجدانها، فنجوز التأويل فيها، كيد اللّه بقدرة اللّه وكمقدار الأعمال في «فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ» بخلاف المعراج فانّ الروحاني منه عند العامّة تخيّل رؤيا لاحقيقة له.

3.نقلها عنه المازندرانيّ في شرحه، ج ۷، ص ۱۲۸ و ۱۳۰، ونقل قطعة منها في مرآة العقول ، ج۵ ، ص۱۶۱ .

4.في شرح المازندرانيّ: محصّل.

5.نقلها عنه المجلسيّ في مرآة العقول ، ج۵ ، ص۱۶۲، والمولى صالح المازندرانيّ في شرحه، ج ۷، ص ۱۳۰ .


الحاشية علي اصول الكافي (المولي محمّد امين الاسترابادي)
176
  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (المولي محمّد امين الاسترابادي)
    سایر پدیدآورندگان :
    المولي محمّد امين الاسترابادي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 121508
صفحه از 268
پرینت  ارسال به