مسند نساء الشيعة - صفحه 84

وَ أَنَا امْرَأَةٌ مِنْ وُلْدِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ. قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ مِنَ الْغَيْرَةِ مَا لَمْ أَمْلِكْ نَفْسِي، فَنَهَضْتُ مِنْ سَاعَتِي وَ صِرْتُ إِلَى الْمَأْمُونِ وَ قَدْ كَانَ ثَمِلاً مِنَ الشَّرَابِ، وَ قَدْ مَضَى مِنَ اللَّيْلِ سَاعَاتٌ، فَأَخْبَرْتُهُ بِحَالِي وَ قُلْتُ لَهُ: يَشْتِمُنِي وَ يَشْتِمُكَ وَ يَشْتِمُ الْعَبَّاسَ وَ وُلْدَهُ . قَالَتْ: وَ قُلْتُ مَا لَمْ يَكُنْ ، فَغَاظَهُ ذَلِكِ مِنِّي جِدّا ، وَ لَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ مِنَ السُّكْرِ وَ قَامَ مُسْرِعا، فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى سَيْفِهِ، وَ حَلَفَ أَنَّهُ يُقَطِّعُهُ بِهَذَا السَّيْفِ مَا بَقِيَ فِي يَدِهِ وَ صَارَ إِلَيْهِ . قَالَتْ: فَنَدِمْتُ عِنْدَ ذَلِكِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا صَنَعْتُ؟ هَلَكْتُ وَ أَهْلَكْتُ! قَالَتْ: فَعَدَوْتُ خَلْفَهُ لأَِنْظُرَ مَا يَصْنَعُ؟ فَدَخَلَ إِلَيْهِ وَ هُوَ نَائِمٌ، فَوَضَعَ فِيهِ السَّيْفَ فَقَطَّعَهُ قِطْعَةً قِطْعَةً، ثُمَّ وَضَعَ سَيْفَهُ عَلَى حَلْقِهِ فَذَبَحَهُ وَ أَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَ يَاسِرٌ الْخَادِمُ، وَ انْصَرَفَ وَ هُوَ يُزَبِّدُ مِثْلَ الْجَمَلِ .
قَالَتْ : فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكِ هَرَبْتُ عَلَى وَجْهِي حَتَّى رَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِ أَبِي، فَبِتُّ بِلَيْلَةٍ لَمْ أَنَمْ فِيهَا إِلَى أَنْ أَصْبَحْتُ . قَالَتْ : فَلَمَّا أَصْبَحْتُ دَخَلْتُ إِلَيْهِ وَ هُوَ يُصَلِّي وَ قَدْ أَفَاقَ مِنَ السُّكْرِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ تَعْلَمُ مَا صَنَعْتَ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: لَا وَ اللَّهِ، فَمَا الَّذِي صَنَعْتُ وَيْلَكِ؟! قُلْتُ: فَإِنَّكَ صِرْتَ إِلَى ابْنِ الرِّضَا عليه السلام وَ هُوَ نَائِمٌ فَقَطَّعْتَهُ إِرْبا إِرْبا، وَ ذَبَحْتَهُ بِسَيْفِكَ، وَ خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِهِ. قَالَ: وَيْلَكِ مَا تَقُولِينَ؟! قُلْتُ: أَقُولُ مَا فَعَلْتَ . فَصَاحَ : يَا يَاسِرُ، مَا تَقُولُ هَذِهِ الْمَلْعُونَةُ وَيْلَكَ؟! قَالَ: صَدَقَتْ فِي كُلِّ مَا قَالَتْ . قَالَ: «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» هَلَكْنَا وَ افْتَضَحْنَا ! وَيْلَكَ يَا يَاسِرُ ، بَادِرْ إِلَيْهِ وَ ائْتِنِي بِخَبَرِهِ. فَرَكَضَ ثُمَّ عَادَ مُسْرِعا فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، الْبُشْرَى ! قَالَ: وَ مَا وَرَاكَ؟ قَالَ: دَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ يَسْتَاكُ وَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَ دُوَّاجٌ، فَبَقِيتُ مُتَحَيِّرا فِي أَمْرِهِ، ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى بَدَنِهِ هَلْ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الأَْثَرِ؟ فَقُلْتُ لَهُ: أُحِبُّ أَنْ تَهَبَ لِي هَذَا الْقَمِيصَ الَّذِي عَلَيْكَ لأَِتَبَرَّكَ فِيهِ. فَنَظَرَ إِلَيَّ وَ تَبَسَّمَ كَأَنَّهُ عَلِمَ مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ فَقَالَ: أَكْسُوكَ كِسْوَةً فَاخِرَةً . فَقُلْتُ: لَسْتُ أُرِيدُ غَيْرَ هَذَا الْقَمِيصِ الَّذِي عَلَيْكَ. فَخَلَعَهُ وَ كَشَفَ بَدَنَهُ كُلَّهُ، فَوَ اللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَثَرا .
فَخَرَّ الْمَأْمُونُ سَاجِدا وَ وَهَبَ لِيَاسِرٍ أَلْفَ دِينَارٍ وَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَبْتَلِنِي

صفحه از 197