49
الحاشية علي اصول الكافي (المولي محمّد امين الاسترابادي)

الإسترآباديّ وتأثيراته الفكريّة

بعد أن ألّف الإسترآباديّ كتابه الفوائد المدنيّة وأرسله إلى ديار العرب والعجم ، فأثّر آثارا عميقة وأحدث ضجّة كبيرة في الحوزات الفكريّة والعلميّة ، وهذه الآثار بدأت من زمانه كما قال في أوائل كتابه دانش نامه شاهي :
چندين سال است كه تعليم و تعلّم احاديث منقوله به طريق أئمه طاهره ـ عليهم أفضل الصلاة والسلام من الملك العلّام ـ در حرمين شريفين شايع شده و به بلاد ايران نيز سرايت كرده .
وقال المجلسيّ الأوّل في لوامع صاحب قراني (ج 1 ، ص 47) :
تا آن كه سى سال تقريباً قبل از اين فاضل متبحر مولانا محمّد امين استرآبادى ـ رحمة اللّه عليه ـ مشغول مقابله و مطالعه اخبار أئمه معصومين شد و مذمت آراء و مقاييس را مطالعه نمود و طريقه اصحاب حضرات أئمه معصومين را دانست و فوائد مدنيه را نوشته به اين بلاد فرستاد اكثر اهل نجف و عتبات عاليات طريقه او را مستحسن دانستند و رجوع به اخبار نمودند.
وقد مال إلى الطريقة الأخبارية جماعة كثيرة من العلماء الأعلام ، وفي هذا المجال نذكر المشهورين منهم : ملا محسن الفيض (م 1091ق) ، ملّا محمّدطاهر القميّ (م1098ق) ، ملا خليل القزوينيّ (م1089ق) وتلميذه ملّا رضيّ القزوينيّ (م 1098ق) والشيخ الحرّ (م 1104ق) ، والمجلسيّ الأوّل (م 1070ق) وابنه المجلسيّ الثاني ، (م1110ق) ، وتلميذه السيّد نعمة اللّه الجزائريّ (م 1112ق) ، والشيخ يوسف البحرانيّ صاحب الحدائق (م 1186ق) .
وهؤلاء المذكورون وإن كانوا من أتباع الطريقة الأخباريّة ؛ ولكن عدّة منهم ذهبوا إلى الطريقة الوسطى بحيث لايمكن عدّهم أخباريّا صرفا كالمجلسيّين والمحدّث البحرانيّ صاحب الحدائق ، قال المجلسيّ الأوّل في ذيل العبارة المتقدّمة :
والحقّ اكثر آنچه مولانا محمّد امين گفته است حق است ، مجملاً طريق اين ضعيف وسطى است ما بين افراط و تفريط و آن طريق را در روضة المتّقين مبرهن ساخته ام .
وقال ابنه في جواب مسائل ملّا خليل القزوينيّ :
واما مسئله دوم كه طريقه مجتهدين و اخباريين را سؤال فرموده بودند از جواب سؤال سابق جواب اين مسأله نيز قدرى معلوم مى شود و مسلك فقير در اين باب بين بين و وسط است و افراط و تفريط در جميع امور مذموم است و حقير مسلك جماعتى را كه گمانهاى بد به فقهاى اماميه ـ رضوان اللّه عليهم ـ مى برند و ايشان را به قلّت تديّن متّهم مى دارند خطا مى دانم و ايشان اكابر دين بوده اند و مساعى ايشان را مشكور و زلّات ايشان را مغفور مى دانم ، و همچنين مسلك گروهى كه ايشان را پيشوا قرار مى دهند و مخالفت ايشان را در هيچ امر جائز نمى دانند و مقلّد ايشان مى شوند درست نمى دانم و عمل به اصول عقليه كه از كتاب و سنت مستنبط نباشد درست نمى دانم ؛ وليكن اصول و قواعد كليّه كه از عمومات كتاب و سنت معلوم شود با عدم معارضه نص به خصوص ، آنها [ را ]متبع مى دانم و تفصيل اين امور را در مجلّد آخر بحار الأنوار ما ذكر كرده ايم . ۱
قال أبو عليّ الحائريّ في ترجمة الشيخ يوسف البحرانيّ صاحب الحدائق :
وكان هو قدس سره أوّلاً أخباريّا صرفا ، ثمّ رجع إلى الطريقة الوسطى وكان يقول : إنّها طريقة العلّامة المجلسيّ قدس سرهغوّاص بحار الأنوار ۲ .
قال في الحدائق (ج 1 ، ص 167) :
وقد كنت في أوّل الأمر ممّن ينتصر لمذهب الأخباريين ، وقد أكثرت البحث فيه مع بعض المجتهدين من مشايخ المعاصرين ، وأودعت كتابي الموسوم ب المسائل الشيرازيّة مقالة مبسوطة مشتملة على جملة من الأبحاث الشافية والأخبار الكافية ؛ تدلّ على ذلك ، وتؤيّد ما هنالك.
إلّا أنّ الّذي ظهر لي ـ بعد إعطاء التأمّل حقّه في المقام وإمعان النظر في كلام علمائنا الأعلام ـ هو إغماض النظر عن هذا الباب وإرخاء الستر دونه والحجاب ، وإن كان قد فتحه أقوام وأوسعوا فيه دائرة النقض والإبرام .
أمّا أوّلاً : فلاستلزامه القدح في علماء الطرفين والإزراء بفضلاء الجانبين ، كما قد طعن به كلّ من علماء الطرفين على الآخر ، بل ربما انجرّ إلى القدح في الدين سيّما من الخصوم المعاندين ، كما شنّع به عليهم الشيعة من انقسام مذهبهم إلى المذاهب الأربعة ، بل شنّع به كلّ منهم على الآخر أيضا. ۳
وأمّا ثانيا : فلأنّ ما ذكروه من وجوه الفرق بينهما جلّه بل كلّه عند التأمّل لايثمر فرقا في المقام... .
وكان في ذلك الزمان علماء اُصوليّون أيضا مثل ملّا عبد اللّه التونيّ (م 1079ق)، وملّا صالح المازندرانيّ(م 1086ق) والمحقّق الشيروانيّ(م 1098ق) ومحمّد باقر السبزواريّ (م 1090ق) و آقا حسين الخوانساريّ (م1098ق) وابنه آقا جمال الخوانساريّ (م 1125ق) ؛ ولكن مع ذلك أفل نجمهم إلى أن ظهر الوحيد البهبهانيّ (م 1205ق) فنمى فكرتهم وغاب نجم الأخباريين .
ولا يخفى أنّ الكلام والجواب يوجب الرشد والتعالي للعلم كما في الكلام المرويّ عن أميرالمؤمنين : «واعلموا أنّ الكلام ذَكَرٌ والجواب اُنثى ، وحيثما اجتمع الزوجان فلا بدّ من النتاج» ۴ ومن هذا القبيل إشكالات الإسترآباديّ على علم الاُصول الّتي أوجبت النضج والاستحكام لمباني الاُصول كما نُقل عن الشيخ الأعظم الأنصاريّ أنّه قال : لو كان أمين الإسترآباديّ حيًّا لتلقّى اُصولنا بالقبول . ۵

