مسند نساء الشيعة - صفحه 105

۲۱۵.قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ حَمْدَانَ:وَ حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ إِلَيْهِ مِنَ الْمَشَايِخِ، عَنْ حَكِيمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا عليه السلام قَالَ: كَانَتْ تَدْخُلُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام فَتَدْعُو لَهُ أَنْ يَرْزُقَهُ اللّهُ وَلَدا ، وَ إِنَّهَا قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ كَمَا أَقُولُ، وَ دَعَوْتُ كَمَا أَدْعُو، فَقَالَ: يَا عَمَّةُ، أَمَا إِنَّ الَّذِي تَدْعِينَ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِيهِ يُولَدُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ـ وَ كَانَتْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَ خَمْسِينَ وَ مِئَتَيْنِ ـ فَاجْعَلِي إِفْطَارَكِ مَعَنَا. فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، مِمَّنْ يَكُونُ هَذَا الْوَلَدُ الْعَظِيمُ؟ فَقَالَ لِي عليه السلام : مِنْ نَرْجِسَ يَا عَمَّةُ. قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ: يَا سَيِّدِي، مَا فِي جَوَارِيكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهَا . وَ قُمْتُ وَ دَخَلْتُ إِلَيْهَا، وَ كُنْتُ إِذَا دَخَلْتُ فَعَلَتْ بِي كَمَا تَفْعَلُ، فَانْكَبَبْتُ عَلَى يَدَيْهَا فَقَبَّلْتُهُمَا، وَ مَنَعْتُهَا مِمَّا كَانَتْ تَفْعَلُهُ، فَخَاطَبَتْنِي بِالسِّيَادَةِ فَخَاطَبْتُهَا بِمِثْلِهَا، فَقَالَتْ لِي: فَدَيْتُكِ. فَقُلْتُ لَهَا: أَنَا فِدَاكِ وَ جَمِيعُ الْعَالَمِينَ. فَأَنْكَرَتْ ذَلِكِ فَقُلْتُ لَهَا: لَا تُنْكِرِينَ مَا فَعَلْتُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَيَهَبُ لَكِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ غُلَاما سَيِّدا فِي الدُّنْيَا وَ الآْخِرَةِ وَ هُوَ فَرَجُ الْمُؤْمِنِينَ. فَاسْتَحْيَتْ فَتَأَمَّلْتُهَا فَلَمْ أَرَ فِيهَا أَثَرَ الْحَمْلِ، فَقُلْتُ لِسَيِّدِي أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام : مَا أَرَى بِهَا حَمْلاً! فَتَبَسَّمَ عليه السلام ثُمَّ قَالَ: إِنَّا مَعَاشِرَ الأَْوْصِيَاءِ لَسْنَا نُحْمَلُ فِي الْبُطُونِ ، وَ إِنَّمَا نُحْمَلُ فِي الْجَنْبِ، وَ لَا نَخْرُجُ مِنَ الأَْرْحَامِ ، وَ إِنَّمَا نَخْرُجُ مِنَ الْفَخِذِ الأَْيْمَنِ مِنْ أُمَّهَاتِنَا ؛ لأَِنَّنَا نُورُ اللَّهِ الَّذِي لَا تَنَالُهُ الدَّانِسَاتُ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا سَيِّدِي، قَدْ أَخْبَرْتَنِي أَنَّهُ يُولَدُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، فَفِي أَيِّ وَقْتٍ مِنْهَا؟ قَالَ لِي: فِي طُلُوعِ الْفَجْرِ يُولَدُ الْكَرِيمُ عَلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ اللّهُ.
قَالَتْ حَكِيمَةُ: فَأَقَمْتُ فَأَفْطَرْتُ وَ نِمْتُ بِقُرْبٍ مِنْ نَرْجِسَ، وَ بَاتَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه السلام فِي صُفَّةٍ فِي تِلْكَ الدَّارِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا، فَلَمَّا وَرَدَ وَقْتُ صَلَاةِ اللَّيْلِ قُمْتُ وَ نَرْجِسُ نَائِمَةٌ مَا بِهَا أَثَرُ وِلَادَةٍ، فَأَخَذْتُ فِي صَلَاتِي ثُمَّ أَوْتَرْتُ، فَأَنَا فِي الْوَتْرِ حَتَّى وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّ الْفَجْرَ قَدْ طَلَعَ ، وَ دَخَلَ قَلْبِي شَيْءٌ، فَصَاحَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه السلام مِنَ الصُّفَّةِ : لَمْ يَطْلُعِ الْفَجْرُ يَا عَمَّةُ ! فَأَسْرَعْتُ الصَّلَاةَ وَ تَحَرَّكَتْ نَرْجِسُ، فَدَنَوْتُ مِنْهَا وَ ضَمَمْتُهَا إِلَيَّ وَ سَمَّيْتُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قُلْتُ لَهَا: هَلْ تَحِسِّينَ بِشَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَوَقَعَ عَلَيَّ سُبَاتٌ لَمْ أَتَمَالَكْ مَعَهُ أَنْ نِمْتُ، وَ وَقَعَ عَلَى نَرْجِسَ مِثْلُ ذَلِكَ وَ نَامَتْ، فَلَمْ أَنْتَبِهْ إِلَا بِحِسِّ سَيِّدِي الْمَهْدِيِّ وَ صَيْحَةِ أَبِي

صفحه از 197