مسند نساء الشيعة - صفحه 51

هَذَا عَلِيٌّ مَعَ الْقُرْآنِ ، وَ الْقُرْآنُ مَعَ عَلِيٍّ ، خَلِيفَتَانِ بَصِيرَانِ لَا يَفْتَرِقَانِ حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ، فَأَسْأَلُهُمَا مَا ذَا خُلِّفْتُ فِيهِمَا. ۱

۶۸.رَوَى بَعْضُ مُؤَلِّفِي أَصْحَابِنَا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ:رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله يُلْبِسُ وَلَدَهُ الْحُسَيْنَ عليه السلام حُلَّةً لَيْسَتْ مِنْ ثِيَابِ الدُّنْيَا، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الْحُلَّةُ؟ فَقَالَ: هَذِهِ هَدِيَّةٌ أَهْدَاهَا إِلَيَّ رَبِّي لِلْحُسَيْنِ عليه السلام ، وَ إِنَّ لُحْمَتَهَا مِنْ زَغَبِ جَنَاحِ جَبْرَئِيلَ، وَ هَا أَنَا أُلْبِسُهُ إِيَّاهَا وَ أُزَيِّنُهُ بِهَا، فَإِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ الزِّينَةِ، وَ إِنِّي أُحِبُّهُ. ۲

۶۹.[ الإرشاد : ]رَوَى سِمَاكٌ عَنِ ابْنِ الْمُخَارِقِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ:بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسا وَ الْحُسَيْنُ جَالِسٌ فِي حَجْرِهِ إِذْ هَمَلَتْ عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي أَرَاكَ تَبْكِي جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ قَالَ: جَاءَنِي جَبْرَئِيلُ فَعَزَّانِي بِابْنِيَ الْحُسَيْنِ، وَ أَخْبَرَنِي أَنَّ طَائِفَةً مِنْ أُمَّتِي تَقْتُلُهُ لَا أَنَالَهَا اللّهُ شَفَاعَتِي. وَ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ـ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا ـ أَنَّهَا قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ عِنْدِنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ فَغَابَ عَنَّا طَوِيلاً، ثُمَّ جَاءَنَا وَ هُوَ أَشْعَثُ أَغْبَرُ وَ يَدُهُ مَضْمُومَةٌ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي أَرَاكَ شَعِثا مُغْبَرّا؟ فَقَالَ: أُسْرِيَ بِي فِي هَذَا الْوَقْتِ إِلَى مَوْضِعٍ مِنَ الْعِرَاقِ يُقَالُ لَهُ كَرْبَلَاءُ، فَأُرِيتُ فِيهِ مَصْرَعَ الْحُسَيْنِ ابْنِي وَ جَمَاعَةٍ مِنْ وُلْدِي وَ أَهْلِ بَيْتِي، فَلَمْ أَزَلْ أَلْقُطُ دِمَاءَهُمْ ، فَهَا هُوَ فِي يَدِي . وَ بَسَطَهَا إِلَيَّ، فَقَالَ: خُذِيهَا فَاحْفَظِي بِهَا. فَأَخَذْتُهَا فَإِذَا هِيَ شِبْهُ تُرَابٍ أَحْمَرَ، فَوَضَعْتُهُ فِي قَارُورَةٍ وَ شَدَدْتُ رَأْسَهَا وَ احْتَفَظْتُ بِهَا، فَلَمَّا خَرَجَ الْحُسَيْنُ عليه السلام مِنْ مَكَّةَ مُتَوَجِّها نَحْوَ الْعِرَاقِ كُنْتُ أُخْرِجُ تِلْكَ الْقَارُورَةَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ وَ أَشَمُّهَا وَ أَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ أَبْكِي لِمُصَابِهِ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنَ الْمُحَرَّمِ وَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ عليه السلام أَخْرَجْتُهَا فِي أَوَّلِ النَّهَارِ وَ هِيَ بِحَالِهَا، ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْهَا آخِرَ النَّهَارِ فَإِذَا هِيَ دَمٌ عَبِيطٌ، فَصِحْتُ فِي بَيْتِي وَ بَكَيْتُ وَ كَظَمْتُ غَيْظِي مَخَافَةَ أَنْ يَسْمَعَ أَعْدَاؤُهُمْ بِالْمَدِينَةِ فَيَتَسَرَّعُوا بِالشَّمَاتَةِ، فَلَمْ أَزَلْ حَافِظَةً لِلْوَقْتِ وَ الْيَوْمِ

1.بحار الأنوار، ج ۸۹، ص ۸۰ وج۲۲ ، ص۴۷۶ .

2.بحار الأنوار، ج ۴۳، ص ۲۷۱ .

صفحه از 197