[ وداع شهر رمضان في آخر ليلة منه]

زيادة :

۰.الحَمْدُ لِلّهِ الَّذي بَلَّغَنا شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَ أعَانَنَا عَلَى صِيَامِهِ وَ قِيَامِهِ ، حَتَّى تَقَضَّتْ آخِرُ لَيْلَةٍ مِنْهُ ، وَ لَمْ تَبْتَلِنا فِيهِ بِارْتِكابِ مُحَرَّمٍ وَ لا انْتِهاكِ حُرْمَةٍ وَ لا أكْلِ رِبا وَ لا قَتْلِ نَفْسٍ وَ لا بِعُقُوقِ والِدَينِ ^۱ وَ لا قَطْعِ رَحِمٍ وَ لا بِشَيْءٍ مِنَ البَوائِقِ وَ الكَبائِرِ وَ أنْواعِ البَلايَا الّتي قَدْ بُلِيَها مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي .
اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ شُكْرا عَلَى مَا عافَيْتَنِي وَ حُسْنَ مَا ابْتَلَيْتَني ^۲ . إلَهي اُثْني عَلَيكَ أحْسَنَ الثَّنَاءِ ؛ لِأَنَّ بَلاءَكَ عِنْدِي أحْسَنَ الْبَلاءِ ، أوقَرتَني ^۳ نِعَما ، وَ أوقَرْتُ ^۴ نَفْسي ^۵ ذُنُوبا كَمْ مِنْ نِعْمَةً لَكَ ـ يَا سَيِّدِي ـ أسبَغْتَها عَلَيَ لَمْ اُؤَدِّ شُكرَها ، وَ كَمْ مِنْ خَطِيئَةٍ أحْصَيتَها عَلَيَ أسْتَحْيي مِنْ ذِكرِها ، وَ أخَافُ جَزاءَها ، وَ أحْذَرُ مَعَرَّتَها ، إنْ لَمْ تَعْفُ لي عَنْها أكُنْ مِنَ الخَاسِرِينَ . إلهي فَإِنِّي ^۶ أعتَرِفُ لَكَ بِذُنُوبي وَ أذْكُرُ لَكَ حاجَتي ، وَ أشْكُو إلَيْكَ مَسْكَنَتي وَ فَاقَتي وَ قَسْوَةَ قَلْبي وَ مَيْلَ نَفْسي ؛ فَإِنَّكَ قُلْتَ «فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما يَتَضَرَّعُونَ»^۷ .
وَ هَا أنَا ذَا قَدِ اسْتَجَرْتُ بِكَ وَ قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ ، مُسْتَكِينا مُتَضَرِّعا إلَيْكَ رَاجِيا لِمَا اُريدُ مِنَ الثَّوابِ لِصِيامي وَ صَلاتي ، وَ قَدْ عَرَفْتُ حَاجَتي وَ مَسْكَنَتي إلَى رَحْمَتِكَ وَ الثَّبَاتَ عَلَى هُدَاكَ وَ قَدْ هَرَبْتُ إلَيْكَ هَرْبَ الْعَبْدِ السُّوءِ إلَى المَوْلَى الكَريمِ . يَا مَوْلاي ، وَ تَقَرَّبْتُ إلَيْكَ ، فَأسْألُكَ بِوَحْدَانِيَّتِكَ لِمَا صَلَّيْتَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً كَثِيرَةً كَرِيمَةً شَرِيفَةً ، تُوجِبُ لي بِهَا شَفاعَتَهُمْ فِي القِيامَةِ عِنْدَكَ ، وَ صَلَّيْتَ عَلَى مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَ أنْبِيائِكَ الْمُرْسَلِينَ ، وَ أسْألُكَ بِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَ ، لَمَّا غَفَرْتَ