مصاحبه با حجّة الاسلام والمسلمين على كورانى - صفحه 370

وبذلك حدّد المؤلّف هدفه ؛ أن يكون الكتاب موسوعة شاملة إلى حدٍّ ما لعلوم الدين ، مِن عقائد وفقه وسيرة وغيرها ممّا يحتاجه المكلّف . وعلى هذا الأساس كان تبويبه للكتاب ، فبدأ بمسائل العلم والجهل ، ثمّ بمعرفة اللّه تعالى ونبيّه صلى الله عليه و آله وحججه ، ومعرفة الإيمان والكفر ، والحلال والحرام ، والأخلق والسيرة... إلى آخره .

4 ـ ما هي المصادر الّتي اعتمدها الكليني في كتابه الكافي؟ كم عدد الموجود منها بين أيدينا؟ وكم عدد ما يمكن ترميمه وتجديده؟

استفاد مِن كلّ المصادر الّتي وصل إليها في عصره ، بشكلٍ مباشرٍ أو بطريقٍ معتبرٍ ، ومِن الصعب القول : إنّ منها مصادر موجودة بأيدينا يمكننا أن نضيف منها جديدا إلى ما نقله منها الكليني قدس سره .

5 ـ إلى أيّ حدٍّ يمكن أن تُبيّن تعاليم الكافي (الأُصول ، والفروع ، والروضة) التفكّر الشيعي الصحيح؟

يمثّل محتوى الكافي مِن ناحية ثقافية الإسلام الصافي الذي تحتاج إليه الأُمّة في عصرنا ، والعالَم ، وقد اطّلع بعض المُنصفين مِن المثقفين المصريّين على كتاب الكافي ، فأبدوا إعجابهم الكبير به ، وباعتقادي لو درّسنا مضامينه وبعض متونه لأبنائنا ، لساعدناهم على بناء شخصياتهم الثقافية بشكلٍ جيّدٍ ، ولو قدّمنا الإسلام إلى العالم مِن الكافي ، لحبّبنا به غير المسليمن ؛ لأنّ الكافي ـ وكلّ أحاديث أهل البيت عليهم السلام ـ يعتمد المنطق ، وليس الغيب والأُسطورة واللّامنطقية التي يصفون بها الإسلام .
وينبغي أن نلفت إلى أنّ تقسيم الدين الإسلامي إلى عقيدة وشريعة أو أُصول وفروع ، أمر عامّ عند المسلمين ، وقد درج عليه العلماء والناس قديما وحديثا ، ولا علاقة بالتشيّع والتسنّن ، كما أنّه تقسيم فنّي اعتباري ، وإلّا فالعقائد أحكام شرعية ، والأحكام الشرعية يجب الاعتقاد بها .

صفحه از 372