1.وقائع الأيام في تتمة محرم الحرام ، ص ۳۷۴ ؛ دين و سياست در دوره صفوى ، ص ۲۶۱ ـ ۲۶۲ .

2.منتهى المقال ، ج۷ ، ص ۷۵، الرقم ۳۲۸۶.

3.قال الشيخ جعفر كاشف الغطاء في الحقّ المبين المطبوع في گنجينه بهارستان، ج ۵، ص ۷ ـ ۸ ناظرا إلى كلام الشيخ يوسف البحراني: فمرجع الطرفين إلى ما روي عن سادات الثقلين، فالمجتهد أخباري عند التحقيق، والأخباري مجتهد بعد النظر الدقيق، ففضلاء الطرفين بلطف اللّه ناجون، الواصلون إلى الحقّ منهم، والقاصرون والجهّال المقصّرون والطاعنون على المجتهدين المشيّدين لأركان الدين هالكون. فلا يرد علينا تشنيع بعض المخالفين من المسلمين بأنّ الخلاف كما وقع بين الفقهاء الأربعة وقع بين المجتهدين والأخباريين؛ إذ لانزاع بيننا في اُصول الدين، ولا مانع عندنا من الرجوع إلى الطرفين في معرفة حكم ربّ العالمين. وإنّما جعل لكلّ حكم على حدة لحصول الخلاف بينهم في مسائل متعدّدة ـ وإن كان الحقّ فيها مع المجتهدين ـ ؛ إذ الأخباريون فيها مخطئون لكنّهم غير مقصّرين، وإن كان إنكارهم لكثير منها يشبه إنكار ضروري من العقل والدين؛ لأنّهم لم يقصروا في النظرو سبقتهم الشبهة، فكانوا ممن قصر لا ممن قصّر.

4.الخصال للصدوق ، ص ۷۳ باب الاثنين ، ح ۱۱۱ ؛ شعب الإيمان للبيهقي ، ج ۶ ، ص ۳۴۴، الرقم ۸۴۴۸ .

5.شرح مبسوط منظومة للشهيد المطهريّ ، ج ۱ ، ص ۷۱ .


الحاشية علي اصول الكافي (المولي محمّد امين الاسترابادي)
48
  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (المولي محمّد امين الاسترابادي)
    سایر پدیدآورندگان :
    المولي محمّد امين الاسترابادي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 132773
صفحه از 268
پرینت  ارسال به