مسند نساء الشيعة - صفحه 113

۲۲۱.وَ رُوِيَ حَدِيثُ حَلِيمَةَ بِرِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْرَدْتُهَا أَيْضا لِفَوَائِدَ فِيهَا، وَ هِيَ أَنَّهُ رُوِيَ أَنَّهُ:كَانَ مِنْ سَبَبِهَا أَنَّ اللَّهَ أَجْدَبَ الْبِلَادَ وَ الزَّمَانَ، فَدَخَلَ ذَلِكَ عَلَى عَامَّةِ النَّاسِ، وَ كَانَتْ حَلِيمَةُ تُحَدِّثُ عَنْ زَمَانِهَا وَ تَقُولُ: كَانَ النَّاسُ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فِي جَهْدٍ شَدِيدٍ، وَ كُنَّا أَهْلَ بَيْتٍ مُجْدِبِينَ، وَ كُنْتُ امْرَأَةً طَوَّافَةً أَطُوفُ الْبَرَارِيَ وَ الْجِبَالَ أَلْتَمِسُ الْحَشِيشَ وَ النَّبَاتَ، فَكُنْتُ لَا أَمُرُّ عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّبَاتِ إِلَا قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ بِي هَذَا الْجَهْدَ وَ الْبَلَاءَ. وَ لَمَّا وُلِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله خَرَجْتُ إِلَى نَاحِيَةِ مَكَّةَ وَ لَمْ أَكُنْ ذُقْتُ شَيْئا مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَ كُنْتُ أَلْتَوِي كَمَا تَلْتَوِي الْحَيَّةُ، وَ كُنْتُ وَلَدْتُ لَيْلَتِي تِلْكَ غُلَاما، فَلَمْ أَدْرِ أَ جَهْدَ الْوِلَادَةِ أَشْكُو أَمْ جَهْدَ نَفْسِي؟!
فَلَمَّا بِتُّ لَيْلَتِي تِلْكَ أَتَانِي رَجُلٌ فِي مَنَامِي، فَحَمَلَنِي حَتَّى قَذَفَنِي فِي مَاءٍ أَشَدَّ بَيَاضا مِنَ اللَّبَنِ، وَ قَالَ: يَا حَلِيمَةُ، أَكْثِرِي مِنْ شُرْبِ هَذَا الْمَاءِ لِيَكْثُرَ لَبَنُكِ؛ فَقَدْ أَتَاكِ الْعِزُّ وَ غَنَاءُ الدَّهْرِ. تَعْرِفِينَنِي؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: أَنَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كُنْتِ تَحْمَدِينَهُ فِي سَرَّائِكِ وَ ضَرَّائِكِ، فَانْطَلِقِي إِلَى بَطْحَاءِ مَكَّةَ؛ فَإِنَّ لَكِ فِيهَا رِزْقا وَاسِعا، اكْتُمِي شَأْنَكِ وَ لَا تُخْبِرِي أَحَدا. ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِي فَقَالَ: أَدَرَّ اللّهُ لَكِ اللَّبَنَ، وَ أَكْثَرَ لَكِ الرِّزْقَ . فَانْتَبَهْتُ وَ أَنَا أَجْمَلُ نِسَاءِ بَنِي سَعْدٍ لَا أُطِيقُ أَنْ أُسْبِلَ ثَدْيَيَّ، كَأَنَّهُمَا الْجَرُّ الْعَظِيمُ يَتَسَيَّبُ [ يَتَسَبْسَبُ ]مِنْهُمَا لَبَنٌ، وَ أَرَى النَّاسَ حَوْلِي مِنْ نِسَاءِ بَنِي سَعْدٍ وَ رِجَالِهِمْ فِي جَهْدٍ مِنَ الْعَيْشِ، إِنَّمَا كُنَّا نَرَى الْبُطُونَ لَازِقَةً بِالظُّهُورِ وَ الأَْلْوَانَ شَاحِبَةً مُتَغَيِّرَةً، لَا نَرَى فِي الْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ شَيْئا وَ لَا فِي الأَْرْضِ شَجَرا، وَ إِنَّمَا كُنَّا نَسْمَعُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ أَنِينا كَأَنِينِ الْمَرْضَى، وَ كَادَتِ الْعَرَبُ أَنْ تَهْلِكَ هُزَالاً وَ جُوعا . فَلَمَّا أَصْبَحَتْ حَلِيمَةُ وَ إِنَّهَا لَفِي جَهْدٍ مِنَ الْعَيْشِ وَ تَغَيُّرٍ مِنَ الْحَالِ وَ قَدْ أَصْبَحَتِ الْيَوْمَ تُشْبِهُ بَنَاتِ الْمُلُوكِ ، قُلْنَ: إِنَّ لَهَا شَأْنا عَظِيما ! ثُمَّ أَحْدَقْنَ بِي يَسْأَلْنَنِي عَنْ قِصَّتِي، فَكُنْتُ لَا أُحِيرُ جَوَابا، فَكَتَمْتُ شَأْنِي؛ لأَِنِّي بِذَلِكَ كُنْتُ أُمِرْتُ، وَ لَمْ تَبْقَ امْرَأَةٌ فِي بَنِي سَعْدٍ ذَاتُ زَوْجٍ إِلَا وَضَعَتْ غُلَاما، وَ رَأَيْتُ الرُّؤُوسَ الْمُشْتَعِلَةَ بِالشَّيْبِ قَدْ عَادَتْ سُودا لِبَرَكَةِ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله .

صفحه از 197